البناية التي احترقت وسقطت طوابقها السبعة عشر في لحظة وسط العاصمة الإيرانية طهران الخميس الماضي ووسط ذهول الجمهور الذي تجمع للمشاهدة أثناء عملية إطفاء النار التي شبت فيها، تلخص حال إيران في زمن حكم الملالي، ولعل في ذلك إشارة إلى الكيفية التي سيسقط فيها هذا الحكم الذي ينطبق عليه المثل المصري الشهير «من بره هالله الله ومن جوه يعلم الله»، فالمعلومات التي أدلى بها العارفون بأحوال تلك البناية المسماة «بلاسكو» عن أحوالها الداخلية تؤكد أنها خرابة وأن أسباب سقوطها كانت كامنة فيها، وأن احتمال ذلك كان وارداً في كل لحظة. هكذا هي إيران اليوم في ظل المسيطرين على الحكم فيها، مهترئة من الداخل، ويجتهد حكامها في إظهارها على أنها «قوة عظمى»، لا تستطيع كل دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الوقوف في وجهها.
المؤلم بالنسبة للمتحمسين لهذا النوع من الحكم في إيران هو أن هذا الكلام صحيح ومعبر عن الواقع وليس مجرد كلام مريح لمن يتخذ من السلطة هناك موقفاً، فهذا بالضبط هو واقع إيران اليوم، ولعل المتبقي من الزمن على انهيار السلطة فيها قليل، ويكفي للاعتقاد بأن الانهيار وشيك معرفة أن الشعب الإيراني يغلي ورافض لهذا الحكم الذي لم يخدم طوال العقود الأربعة من عمره سوى مجموعة قليلة اعتبرت إيران مزرعة خاصة، واعتبرت الشعب الإيراني خدما لها واجتهدت في نشر فكرة أن هذه هي إرادة الخالق الذي تحكم باسمه وتمثله على الأرض.
لن يطول الوقت حتى ينهار حكم الملالي كما انهارت في لحظة تلك البناية وأودت بحياة العشرات من المواطنين وخصوصاً الإطفائيين الذين لن يتمكنوا من خدمة النظام في اللحظة المتوقع فيها احتراقه، أما الإيرانيون الذين لبسهم الحزن وهم يرون تلك البناية تترنح وتسقط فسيرتدون الفرح لحظة سقوط النظام الذي يعرف المتابعون لأحوال إيران في الداخل أنه من السقوط قاب قوسين أو أدنى.
لولا إحساس المسيطرين على الحكم في إيران بضعفهم وبأنهم دون القدرة على المواجهة وبأنهم يقتربون من الزوال لما فعلوا كل هذا الذي فعلوه ويفعلونه في الشعب الإيراني، الذي وصل حداً أن يرى صحافياً وهو يجلد أربعين جلدة لمجرد أنه أخطأ في تقدير عدد الدراجات النارية التي صادرتها الشرطة في مدينة نجف آباد في الخامس من الشهر الحالي، فعندما يصل المسيطرون على الحكم إلى حد الاعتداء على كرامة الإنسان وانتهاك الحظر الدولي للتعذيب، وهذا المستوى من التجاوز، فإن الأكيد هو أنه يشعر في داخله أن لحظة زواله قد اقتربت.
قبل أيام انتقدت منظمة «العفو» الدولية في تقرير أصدرته ونشر في كل وسائل الإعلام العالمية – باستثناء الإيرانية طبعاً – توسع السلطات الإيرانية في استخدام العقوبات الجسدية ومنها الضرب والتعذيب، وانتقدت الاستخدام المفرط لهذه العقوبات خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي، واتخذت ما تعرض له الصحفي مثالاً. المنظمة ذكرت أيضاً أن الشباب في إيران يتعرضون من قبل النظام الحاكم في بلادهم إلى عنف ممنهج لا يستثني حتى النساء حيث أوردت المنظمة شهادات نساء إيرانيات تعرضن للتعذيب الجسدي والجلد في فترات مختلفة، كما أوردت وصف الشباب لتعامل الشرطة معهم بـ «الأساليب الداعشية».
الألم الذي شعر به الشعب الإيراني وهو يرى انهيار وسقوط مبنى بلاسكو في لحظة سيتغير إلى نقيضه عندما يرى قريبا انهيار النظام الذي أفقده في عقود قليلة ثقته بنفسه، وحوله إلى وقود حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وإذا كان حال ذلك المبنى من الداخل مفاجئا للجميع خارجه فإن الأكيد هو أن أحداً لن يفاجئ بانهيار النظام المسيطر على الحكم في إيران فالكل يرى كيف أنه مهترئ.
المؤلم بالنسبة للمتحمسين لهذا النوع من الحكم في إيران هو أن هذا الكلام صحيح ومعبر عن الواقع وليس مجرد كلام مريح لمن يتخذ من السلطة هناك موقفاً، فهذا بالضبط هو واقع إيران اليوم، ولعل المتبقي من الزمن على انهيار السلطة فيها قليل، ويكفي للاعتقاد بأن الانهيار وشيك معرفة أن الشعب الإيراني يغلي ورافض لهذا الحكم الذي لم يخدم طوال العقود الأربعة من عمره سوى مجموعة قليلة اعتبرت إيران مزرعة خاصة، واعتبرت الشعب الإيراني خدما لها واجتهدت في نشر فكرة أن هذه هي إرادة الخالق الذي تحكم باسمه وتمثله على الأرض.
لن يطول الوقت حتى ينهار حكم الملالي كما انهارت في لحظة تلك البناية وأودت بحياة العشرات من المواطنين وخصوصاً الإطفائيين الذين لن يتمكنوا من خدمة النظام في اللحظة المتوقع فيها احتراقه، أما الإيرانيون الذين لبسهم الحزن وهم يرون تلك البناية تترنح وتسقط فسيرتدون الفرح لحظة سقوط النظام الذي يعرف المتابعون لأحوال إيران في الداخل أنه من السقوط قاب قوسين أو أدنى.
لولا إحساس المسيطرين على الحكم في إيران بضعفهم وبأنهم دون القدرة على المواجهة وبأنهم يقتربون من الزوال لما فعلوا كل هذا الذي فعلوه ويفعلونه في الشعب الإيراني، الذي وصل حداً أن يرى صحافياً وهو يجلد أربعين جلدة لمجرد أنه أخطأ في تقدير عدد الدراجات النارية التي صادرتها الشرطة في مدينة نجف آباد في الخامس من الشهر الحالي، فعندما يصل المسيطرون على الحكم إلى حد الاعتداء على كرامة الإنسان وانتهاك الحظر الدولي للتعذيب، وهذا المستوى من التجاوز، فإن الأكيد هو أنه يشعر في داخله أن لحظة زواله قد اقتربت.
قبل أيام انتقدت منظمة «العفو» الدولية في تقرير أصدرته ونشر في كل وسائل الإعلام العالمية – باستثناء الإيرانية طبعاً – توسع السلطات الإيرانية في استخدام العقوبات الجسدية ومنها الضرب والتعذيب، وانتقدت الاستخدام المفرط لهذه العقوبات خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي، واتخذت ما تعرض له الصحفي مثالاً. المنظمة ذكرت أيضاً أن الشباب في إيران يتعرضون من قبل النظام الحاكم في بلادهم إلى عنف ممنهج لا يستثني حتى النساء حيث أوردت المنظمة شهادات نساء إيرانيات تعرضن للتعذيب الجسدي والجلد في فترات مختلفة، كما أوردت وصف الشباب لتعامل الشرطة معهم بـ «الأساليب الداعشية».
الألم الذي شعر به الشعب الإيراني وهو يرى انهيار وسقوط مبنى بلاسكو في لحظة سيتغير إلى نقيضه عندما يرى قريبا انهيار النظام الذي أفقده في عقود قليلة ثقته بنفسه، وحوله إلى وقود حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وإذا كان حال ذلك المبنى من الداخل مفاجئا للجميع خارجه فإن الأكيد هو أن أحداً لن يفاجئ بانهيار النظام المسيطر على الحكم في إيران فالكل يرى كيف أنه مهترئ.