كانت تقف بجانبي وتطالع المروج الخضراء والجبل المكسو باللون الأخضر بالكامل لتقول : لا أصدق أن ما أراه أمامي هذا موجود بالخليج ! كانت تلك زيارتها الأولى كسيدة من إحدى الدول العربية الشقيقة لصلالة سلطنة عمان بالطبع وكانت تبدو منبهرة أمام الطبيعة الجميلة الخلابة التي تراها في منطقتنا الخليجية والمعروف أنها ذات طبيعة صحراوية قاحلة !كنت أتأمل من نافذة السيارة تلك المروج الخضراء الكثيفة وقد تعمدت أن أترك النافذة مفتوحة حتى يصلني نسيم الهواء البارد ورذاذ المطر الخفيف فرحت أمام توارد أخبار عن وجود بعض المشاكل للسياح الخليجيين والعرب في عدد من العواصم الأجنبية من سرقات وتعرض للضرب والإهانات أتأمل فكرة أن هذه المدينة الخضراء ذات الطبيعة الخلابة والتي يسودها الأمن والأمان وتشعر فيها بالراحة وأنك لست بعيداً عن ثقافتك أو عن وطنك حتى وأهلها طيبون جداً وكرماء وتكاد تشعر أنك منهم وفيهم وجزء لا يتجزأ من ثقافتهم وهويتهم وطباعهم وتنسى مشاعر الغربة التي قد تلامسك عندما تكون في زيارة لبلد بعيد عن وطنك فخليجنا فعلاً واحد أنك ستتأمل أيضاً فكرة أنها البديل الأفضل لتلك العواصم التي لا أمان فيها والتي وصلت السرقات فيها إلى حد أنك لم تعد تأمن على وضع أغراضك في فنادقها الفخمة كما أن منها من يمارس العنصرية البغيضة ضد العرب والمسلمين فهذه المدينة تمتلك من المقومات السياحية والتاريخية وحتى الأمنية والخصائص الديموغرافية والمزايا والإيجابيات مما يجعلها أرضاً سياحية منافسة لتلك المدن الأوروبية والأجنبية التي ينقصها الكثير من اجتماع كل هذه المزايا والإمكانيات فيها !صلالة سلطنة عمان تغزل الكثير بجمالها وسرد العديد عن معالم طبيعتها وحضارتها ووصفوها بأنها أجمل مدينة ساحلية فريدة في شبه الجزيرة العربية فشواطئها الرملية البيضاء كأنها عقد لؤلؤ بحر ثمين يساوي آلاف الدانات وجبالها الشاهقة الخضراء التي على سفوحها تستنشق جمال الطبيعة العمانية وأجمل النسمات وبراد الهبات وسترى أيضاً وأنت تتجول فيها الطيور الملونة الجميلة التي تغرد بأجمل النغمات وستلمح الماء الصافي الجاري في الوديان وكأن كل ذلك لوحة جميلة رسمها الخالق عز وجل فأحسن إبداعها .هذه المدينة الخلابة في خريفها تتحول لمدينة خضراء كجنة وارفة الظلال، كحلم عماني جميل لا يتكرر، وكيف لا تكون رمز الجمال والأصالة وهي مسقط رأس حاكم عمان السلطان المعظم قابوس رحمه الله وتحوي أكبر مرفأ بحري في شبه الجزيرة العربية كما أن لها مقومات سياحية عديدة فهي تشتهر بالبخور واللبان وتكثر فيها أشجار النارجيل الاستوائية والموز والمانجو والعديد من الفواكه الاستوائية .ومن المعلومات القيمة عنها أيضاً أنها تعتبر مركز الولاية لمحافظة ظفار والقبلة السياحية الخليجية الهامة والمفضلة خلال موسم خريف ظفار ومقصد السياح الخليجيين والعرب بما يمكن القول عنه أنها قبلة السياحة العمانية خلال هذا الموسم الخريفي الجميل وبما يمكن اعتباره أنها العمود الفقري لمقومات السياحة الجميلة في سلطنة عمان، إضافة إلى أن العديد من الإحصائيات ذكرت أنها تعتبر ثالث أكبر مدينة عمانية من حيث التعداد السكاني على مدى سنوات سابقة وهناك عدة مناطق فيها فهناك قلب المدينة وهي صلالة الوسطى وهناك صلالة الشرقية والغربية وغيرها من المناطق الجميلة .ولعل من أجمل غرائب جمال ظفار الخضراء أنها تجمع ما بين النقيضين فهناك البيئة الصحراوية لعشاق البر والتخييم والصحراء وهناك البيئة النباتية لعشاق الطبيعة الخلابة والمناظر الخضراء الجميلة كما هناك البيئة الجبلية لمحبي الجبال والمهتمين بها وتتميز بجوها المعتدل والحرارة المنخفضة في فصل الصيف كما يهطل المطر فيها ما بين شهري مايو وسبتمبر كما تتميز بالكهوف الجميلة والأخوار والمحميات الطبيعية ولها تاريخ عريق وحافل منذ أقدم العصور وتحوي العديد من الأماكن التراثية والتاريخية التي تمثل خير شاهد على تعاقب الحضارات فيها منذ القرن الثاني عشر والسادس عشر فهناك مدينة البليد الأثرية التي تُعتبَر من أقدم وأهم الموانئ التجارية والمدن على الشريط الساحلي لصلالة وهي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام كما في صلالة هناك ضريح النبي عمران وضريح النبي أيوب ودحقة النبي صالح .صلالة الخضراء بل محافظة ظفار الخضراء ككل باختصار موطن الجمال والمناظر العذبة وجامعة التاريخ والإرث العربي العريق وستكون خلال السنوات القادمة الوجهة السياحية الأفضل المنافسة للعواصم الأوروبية خلال موسم إجازة الصيف .وللحديث بقية ،،،