لنتصور تواجد زوجين جالسين وحدهما إلى طاولة في وسط مجمع تجاري كبير يحتسيان القهوة بينما المتسوقون واقفون في كل الطوابق، ومن حولهما ينظرون. كل الموجودين يرون بأم أعينهم كيف يتقدم شخص من الزوجين ويصفع الزوج أمام زوجته وينصرف، ثم عندما يشتكيان عليه لدى الجهات المختصة يصر ويحلف بأغلظ الأيمان أنه لم يصفعه، غير معترف بكل الذين كانوا متواجدين وشهدوا الواقعة، ولعله يقول إنه قبله على خده ولم يصفعه.
هذا بالضبط ما تفعله إيران، تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتقول إنها لم تتدخل ولن تتدخل وإنه ليس من طبعها وأخلاقها التدخل في شؤون الآخرين، هنا مثال. قبل أيام تداولت وكالات الأنباء تصريحاً لمساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية، حسين أميرعبد اللهيان ملخصه «دعم الجمهورية الإيرانية للمطالب المشروعة للشعب البحريني» وتنديده «بالسياسات التي ينتهجها النظام في البحرين»، وقوله الكثير من الكلام عن البحرين وسياسة حكومة البحرين، وتطوعه بتوجيه «النصح» لها وتأكيده أن هذا الفعل أو ذاك الذي تقوم به حكومة البحرين «يتناقض بشكل سافر مع حقوق الإنسان»، ولم يوفر شتيمة لم يقلها في ذلك التصريح الذي بدا وكأنه «مجمع اتهامات»، والأمر نفسه فعله مع السعودية، قبل أن يقول إن «طهران لا تتدخل مطلقاً في شؤون البحرين»! معتبراً دعمه لذلك البعض الذي استغله أبشع استغلال لتخريب الحياة في البحرين «حقاً» يمارسه وأنه يتطابق مع ميثاق الأمم المتحدة.
هذا أحلى شيء في إيران، تصفعك أمام كل العالم وتشتمك وتقول بكل وقاحة إنها لم تفعل شيئاً من هذا القبيل. إذا لم يكن هذا الذي يقوم به النظام الإيراني عبر تصريحات هذا الشخص وغيره من الشخوص، وإذا لم يكن كل هذا الدعم الذي تقدمه إيران لذلك البعض الذي يحارب وطنه، إذا لم يكن كل هذا تدخلاً في شؤون البحرين الداخلية فكيف هو التدخل إذن؟!
مشكلة إيران، أو بالأحرى المسيطرين على الحكم في إيران هي أنهم يعتقدون أن العالم «نيام نيام»، وأن أحدا لا يرى ما يفعلون ولا يسمع ما يقولون ولا «يؤرشف» ما يصدر عنهم، فينسون كل ما قاله شخوص النظام وما فعلوه. ومشكلتهم أنهم أعطوا أنفسهم حقوقاً وسلبوا الآخرين حقوقهم، فاعتبروا أنفسهم منقذي العالم وحكامه والقادرين على إرساء دولة العدل في كل مكان رغم أنهم يدركون تماماً أنهم فشلوا في إرساء شيء من ذلك في إيران التي تزداد معاناة شعبها يوماً في إثر يوم.
والأمر بالطبع لا يقتصر على التصريحات ولكنه يمتد إلى احتضان الجماعات التي قررت محاربة الحكومات الخليجية وحكومة البحرين على وجه الخصوص، وهذا أيضاً ينكره النظام الإيراني رغم أن العالم كله يرى ويسمع كيف أن هذا النظام سمح قبل يومين فقط لمعمم «بحريني» في قم توجيه «التهديدات» للبحرين وإعلان ما أسماه «الكفاح المسلح» الذي يستعجل النظام الإيراني دخول عناصره فيه.
إيران تتدخل في شؤون البحرين الداخلية، وتتدخل في شؤون دول الخليج كافة، وإيران تفعل الكثير من أجل الإساءة إلى دول التعاون وعلى الخصوص مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وهي تحرض وتؤلب وتدعم بالمال وبالسلاح وبالفضائيات «السوسة»، ورغم أن العالم كله يرى كل ذلك بوضوح فإنها تصر على ألاَّ تفعل شيئاً من كل ذلك وأن ما فهمه العالم من تصريحات شخوصها فهمه بالخطأ وأنهم لم يكونوا يقصدون ذلك أبداً، وأن كل ما قالته وفعلته لا يعتبر تدخلاً في شؤون الدول الأخرى «استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة»! تقول ذلك حتى مع توفر شهود بعدد سكان العالم.
هذا بالضبط ما تفعله إيران، تتدخل في شؤون الدول الأخرى وتقول إنها لم تتدخل ولن تتدخل وإنه ليس من طبعها وأخلاقها التدخل في شؤون الآخرين، هنا مثال. قبل أيام تداولت وكالات الأنباء تصريحاً لمساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية، حسين أميرعبد اللهيان ملخصه «دعم الجمهورية الإيرانية للمطالب المشروعة للشعب البحريني» وتنديده «بالسياسات التي ينتهجها النظام في البحرين»، وقوله الكثير من الكلام عن البحرين وسياسة حكومة البحرين، وتطوعه بتوجيه «النصح» لها وتأكيده أن هذا الفعل أو ذاك الذي تقوم به حكومة البحرين «يتناقض بشكل سافر مع حقوق الإنسان»، ولم يوفر شتيمة لم يقلها في ذلك التصريح الذي بدا وكأنه «مجمع اتهامات»، والأمر نفسه فعله مع السعودية، قبل أن يقول إن «طهران لا تتدخل مطلقاً في شؤون البحرين»! معتبراً دعمه لذلك البعض الذي استغله أبشع استغلال لتخريب الحياة في البحرين «حقاً» يمارسه وأنه يتطابق مع ميثاق الأمم المتحدة.
هذا أحلى شيء في إيران، تصفعك أمام كل العالم وتشتمك وتقول بكل وقاحة إنها لم تفعل شيئاً من هذا القبيل. إذا لم يكن هذا الذي يقوم به النظام الإيراني عبر تصريحات هذا الشخص وغيره من الشخوص، وإذا لم يكن كل هذا الدعم الذي تقدمه إيران لذلك البعض الذي يحارب وطنه، إذا لم يكن كل هذا تدخلاً في شؤون البحرين الداخلية فكيف هو التدخل إذن؟!
مشكلة إيران، أو بالأحرى المسيطرين على الحكم في إيران هي أنهم يعتقدون أن العالم «نيام نيام»، وأن أحدا لا يرى ما يفعلون ولا يسمع ما يقولون ولا «يؤرشف» ما يصدر عنهم، فينسون كل ما قاله شخوص النظام وما فعلوه. ومشكلتهم أنهم أعطوا أنفسهم حقوقاً وسلبوا الآخرين حقوقهم، فاعتبروا أنفسهم منقذي العالم وحكامه والقادرين على إرساء دولة العدل في كل مكان رغم أنهم يدركون تماماً أنهم فشلوا في إرساء شيء من ذلك في إيران التي تزداد معاناة شعبها يوماً في إثر يوم.
والأمر بالطبع لا يقتصر على التصريحات ولكنه يمتد إلى احتضان الجماعات التي قررت محاربة الحكومات الخليجية وحكومة البحرين على وجه الخصوص، وهذا أيضاً ينكره النظام الإيراني رغم أن العالم كله يرى ويسمع كيف أن هذا النظام سمح قبل يومين فقط لمعمم «بحريني» في قم توجيه «التهديدات» للبحرين وإعلان ما أسماه «الكفاح المسلح» الذي يستعجل النظام الإيراني دخول عناصره فيه.
إيران تتدخل في شؤون البحرين الداخلية، وتتدخل في شؤون دول الخليج كافة، وإيران تفعل الكثير من أجل الإساءة إلى دول التعاون وعلى الخصوص مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وهي تحرض وتؤلب وتدعم بالمال وبالسلاح وبالفضائيات «السوسة»، ورغم أن العالم كله يرى كل ذلك بوضوح فإنها تصر على ألاَّ تفعل شيئاً من كل ذلك وأن ما فهمه العالم من تصريحات شخوصها فهمه بالخطأ وأنهم لم يكونوا يقصدون ذلك أبداً، وأن كل ما قالته وفعلته لا يعتبر تدخلاً في شؤون الدول الأخرى «استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة»! تقول ذلك حتى مع توفر شهود بعدد سكان العالم.