كان الود أن نقول «كل عام وأنتم بخير»، وكان الود أن نهنئ كل سكان العالم بمناسبة دخولنا في العام الجديد «2024»، إلا أن الأمر أصبح ثقيلاً وصعباً، فحتى الشعور بالفرح امتزج بمشاعر ما بين الإحساس بالذنب والشعور بالخذلان.
يصعب على أي إنسان أن يتعدى أو يتجاوز أكبر مجازر الألفية الثالثة، قرابة 22 ألف إنسان في «غزة» وحدها أزهقت أرواحهم بكل دم بارد وبلا إحساس في أقل من ثلاثة أشهر، فقط لأنهم يرفضون الظلم والاستسلام، ويرفضون التخلي عن هويتهم وعن أرضهم.
تلك الهوية التي تآمر الغرب منذ عقود لمسحها من صفحات التاريخ، اليوم يضع العقدة بعد العقدة ولا يتم إيقاف آلة القتل والدمار، وبالمقابل يقدم العذر بعد العذر للمعتدي. دعم وتحشيد قدمته كل الدول العظمى والكبرى لإسرائيل، من سلاح ومال وسياسة، وكأنها المعركة الكبرى، معركة نهاية العالم، أو كأنها حرب عقيدة أو انتقام! لا ندري عن أي إنسانية أو عدل يتغنون به!
الصورة النمطية التي رسمت وطبعت فينا وفي فكر الأجيال القادمة لن تتغير وستكون واضحة إلى أمد بعيد، بأن إسرائيل بعيدة كل البعد عن فكرة السلام والتعايش مع من حولها، وبالمقابل لن نتنازل عن إخواننا في الدم وعن حقهم في العيش على أرضهم بكامل حقوقهم.
ومن المضحك أن هذا القاتل يوعز إلى فراخه في مختلف منصات التواصل الاجتماعي لإشعال الفتنة بين الأشقاء، فتجد حسابات وشخصيات تتزين بصور شخصيات عربية، تعزف ألحاناً وطنية وقومية بأنفاس شيطانية، أهم أهدافها دس السم بالعسل وإحداث الوقيعة بين الإخوة بقصد تفتيت المجتمعات العربية وإبعادها عن أهم قضايا العصر «قضية فلسطين».
فليعلم الجميع، أن الشعوب العربية بعيدة كل البعد عن مناوشات المنصات والمواقع التي تتكاثر فيها الطفيليات والتأثر من الأكاذيب والفتن، وأنهم باقون على مواقفهم الداعمة والمساندة لإخوانهم في فلسطين مهما طال الزمن أو قصر، فالتاريخ لا يمحى ولا ينسى وستبقى فلسطين حاضرة رغم أنف مجرمي الحرب.