عندما تتجول في المركز الإعلامي الخاص باجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين «قمة البحرين»، والذي يعد البوابة الأولى والرئيسية لنقل الحدث إلى العالم عبر مختلف وسائل الإعلام، المقروءة والمسموعة والمرئية. تجد مساحات إبداعية كبيرة في هذا المركز لم نجده من قبل في مثيلاته من المراكز الإعلامية.
مما لاشك فيه إن هذا المركز قد استوفى المكونات الأساسية للمراكز الإعلامية المصاحبة للأحداث المهمة، بدءاً من سرعة وكفاءة الإنترنت التي أشاد بها معظم الوفود الإعلامية بها وبأنها تسهل عملهم، وكفاءة جاهزية غرف التحرير التي تمتعت بتوافر جميع الاحتياجات اللوجستية، بالإضافة إلى الاستوديوهات العديدة المجهزة لاستخدام جميع الوفود الإعلامية بأريحية، ناهيك عن الجلسات المتنوعة والجميلة التي تعطي أعضاء الوفود الفرصة لعقد اجتماعات ثنائية على هامش هذا الحدث المهم، ولعل ما يستوقفك إشادة الوفود بكفاءة إدارة جميع أركان المركز، حيث خصص فريق عمل لتنسيق حجوزات الاستوديوهات، وغرف التحرير، ليضمن حصول جميع الوفود على الخدمات الإعلامية اللازمة بأريحية.
كما يستوقف الزائر لهذا المركز القاعة المخصصة للمؤتمرات الصحفية بما تتضمنه من إمكانات، حيث تستوعب القاعة أكثر من مئة وخمسين مشاركاً، وتتمتع بجميع التجهيزات من غرفة ترجمة لمختلف اللغات، وأجهزة صوتيات، وفيديوهات، حتى تظن أنك في مركز مؤتمرات صحفية دائم وليس مؤقتاً.
وقد استقطب هذا المركز كبار الإعلاميين المميزين والرواد في مملكة البحرين ليتيح الفرص لإقامة علاقات تعاون بناءة مع الإعلامين العرب وغير العرب، ويمكننا القول إن دور المركز الإعلامي لم يقتصر على كونه البوابة الرئيسية لنقل هذا الحدث التاريخي، بل تحول إلى منتدى إعلامي لتبادل الخبرات بين قامات الإعلاميين من كل حدب وصوب، وذلك بجهود وكفاءة ولباقة فرق العمل بالمركز، والذين لم يألوا جهداً في فتح قنوات التواصل بين الوفود.
وعندما تتجول في أرجاء المركز تجد إبداعات الشباب البحريني في جميع أرجاء المركز، حيث تجد زوايا مخصصة لتوفير معلومات وبيانات تهم الإعلاميين عن مملكة البحرين، والإنجازات المميزة التي حصلت في عهد جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، فتجد شاشات عرض تتضمن فيديوهات إعلامية عن إنجازات مملكة البحرين في جميع المجالات، وتجد هناك ركناً آخر يسلط الضوء على أن المنامة هي عاصمة الإعلام العربي لهذا العام.
وركناً آخر خاصاً باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، وما تضمنته هذه المرحلة من إنجازات على جميع الأصعدة، وليكون بين يد الوفود الإعلامية جميع المعلومات التي يحتاجها الإعلاميون حول إنجازات البحرين في تلك المرحلة. وبذلك أضيف إلى دور المركز الإعلامي دور مهم، هو نقل المعرفة ونقل الخبرات.
ومن إبداعات الشباب البحريني بمركز الاتصال الوطني أن جميع الفيديوهات المعروضة للوفود، والمعروضة في القاعات هي من إنتاج المختصين في المركز، وعندما تتأمل هذا الإنتاج الإعلامي التوثيقي تجد مقومات الإبداع وأسسه في جميع المادة الإعلامية الموجودة سواء المحتوى الإعلامي، أو الإنتاج الفني، فبمثلهم نفخر.
وسط هذا وذاك استوقفني عرض الزميلة الإعلامية القديرة زينب النشيط مديرة إدارة المكتب الإعلامي بمركز الاتصال الوطني، حيث وفقت في العرض التعريفي بالمركز؛ فقد سلطت الأضواء على جوانب التميز بالمركز، وأبرزت مدى جودة الخدمات المقدمة للوفود، وما يستوقفك هو دقة إلمامها بالتفاصيل لتكون خير سفيرة لمملكة البحرين بين تلك الوفود. فكم نفخر بالشباب البحريني المبدعين والمخلصين، ونفخر بحرصهم على إبراز صورة البحرين الجميلة أمام العالم.
ولا نستبعد كل هذه الإبداعات في هذا المركز المتميز فتلك فهي ثمرة توجيهات سعادة وزير الإعلام الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي، ذلك الوزير الذي لم يفتأ يضع بصماته المميزة والمبدعة في كل مبادرة ومشروع قدمتها الوزارة منذ بداية توليه لهذا المنصب، وعلى رأسها جائزة المواهب الإعلامية 2023، حيث قال في كلمته «باعتبار الموهبة إحدى أهم اللبنات الأساسية للإبداع، وإيمانا منا بأن رعايتها والاهتمام بها بشكل مبكر يساهم في تسريع عملية تنميها ونضوجها»، من هنا نجد انعكاس اهتمامه بالإبداع في جميع مشاريع الوزارة ومبادراتها.
فرجاؤنا كبير في المزيد من الإنجازات الإعلامية المميزة.