استقدمت سيدة عاملة منزلية من أحدى الدول الآسيوية، براتب أقل من المتفق عليه شهرياً، ولم يتوقف الأمر عند هذا؛ بل أجبرتها على العمل لأكثر من 16 ساعة يومياً، مع كمية محدودة من الطعام، إلى جانب إجبارها على العمل لدى منازل أقربائها لقاء أجر تتقاضاه بدل العاملة.
العاملة، جهلاً وخوفاً، لم تكن تملك القدرة أو الكيفية للمطالبة بحقوقها، حتى تواصل معها أحد عمال التوصيل من جنسيتها، وأخبرها بقدرته على توفير مأوى وعمل براتب مضاعف لها، فحزمت ما تملك من حطام الدنيا وهربت معه.
القصة لم تنتهِ هنا؛ حيث باعها العامل إلى عصابة مقابل مبلغ مالي، والذين بدورهم حبسوها في إحدى الشقق، حيث تم ضربها واغتصابها عدة مرات، ومن ثم أجبروها على ممارسة الدعارة مقابل مبالغ مالية، لم تكن تستلم منها إلا القليل، حتى نجحت في التواصل مع سفارة بلدها وتم إنقاذها. «انتهى».
قد يتبادر للأذهان عند الحديث عن «الاتجار بالبشر»، أن الأمر يتوقف عن الاستغلال الجنسي فقط. لكن الحقيقة، وحسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، أن هناك سبعة أنواع جديدة من أشكال الاتجار بالبشر، مقارنة بما كان معروفاً خلال العقود الماضية من أشكال العبودية.
وأشار التقرير إلى أن أبرز تلك الصور تتمثل في؛ تجارة الجنس، الاتجار بالأطفال لأغراض الجنس، العمل القسري، عبودية الديون، العبودية المنزلية، عمل الأطفال القسري، وأخيراً التجنيد غير القانوني للأطفال.
ومع اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص، والذي يحتفي به العالم في 30 يوليو من كل عام، أشارت الأمم المتحدة أن واحداً من كل ثلاثة ضحايا الاتجار بالبشر هو طفل، والغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال من الفتيات، مرجعة أن تزايد انتشار المنصات الإلكترونية يشكل مخاطر إضافية على الأطفال، حيث يتواصلون غالباً مع هذه المواقع بدون حماية كافية.
البحرين؛ وضمن منظومة تشريعية وقانونية وأمنية، نجحت في التصدي لهذه الظاهرة العالمية، بل واستطاعت الحفاظ على مكانتها ضمن الفئة الأولى في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، وفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية للعام السابع على التوالي، وهو ما يؤشر إلى حرص الدولة على تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وضمان تحقيق العدالة الناجزة للضحايا عبر القضاء وتوفير الدعم النفسي والمادي لهم.
في اعتقادي أن الأساس في ضمان حماية حقوق الإنسان تتمثل في تفعيل قيم المجتمع الإنسانية والفطرية، لأن البعض يعتقد أن القسوة على الفئات الأضعف أو إجبار العامل أو العاملة على ساعات عمل طويلة أو حرمانهم من بعض حقوقهم لا يدخل في نطاق الاتجار بالبشر، بل يرونه حق كامل لهم باعتبارهم أصحاب العمل وهم من تحمل كلفة الاستقدام.
إضاءة
«الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». «الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه».
{{ article.visit_count }}
العاملة، جهلاً وخوفاً، لم تكن تملك القدرة أو الكيفية للمطالبة بحقوقها، حتى تواصل معها أحد عمال التوصيل من جنسيتها، وأخبرها بقدرته على توفير مأوى وعمل براتب مضاعف لها، فحزمت ما تملك من حطام الدنيا وهربت معه.
القصة لم تنتهِ هنا؛ حيث باعها العامل إلى عصابة مقابل مبلغ مالي، والذين بدورهم حبسوها في إحدى الشقق، حيث تم ضربها واغتصابها عدة مرات، ومن ثم أجبروها على ممارسة الدعارة مقابل مبالغ مالية، لم تكن تستلم منها إلا القليل، حتى نجحت في التواصل مع سفارة بلدها وتم إنقاذها. «انتهى».
قد يتبادر للأذهان عند الحديث عن «الاتجار بالبشر»، أن الأمر يتوقف عن الاستغلال الجنسي فقط. لكن الحقيقة، وحسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، أن هناك سبعة أنواع جديدة من أشكال الاتجار بالبشر، مقارنة بما كان معروفاً خلال العقود الماضية من أشكال العبودية.
وأشار التقرير إلى أن أبرز تلك الصور تتمثل في؛ تجارة الجنس، الاتجار بالأطفال لأغراض الجنس، العمل القسري، عبودية الديون، العبودية المنزلية، عمل الأطفال القسري، وأخيراً التجنيد غير القانوني للأطفال.
ومع اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص، والذي يحتفي به العالم في 30 يوليو من كل عام، أشارت الأمم المتحدة أن واحداً من كل ثلاثة ضحايا الاتجار بالبشر هو طفل، والغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال من الفتيات، مرجعة أن تزايد انتشار المنصات الإلكترونية يشكل مخاطر إضافية على الأطفال، حيث يتواصلون غالباً مع هذه المواقع بدون حماية كافية.
البحرين؛ وضمن منظومة تشريعية وقانونية وأمنية، نجحت في التصدي لهذه الظاهرة العالمية، بل واستطاعت الحفاظ على مكانتها ضمن الفئة الأولى في مجال مكافحة الاتجار بالأشخاص، وفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية للعام السابع على التوالي، وهو ما يؤشر إلى حرص الدولة على تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وضمان تحقيق العدالة الناجزة للضحايا عبر القضاء وتوفير الدعم النفسي والمادي لهم.
في اعتقادي أن الأساس في ضمان حماية حقوق الإنسان تتمثل في تفعيل قيم المجتمع الإنسانية والفطرية، لأن البعض يعتقد أن القسوة على الفئات الأضعف أو إجبار العامل أو العاملة على ساعات عمل طويلة أو حرمانهم من بعض حقوقهم لا يدخل في نطاق الاتجار بالبشر، بل يرونه حق كامل لهم باعتبارهم أصحاب العمل وهم من تحمل كلفة الاستقدام.
إضاءة
«الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». «الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه».