شهد الأسبوع الماضي عدة أحداث في دول الغرب «الديمقراطية» - بحسب ادعاءاتهم - تبين بجلاء أن هذه الديمقراطية ليست إلا وهماً اختلقوه منذ سنوات وصدّعوا رؤوسنا به، لينسدل الستار عن أطول مسرحية هزلية شاهدها العالم مجبراً، وطالب أبطالها المشاهدين بتقليد أدوارهم.
وسوف أتطرق إلى 3 أحداث كاشفة لهذه المسرحية المملة، أولها لرئيس وزراء بريطانيا السيد ريشي سوناك الذي قرر فجأة أن يضع تعريفاً جديداً للتطرف، بعدما شهدت عاصمة بلاده احتجاجات على دعمها قتل المدنيين والأطفال والنساء في فلسطين العربية بلا أدنى آدمية، حيث أرادت الحكومة البريطانية دحر الاحتجاجات على سياساتها، لتحطم بذلك أول أصنام الديمقراطية الغربية.
وفي الدولة الثانية فقد خرج مستشار ألمانيا السيد أولاف شولتس في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء ماليزيا السيد أنور إبراهيم، ليخلع زي الإنسانية ويقول دون أي وجل أو خجل: «ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وهي العبارة التي أخرجت ضيفه عن حدود الدبلوماسية في نفس اللحظة ليسأله: «لماذا هذا الموقف المتردد والمتناقض تجاه عرق وآخر؟ أين إنسانيتكم؟».
لم يتحمل السيد أنور ابراهيم كل هذا النفاق وانفجر في لحظة بكلمات بسيطة، لاقت تأييداً وإشادة من جميع أنحاء العالم، وفي القلب منها ألمانيا نفسها التي يمثلها هذا المستشار، حيث يخرج الشعب في ذلك البلد يومياً للتنديد بالدعم الدموي لهذه الإبادة الجماعية.
ومسك الختام هي أمريكا طبعاً التي قرر الكونغرس فيها - بأغلبية ساحقة - إغلاق تطبيق «تيك توك» وحجبه في بلاد الحريات، بزعم أن الصين تتجسس على الأمريكيين، ومن منطلق الوصاية عليهم فقد تقرر حظر التطبيق، وهو ما أشعل الغضب لدى فئة عريضة من الشباب الأمريكيين الذين رأوا على هذا التطبيق ما لم يُسمح به في تطبيقات مجموعة ميتا «فيسبوك وإنستغرام»، وهي حقيقة ما يحدث في غزة بصورة واضحة.
لقد اكتشف الشعب الأمريكي أنه يعيش في فقاعة تقوم بتحديد نوعية المعلومات والأخبار التي يجب أن يراها ويسمعها ويتابعها، وهو ما تمت ترجمته في اعتراضات الأمريكان على الشراكة الدموية بين بلدهم وإسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني، وهو ما أغضب العم سام فقرر منع شعبه من مشاهدة جرائمه.
لقد لعب الغرب دور حارس الحريات في مسرحية الديمقراطية الهزلية لسنوات، لكن دوام الحال من المحال، وحبال الكذب قصيرة ولها نهاية مهما امتد طرفها، ولعلنا سنشهد في المرحلة القادمة الوجه الحقيقي للحريات الانتقائية التي وضعها الغرب بمقاسات تناسب مصالحه وأطماعه. ولو لم نستطع الوقوف ضد هذه الدول من قبل، فإن التغيير سيأتيها من الداخل، وسينقلب السحر على الساحر.
رئيس تحرير جريدة الديلي تربيون الإنجليزية
وسوف أتطرق إلى 3 أحداث كاشفة لهذه المسرحية المملة، أولها لرئيس وزراء بريطانيا السيد ريشي سوناك الذي قرر فجأة أن يضع تعريفاً جديداً للتطرف، بعدما شهدت عاصمة بلاده احتجاجات على دعمها قتل المدنيين والأطفال والنساء في فلسطين العربية بلا أدنى آدمية، حيث أرادت الحكومة البريطانية دحر الاحتجاجات على سياساتها، لتحطم بذلك أول أصنام الديمقراطية الغربية.
وفي الدولة الثانية فقد خرج مستشار ألمانيا السيد أولاف شولتس في مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء ماليزيا السيد أنور إبراهيم، ليخلع زي الإنسانية ويقول دون أي وجل أو خجل: «ندعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وهي العبارة التي أخرجت ضيفه عن حدود الدبلوماسية في نفس اللحظة ليسأله: «لماذا هذا الموقف المتردد والمتناقض تجاه عرق وآخر؟ أين إنسانيتكم؟».
لم يتحمل السيد أنور ابراهيم كل هذا النفاق وانفجر في لحظة بكلمات بسيطة، لاقت تأييداً وإشادة من جميع أنحاء العالم، وفي القلب منها ألمانيا نفسها التي يمثلها هذا المستشار، حيث يخرج الشعب في ذلك البلد يومياً للتنديد بالدعم الدموي لهذه الإبادة الجماعية.
ومسك الختام هي أمريكا طبعاً التي قرر الكونغرس فيها - بأغلبية ساحقة - إغلاق تطبيق «تيك توك» وحجبه في بلاد الحريات، بزعم أن الصين تتجسس على الأمريكيين، ومن منطلق الوصاية عليهم فقد تقرر حظر التطبيق، وهو ما أشعل الغضب لدى فئة عريضة من الشباب الأمريكيين الذين رأوا على هذا التطبيق ما لم يُسمح به في تطبيقات مجموعة ميتا «فيسبوك وإنستغرام»، وهي حقيقة ما يحدث في غزة بصورة واضحة.
لقد اكتشف الشعب الأمريكي أنه يعيش في فقاعة تقوم بتحديد نوعية المعلومات والأخبار التي يجب أن يراها ويسمعها ويتابعها، وهو ما تمت ترجمته في اعتراضات الأمريكان على الشراكة الدموية بين بلدهم وإسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني، وهو ما أغضب العم سام فقرر منع شعبه من مشاهدة جرائمه.
لقد لعب الغرب دور حارس الحريات في مسرحية الديمقراطية الهزلية لسنوات، لكن دوام الحال من المحال، وحبال الكذب قصيرة ولها نهاية مهما امتد طرفها، ولعلنا سنشهد في المرحلة القادمة الوجه الحقيقي للحريات الانتقائية التي وضعها الغرب بمقاسات تناسب مصالحه وأطماعه. ولو لم نستطع الوقوف ضد هذه الدول من قبل، فإن التغيير سيأتيها من الداخل، وسينقلب السحر على الساحر.
رئيس تحرير جريدة الديلي تربيون الإنجليزية