بماذا أجاب سمو ولي العهد رئيس الوزراء حين عُرض عليه آخر ما توصل إليه الطبّ في علاج أمراض الدم الوراثية وخاصة لمرضى «السكلر»، لم يتردّد، فأمر بتوفيره فوراً خاصة بعد أن كانت البحرين سبّاقة منذ 2012، أي قبل اثني عشر عاماً بفضل توجيهاته حين أمر بتوفير دواء «كريزانليزوماب» وإدخاله ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى فقر الدم المنجلي «السكلر» بعد استكمال التجارب السريرية اللازمة، ويُعنى هذا الدواء الذي أعلنت عنه هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، بعلاج مرضى «السكلر» كونه أول علاج مُكتَشف منذ 20 عاماً في هذا المجال وأثبت فاعليته للعلاج.
إنما هذا العلاج الجديد كلفته عالية جداً جداً.
كم هي الكلفة؟
أكثر من 850 ألف دينار للمريض الواحد، أي أكثر من مليوني دولار للمريض الواحد.
لم يتردّد أبداً، ولا لحظة، وأمر بتوفيره.
لذا؛ حين تمرّ علينا بعض الأخبار مرور الكرام ولا ندرك أهميتها، وحين نقرأ بعض الفقرات الافتتاحية برتابة، إذ تبدو لنا عادية لكثرة تكرارها، فنقفز عليها دون التمعّن ودون الوقوف عندها،
ومنها الفقرة التي بدأ بها عرض خبر وصول هذا العلاج للبحرين، إذ كانت كالتالي: «في إطار الرعاية التي يوليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للقطاع الصحي في المملكة، وتنفيذاً للتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتوفير أفضل الطرق العلاجية وأحدث مستويات الرعاية الصحية لعلاج المواطنين والمقيمين بمملكة البحرين»، فإن علينا أن نقف إجلالاً لتلك التوجيهات. ولنقف عند العبارة الأخيرة في الفقرة السابقة التي تتكرّر في الصياغة الإخبارية وهي تحديداً «التوجيهات السامية بتوفير الأفضل والأحدث»، كأن ذلك الخبر يبيّن إلى أي درجة كانت التوجيهات جادّة وصادقة فيما يتعلّق بالأحدث والأفضل رغم أن البحرين ليست الأغنى والأقدر.
صحيح أنهم لم يذكروا كلفة العلاج، إذ ربما كانت الصورة أوضح، ولكن هذا دأب البحرين، هل عهدتم بها تذكر كلفة العديد من العلاجات التي تعتبر آخر ما توصل إليه الطب وتوفرها حكومة البحرين؟
الأمر الثاني الذي وقفت عنده عبارة ثانية، أن تكلل التوجيهات بتوفير الأفضل والأحدث للمواطنين والمقيمين -ولسنا هنا نتحدث عن هذا العلاج تحديداً، إنما بشكل عام يستفيد فعلاً من هذه الخدمات المواطنون والمقيمون- ودلّني على بلد يولي اهتماماً للإنسان أياً كانت علاقته بالبلد الذي يقيم فيه إلى هذه الدرجة من المساواة.
أما الخبر الذي مرّ دون أن يحظى بالاهتمام المتناسب معه فهو كالتالي:
«في خبر يتعلّق بأمراض الدم الوراثية وبالأخص لمرضى السكلر، حيث حصل مركز البحرين
للأورام على اعتماد فيرتكس «VERTEX» لإتاحة هذا العلاج المتقدّم للمصابين بفقر الدم المنجلي «السكلر» ومرض الثلاسيميا المعالج بنقل الدم، ما يجعل مملكة البحرين من أوائل دول العالم التي تستخدم هذا العلاج المتقدّم».
وهذا الذي نقصده بأهمية الخبر، أن التوجيهات نُفّذت لجعل أفضل وأحدث مستويات الرعاية الصحية، أياً كانت حداثتها وأياً كانت كلفتها العالية فإنها يجب أن تُوفّر للمواطنين وكذلك للمقيمين.
وبناءً على هذا الاعتماد، تمّ البدء في إجراءات أول حالة علاج «(CASGEVY (Exa-cel» لمريض مصاب بفقر الدم المنجلي «السكلر» في المركز، بحيث يتمّ استخراج عيّنات الخلايا الجذعية لإخضاعها للتعديل الجيني في مختبر Vertex، ليتمّ بعدها استكمال مراحل العلاج اللاحقة، حيث يشمل البرنامج العلاجي عدداً من المراحل، والتي تبدأ بفحص المريض لضمان مطابقة المعايير اللازمة، ومن ثَمَّ إخضاعه لعملية نقل الدم للتأكد من جاهزية النخاع العظمي، لتبدأ عملية استخلاص عيّنات للخلايا الجذعية، وبعد ذلك تخضع العيّنات لتعديل جيني في مختبر Vertex وتستمر فحوصات الجودة للتأكد من سلامة وفاعلية الخلايا ثم شحنها، وبالتالي تتمّ عملية الاستزراع في جسم المريض لينتج الجسم خلايا الدم الجديدة التي تساعد في إعادة بناء جهاز المناعة وتقويته، وتتمّ متابعة المريض بانتظام لمراقبة زيادة عدد خلايا الدم إلى العدد الطبيعي، بعدها يُسمح للمريض بالخروج من المستشفى.
الوصول إلى مستوى الاعتماد في هذا النوع من العلاج المتقدّم ليس سهلاً، فلا يُمنح الاعتماد إلا لمن استوفى شروطاً غاية في الدقة والصعوبة.
وكان مركز البحرين للأورام قد قدّم كافة المستندات المطلوبة لشركة فيرتكس «Vertex» لتقييم خدمات العلاج الخلوي بالمركز، بما في ذلك خبرة الفريق والمعدّات المستخدمة والسياسات المتّبعة، وبما يتماشى مع المعايير الدولية في مجال زراعة الخلايا المكوّنة للدم «HCT» والعلاج الخلوي «CT».
وبعد مراجعة جميع المستندات المطلوبة، قامت شركة «Vertex» بإجراء تدقيق ميداني، وإصدار تقرير التدقيق، حتى أصبح مركزاً معترفاً به لزراعة نخاع العظم وخدمات العلاج الخلوي بعد تلبية المتطلبات الإدارية والتشغيلية.
الجميل أنه كان متوقعاً أن تستغرق فترة تأهيل المركز البحريني سنة ونصف السنة إلا أن كفاءة أبناء البحرين أنجزت العملية في ثلاثة أشهر.
هذا الخبر نُشر قبل عشرين يوماً في وكالة الأنباء وفي الصحف ومرّ مرور الكرام، في حين أنه يستحق الاحتفاء به لعدة أسباب: واحد، أنه من الأدلة على قيمة الإنسان في وطننا، أعني القادة، بذل الغالي والنفيس من أجل توفير الرعاية الصحية له، وهنا حدثني عن حقوق الإنسان ومعناها الحقيقي.
كفاءة «عيالنا» من أبناء البحرين للحصول على الاعتمادية لهذا المستوى المتقدم من الرعاية الصحية.
وتمنيت أن تكون هناك تقارير مصوّرة، ونشاط على وسائل التواصل الاجتماعي يغطيها، ولقاءات مصوّرة مع الشريحة المستفيدة وأثر مثل هذا الخبر عليها، كي نضمن نشر قصصنا الجميلة والناجحة والتي تتميز بها البحرين، والتي لا نعرف قيمتها التسويقية مع الأسف!!
إنما هذا العلاج الجديد كلفته عالية جداً جداً.
كم هي الكلفة؟
أكثر من 850 ألف دينار للمريض الواحد، أي أكثر من مليوني دولار للمريض الواحد.
لم يتردّد أبداً، ولا لحظة، وأمر بتوفيره.
لذا؛ حين تمرّ علينا بعض الأخبار مرور الكرام ولا ندرك أهميتها، وحين نقرأ بعض الفقرات الافتتاحية برتابة، إذ تبدو لنا عادية لكثرة تكرارها، فنقفز عليها دون التمعّن ودون الوقوف عندها،
ومنها الفقرة التي بدأ بها عرض خبر وصول هذا العلاج للبحرين، إذ كانت كالتالي: «في إطار الرعاية التي يوليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للقطاع الصحي في المملكة، وتنفيذاً للتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتوفير أفضل الطرق العلاجية وأحدث مستويات الرعاية الصحية لعلاج المواطنين والمقيمين بمملكة البحرين»، فإن علينا أن نقف إجلالاً لتلك التوجيهات. ولنقف عند العبارة الأخيرة في الفقرة السابقة التي تتكرّر في الصياغة الإخبارية وهي تحديداً «التوجيهات السامية بتوفير الأفضل والأحدث»، كأن ذلك الخبر يبيّن إلى أي درجة كانت التوجيهات جادّة وصادقة فيما يتعلّق بالأحدث والأفضل رغم أن البحرين ليست الأغنى والأقدر.
صحيح أنهم لم يذكروا كلفة العلاج، إذ ربما كانت الصورة أوضح، ولكن هذا دأب البحرين، هل عهدتم بها تذكر كلفة العديد من العلاجات التي تعتبر آخر ما توصل إليه الطب وتوفرها حكومة البحرين؟
الأمر الثاني الذي وقفت عنده عبارة ثانية، أن تكلل التوجيهات بتوفير الأفضل والأحدث للمواطنين والمقيمين -ولسنا هنا نتحدث عن هذا العلاج تحديداً، إنما بشكل عام يستفيد فعلاً من هذه الخدمات المواطنون والمقيمون- ودلّني على بلد يولي اهتماماً للإنسان أياً كانت علاقته بالبلد الذي يقيم فيه إلى هذه الدرجة من المساواة.
أما الخبر الذي مرّ دون أن يحظى بالاهتمام المتناسب معه فهو كالتالي:
«في خبر يتعلّق بأمراض الدم الوراثية وبالأخص لمرضى السكلر، حيث حصل مركز البحرين
للأورام على اعتماد فيرتكس «VERTEX» لإتاحة هذا العلاج المتقدّم للمصابين بفقر الدم المنجلي «السكلر» ومرض الثلاسيميا المعالج بنقل الدم، ما يجعل مملكة البحرين من أوائل دول العالم التي تستخدم هذا العلاج المتقدّم».
وهذا الذي نقصده بأهمية الخبر، أن التوجيهات نُفّذت لجعل أفضل وأحدث مستويات الرعاية الصحية، أياً كانت حداثتها وأياً كانت كلفتها العالية فإنها يجب أن تُوفّر للمواطنين وكذلك للمقيمين.
وبناءً على هذا الاعتماد، تمّ البدء في إجراءات أول حالة علاج «(CASGEVY (Exa-cel» لمريض مصاب بفقر الدم المنجلي «السكلر» في المركز، بحيث يتمّ استخراج عيّنات الخلايا الجذعية لإخضاعها للتعديل الجيني في مختبر Vertex، ليتمّ بعدها استكمال مراحل العلاج اللاحقة، حيث يشمل البرنامج العلاجي عدداً من المراحل، والتي تبدأ بفحص المريض لضمان مطابقة المعايير اللازمة، ومن ثَمَّ إخضاعه لعملية نقل الدم للتأكد من جاهزية النخاع العظمي، لتبدأ عملية استخلاص عيّنات للخلايا الجذعية، وبعد ذلك تخضع العيّنات لتعديل جيني في مختبر Vertex وتستمر فحوصات الجودة للتأكد من سلامة وفاعلية الخلايا ثم شحنها، وبالتالي تتمّ عملية الاستزراع في جسم المريض لينتج الجسم خلايا الدم الجديدة التي تساعد في إعادة بناء جهاز المناعة وتقويته، وتتمّ متابعة المريض بانتظام لمراقبة زيادة عدد خلايا الدم إلى العدد الطبيعي، بعدها يُسمح للمريض بالخروج من المستشفى.
الوصول إلى مستوى الاعتماد في هذا النوع من العلاج المتقدّم ليس سهلاً، فلا يُمنح الاعتماد إلا لمن استوفى شروطاً غاية في الدقة والصعوبة.
وكان مركز البحرين للأورام قد قدّم كافة المستندات المطلوبة لشركة فيرتكس «Vertex» لتقييم خدمات العلاج الخلوي بالمركز، بما في ذلك خبرة الفريق والمعدّات المستخدمة والسياسات المتّبعة، وبما يتماشى مع المعايير الدولية في مجال زراعة الخلايا المكوّنة للدم «HCT» والعلاج الخلوي «CT».
وبعد مراجعة جميع المستندات المطلوبة، قامت شركة «Vertex» بإجراء تدقيق ميداني، وإصدار تقرير التدقيق، حتى أصبح مركزاً معترفاً به لزراعة نخاع العظم وخدمات العلاج الخلوي بعد تلبية المتطلبات الإدارية والتشغيلية.
الجميل أنه كان متوقعاً أن تستغرق فترة تأهيل المركز البحريني سنة ونصف السنة إلا أن كفاءة أبناء البحرين أنجزت العملية في ثلاثة أشهر.
هذا الخبر نُشر قبل عشرين يوماً في وكالة الأنباء وفي الصحف ومرّ مرور الكرام، في حين أنه يستحق الاحتفاء به لعدة أسباب: واحد، أنه من الأدلة على قيمة الإنسان في وطننا، أعني القادة، بذل الغالي والنفيس من أجل توفير الرعاية الصحية له، وهنا حدثني عن حقوق الإنسان ومعناها الحقيقي.
كفاءة «عيالنا» من أبناء البحرين للحصول على الاعتمادية لهذا المستوى المتقدم من الرعاية الصحية.
وتمنيت أن تكون هناك تقارير مصوّرة، ونشاط على وسائل التواصل الاجتماعي يغطيها، ولقاءات مصوّرة مع الشريحة المستفيدة وأثر مثل هذا الخبر عليها، كي نضمن نشر قصصنا الجميلة والناجحة والتي تتميز بها البحرين، والتي لا نعرف قيمتها التسويقية مع الأسف!!