لم يبقَ للبنانيين من ذكرى استقلاله الذي ولد في العام 1943 سوى صوت فيروز الذين كانوا ولا يزالون يجتمعون عليه في أصبوحاتهم بالرغم من الصراعات، التحديات، الخلافات والاختلافات التي كان ولا يزال يعيشها منذ أن فتّح لبنان عيونه على هذه الدنيا، وكأن الشقاء مكتوب عليه وعلى أبنائه منذ الولادة حتى الأزل. كيف لا وكل يوم من عسير إلى أعسر وبالرغم من كل ما يسير ويجري عليه إلا أنه مصر على البقاء تماماً كصوت سفيرته إلى العالم «السيدة فيروز».
فكثيرة تلك القواسم المشتركة التي تجمع فيروز مع لبنانِ الحبيب وأهمها تاريخ استقلاله 22 نوفمبر.
ولكن مخطئً من يعتقد أن الاستقلال ينحسر فقط بإجلاء آخر جندي فرنسي عن أراضيه في 31 ديسمبر 1946، فالاستقلال الحقيقي يعني أن يتحرر من وصاية الدولة الغاشمة على أراضيه وأن يستقِل من الطبقة السياسية الفاشلة التي أودته في «داهية» ومنشغلة في اختلاق وهم اسمه «السيادة» وإشغال الناس «بمستقبل» واهٍ. كيف يستقل ومؤسسات الدولة في انهيار تام، والفساد سيد الموقف لا محال، والخراب متعشش في النفوس والبيوت دون استثناء والدولار في تحليق فوق السحاب!
ثلاث سنوات وكرسيّ الرئاسة لا يزال ينتظر من يستحقه كي يتم على الأقل الاحتفال بيوم الاستقلال من باب المظاهر على أضيق حال، مع العلم أنه تِسعُ سنوات ويزيد والشعب ينتظر من يقلّه من لهيب أبواب جهنم التي فتحت عليه والهلاك. فمن يملك بعض الدولارات أو بعض النفوذ أو بعض الأهل والمعارف والخلان تمكن بقدرة قادر أن يحلّق وينفذ بجلده إلى دولة أخرى علّ وعسى يجد بعض الأمان ولقمة العيش الكريمة، ليحل مكانه وفودا من جنسيات شقيقة عربية أخرى وجدت في لبنان المهترئ ملجئاً لها. يعني هنيئاً لنا بك يا لبنان فبالرغم من كل شيء فلا تزال تعمل الواجب مع الجار وإن كان عليك قد جار.
فكثيرة تلك القواسم المشتركة التي تجمع فيروز مع لبنانِ الحبيب وأهمها تاريخ استقلاله 22 نوفمبر.
ولكن مخطئً من يعتقد أن الاستقلال ينحسر فقط بإجلاء آخر جندي فرنسي عن أراضيه في 31 ديسمبر 1946، فالاستقلال الحقيقي يعني أن يتحرر من وصاية الدولة الغاشمة على أراضيه وأن يستقِل من الطبقة السياسية الفاشلة التي أودته في «داهية» ومنشغلة في اختلاق وهم اسمه «السيادة» وإشغال الناس «بمستقبل» واهٍ. كيف يستقل ومؤسسات الدولة في انهيار تام، والفساد سيد الموقف لا محال، والخراب متعشش في النفوس والبيوت دون استثناء والدولار في تحليق فوق السحاب!
ثلاث سنوات وكرسيّ الرئاسة لا يزال ينتظر من يستحقه كي يتم على الأقل الاحتفال بيوم الاستقلال من باب المظاهر على أضيق حال، مع العلم أنه تِسعُ سنوات ويزيد والشعب ينتظر من يقلّه من لهيب أبواب جهنم التي فتحت عليه والهلاك. فمن يملك بعض الدولارات أو بعض النفوذ أو بعض الأهل والمعارف والخلان تمكن بقدرة قادر أن يحلّق وينفذ بجلده إلى دولة أخرى علّ وعسى يجد بعض الأمان ولقمة العيش الكريمة، ليحل مكانه وفودا من جنسيات شقيقة عربية أخرى وجدت في لبنان المهترئ ملجئاً لها. يعني هنيئاً لنا بك يا لبنان فبالرغم من كل شيء فلا تزال تعمل الواجب مع الجار وإن كان عليك قد جار.