قرر أخي العود -والذي يسكن في بيته الكبير بجوار بيتي- أن يفتح البيتين على بعضهما، وألا يكون هناك أي جدران أو عوائق بيننا، ويمكنني أن أجلس في مجلسه وأن يأتي إلي في أي وقت مصحوباً بالحب والترحاب.
هذا فعلياً ما حدث بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة خلال لقاء الأسبوع الماضي، فبعد زيارة أخوية ناجحة للشقيقين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قرر الشقيقان إزالة ما تبقى من الجدران الواقعية والافتراضية التي يمكن أن تعيق جسور التواصل الفعالة «أصلاً» على مر التاريخ.
ولأن العصور والأزمنة تغير قواعد التعامل الإنساني، فقد جاء الاجتماع الثالث لمجلس التنسيق السعودي البحريني الذي عقد في العاصمة الرياض ليحدِّث جسور التواصل بين الشقيقين، وقد كان في طليعة هذه التحديثات هو الإعلان عن افتتاح أول مكتب للشركة السعودية البحرينية الذي تم تأسيسه في نوفمبر 2022.
وللعلم فإن هذا المكتب سيخصص استثمارات سعودية في البحرين بقيمة 5 مليارات دولار في استثمارات متنوعة يأتي في مقدمتها السياحة بحيث تتكامل عناصر الجذب السياحي في البلدين بما يخدم كل مملكة، هذا فضلاً عن مبادرات للتطوير الزراعي والأمن الغذائي ومشروعات كثيرة أخرى.
هذا المكتب سيمثل بوابة السعودية الاستثمارية المفتوحة من جهة البحرين، حيث يتوقع أن يتم فتح مكاتب مماثلة في الأردن والعراق وسلطنة عمان باستثمارات تصل إلى 24 مليار دولار، وهو ما يوسع استفادة مملكة البحرين من مسارات التجارة والتعاون بين الدول العربية الشقيقة.
ولقد توقع رئيس الغرفة في مملكة البحرين السيد سمير عبدالله ناس قبل اجتماع الشقيقين أن تتركز فرص التعاون في الصناعة والسياحة والبنية التحتية بحسب تصريح له في صحيفة «الاقتصادية» السعودية، لكن ما أثمر عنه اجتماع المجلس التنسيقي تجاوز هذه التوقعات لما هو أكثر مما يتوقع.
ودائماً ما نشهد من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، مبادرات ومشروعات تفوق حجم التوقعات، وهذا ما حصل مؤخراً، حيث أسفر اجتماع المجلس التنسيقي عن 9 مشروعات تشمل قطاعات عريضة، واشتمل على مجالات الطب والصحة والأمن السيبراني والأمن الوطني والجمارك وتمكين الشباب في البلدين وتنمية القدرات وريادة الأعمال.
حزمة تفاؤل جميلة بعثها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بهذا الاجتماع السريع والحاسم والمبشر بالخير لكلا البلدين، ولأبناء البحرين جميعاً الذين لم ينساهم سموه في جميع المشاريع والبرامج التي تم الإعلان عنها.
* قبطان رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية