مهما تقدّم بنا العمر وتزاحمت الأحداث والمناسبات في ذاكرتنا؛ تبقى للمراحل الدراسية نكهتها الخاصة وذكرياتها التي لا تُمحى بأشخاصها، سواء أكانوا زملاء أو مدرسين، وقد تترك أثرها الأبدي على شخصياتنا وسلوكنا ومستقبلنا.
إحدى الزميلات، والتي أعتبرها عبقرية في الرياضيات، سألتها يوماً ما سرّ هذا التميّز، فكان الجواب كلمة واحدة فقط «المعلمة»، مشيرةً إلى أن الله حباها وزميلاتها في مراحل تعليمها الأولى بمعلمة رياضيات بـ»مواصفات خاصة»، يحبّها الجميع لما تتمتع به من لطف وإنسانية وقرب من التلميذات، إلى جانب معاملتها لهنّ كأُمٍّ وصديقة، وهو ما جعل الجميع يعشق حصة الرياضيات ويحب حضورها، حتى التلميذات ذوات الميول الأدبية.
حكاية زميلتي ليس استثناءً؛ بل قد نسمعها تتكرر مع أكثر من شخص وفي أكثر من جلسة، حيث ترك المدرسون أثرهم الإيجابي على طلبتهم، وفي كثير من الأحيان كانوا سبباً لتحديد مستقبلهم العلمي والعملي، وعلى العكس من ذلك نجد أن كثيرين كرهوا المدرسة والمادة العلمية بسبب مدرّس أيضاً.
أستذكر كل ذلك وأنا أتابع كثيراً من التدوينات والتغريدات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين، والذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، كيوم للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات من أجل تعزيز مهنة التدريس.
جذبني موضوع الاحتفال بالمعلمين هذا العام، والذي يركّز على ضرورة دمج تصوّرات المعلمين في السياسات التعليمية، وتعزيز بيئة مواتية لتطويرهم المهني.
وهو من المواضيع التي كثيراً ما كانت تخطر في بالي، إذ كيف لا يكون للمعلمين، خصوصاً أصحاب الخبرات والمتميزين منهم، دورٌ في رسم السياسات التعليمية والتربوية للدولة، وهم الجنود الحقيقيون في الميدان، ويعرفون كل كبيرة وصغيرة فيما يدور في المدارس وما يحتاجه فعلاً الطلبة؟
لذلك؛ فإنني أُقدّم اقتراحاً إلى وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة استشارية من مدرسين يمثلون كل مدارس المملكة، بمختلف مستوياتها، تكون مهمتها تقديم تقارير دورية عن واقع التعليم واحتياجات العملية التعليمية والتربوية، ليتمّ الاسترشاد بها عند تطوير المناهج أو تطوير القوانين والتشريعات الخاصة بالعملية التربوية والتعليمية.
المعلمون ليسوا ناقلي معلومات ومعارف فقط؛ بل هم مربُّون وموجهون وآباء في الدرجة الأولى، لذلك فمن المهمّ تهيئة الأجواء المناسبة لهم للقيام بمهامّهم، سواء من الناحية المادية أو من ناحية تطوير القدرات ومتابعة كلّ مستجدات العملية التربوية والتعليمية، وهو دورٌ رئيس تقوم به وزارة التربية والتعليم، بقيادة الوزير الدكتور محمد مبارك جمعة، وفريق الوزارة، والذي بدأنا نلمس آثاره الإيجابية على مخرجات العملية التعليمية.
إضاءة
«لَشَعْرِكِ
فضْلٌ عظيمٌ عليَّ
يشابهُ فَضْلَ السَحَابهْ
فمنهُ تعلّمتُ عِلْمَ الكلامْ
وعنهُ أخذتُ أصولَ الكِتابهْ»
نزار قباني، قصيدة «المعلم».
إحدى الزميلات، والتي أعتبرها عبقرية في الرياضيات، سألتها يوماً ما سرّ هذا التميّز، فكان الجواب كلمة واحدة فقط «المعلمة»، مشيرةً إلى أن الله حباها وزميلاتها في مراحل تعليمها الأولى بمعلمة رياضيات بـ»مواصفات خاصة»، يحبّها الجميع لما تتمتع به من لطف وإنسانية وقرب من التلميذات، إلى جانب معاملتها لهنّ كأُمٍّ وصديقة، وهو ما جعل الجميع يعشق حصة الرياضيات ويحب حضورها، حتى التلميذات ذوات الميول الأدبية.
حكاية زميلتي ليس استثناءً؛ بل قد نسمعها تتكرر مع أكثر من شخص وفي أكثر من جلسة، حيث ترك المدرسون أثرهم الإيجابي على طلبتهم، وفي كثير من الأحيان كانوا سبباً لتحديد مستقبلهم العلمي والعملي، وعلى العكس من ذلك نجد أن كثيرين كرهوا المدرسة والمادة العلمية بسبب مدرّس أيضاً.
أستذكر كل ذلك وأنا أتابع كثيراً من التدوينات والتغريدات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين، والذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، كيوم للاحتفال بالإنجازات والنظر في طرق كفيلة بمواجهة التحديات من أجل تعزيز مهنة التدريس.
جذبني موضوع الاحتفال بالمعلمين هذا العام، والذي يركّز على ضرورة دمج تصوّرات المعلمين في السياسات التعليمية، وتعزيز بيئة مواتية لتطويرهم المهني.
وهو من المواضيع التي كثيراً ما كانت تخطر في بالي، إذ كيف لا يكون للمعلمين، خصوصاً أصحاب الخبرات والمتميزين منهم، دورٌ في رسم السياسات التعليمية والتربوية للدولة، وهم الجنود الحقيقيون في الميدان، ويعرفون كل كبيرة وصغيرة فيما يدور في المدارس وما يحتاجه فعلاً الطلبة؟
لذلك؛ فإنني أُقدّم اقتراحاً إلى وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة استشارية من مدرسين يمثلون كل مدارس المملكة، بمختلف مستوياتها، تكون مهمتها تقديم تقارير دورية عن واقع التعليم واحتياجات العملية التعليمية والتربوية، ليتمّ الاسترشاد بها عند تطوير المناهج أو تطوير القوانين والتشريعات الخاصة بالعملية التربوية والتعليمية.
المعلمون ليسوا ناقلي معلومات ومعارف فقط؛ بل هم مربُّون وموجهون وآباء في الدرجة الأولى، لذلك فمن المهمّ تهيئة الأجواء المناسبة لهم للقيام بمهامّهم، سواء من الناحية المادية أو من ناحية تطوير القدرات ومتابعة كلّ مستجدات العملية التربوية والتعليمية، وهو دورٌ رئيس تقوم به وزارة التربية والتعليم، بقيادة الوزير الدكتور محمد مبارك جمعة، وفريق الوزارة، والذي بدأنا نلمس آثاره الإيجابية على مخرجات العملية التعليمية.
إضاءة
«لَشَعْرِكِ
فضْلٌ عظيمٌ عليَّ
يشابهُ فَضْلَ السَحَابهْ
فمنهُ تعلّمتُ عِلْمَ الكلامْ
وعنهُ أخذتُ أصولَ الكِتابهْ»
نزار قباني، قصيدة «المعلم».