لم تأت مباحثات أستانة حول سوريا بأية مقررات مهمة، وكانت بمثابة استمرار لوقف إطلاق النار واتفاق الفرقاء على استكمال المحادثات في جنيف. والسؤال الذي يثير حيرة الجميع، ما هو مستقبل الأسد؟ وماذا يعني أن الأسد مستعد للتفاوض على كل شيء؟ هل هذا يعني أنه مستعد للتخلي عن كرسيه؟ وهو الذي باع سوريا للإيرانيين والروس من أجل المحافظة على الكرسي. هل يمكن أن يحتفظ بالكرسي إلى الأبد؟ هل سيتمسك به الروس وهم يعلمون أنه طالما الأسد في سدة الحكم، فإن اللاجئين الذين هربوا من بطشه وبطش الميليشيات التابعة لاإيران لن يعودوا للبلاد. كما إن أهالي وذوي أكثر من نصف مليون شخص قتلوا بنيران جيشه لن يصفى لهم بال طالما بقي الأسد حاكماً سوريا.
الروس قبل التحضير لمؤتمر أستانة وجهوا لنظام الأسد كلاماً قاسياً، ولكن السؤال، هل لديهم القوة للسيطرة عليه وإجباره على التخلي عن سدة الحكم وإجبار إيران وميليشياتها على الانسحاب من سوريا والالتزام بما أقر في المؤتمرات السابقة في جنيف وهو انسحاب القوات الأجنبية من سوريا؟
روسيا لديها أجندة تختلف عن أجندة إيران في سوريا. إيران لا يمكنها التخلي عن الأسد فنظامه هو الداعم الأبرز لنظام الملالي في إيران وهو الجسر بين إيران وقرة عينها «حزب الله». وإيران بتدخلها في سوريا فإنها تحمي مشروعها الأيديولوجي للمنطقة، بينما ليس لروسيا أي مشروع أيديولوجي وما تطمح إليه هي سوريا مستقرة بأقل كلفة ممكنة لتحتضن القواعد العسكرية الروسية. ويجب ألا ننسى أهمية سوريا بالنسبة للروس فهي منفذ الدب الروسي الوحيد على البحر المتوسط.
وقد أنقذ الروس الأسد حين كان في حكم المنتهي. فالأسد وبالرغم من مساعدة إيران والميليشيات التابعة لها كانت سيطرته لا تتعدى 15 % من أراضي البلاد، لكن دخول الروس قلب المعادلة. وذلك ليس حباً فيه وفي نظامه، ولكن رأها بوتين فرصة سانحة حتى تجد روسيا دوراً لنفسها في المنطقة، وذلك في ظل انكفاء وتقاعس الإدارة الأمريكية السابقة عن الإمساك بزمام الأمور وإيجاد حل للأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب كانت الحجة المناسبة لبوتين لتبرير تدخله في سوريا.
ولكن الآن وبعد أن وجد الروس لأنفسهم موطئ قدم في سوريا وقد حصلوا منه على القواعد والعقود التجارية التي يريدونها، لم يعد الأسد سوى ورقة يساومون عليها المجتمع الدولي والمعارضة السورية. والروس بدخولهم سوريا سحبوا البساط من تحت أقدام الإيرانيين الحلفاء الأساسيين للنظام. والأسد حين يصرح أن «العالم سيرضخ لانتصاراته» فهو واهم. فالفصائل التابعة له قليلة وهو اليوم تحت رحمة الروس الذين يعون أن الأسد لا يمكنه حكم سوريا بعد اليوم. والسؤال، ما ميزان القوى بين روسيا وإيران على أرض سوريا؟ وهل ستواجه إيران روسيا إذا ما اضطرت؟ وما هو موقف المجتمع الدولي، هل سيرغم إيران وميليشياتها على الانسحاب من سوريا؟ كل هذه الأسئلة ربما توضح ما هو مستقبل الأسد؟
الروس قبل التحضير لمؤتمر أستانة وجهوا لنظام الأسد كلاماً قاسياً، ولكن السؤال، هل لديهم القوة للسيطرة عليه وإجباره على التخلي عن سدة الحكم وإجبار إيران وميليشياتها على الانسحاب من سوريا والالتزام بما أقر في المؤتمرات السابقة في جنيف وهو انسحاب القوات الأجنبية من سوريا؟
روسيا لديها أجندة تختلف عن أجندة إيران في سوريا. إيران لا يمكنها التخلي عن الأسد فنظامه هو الداعم الأبرز لنظام الملالي في إيران وهو الجسر بين إيران وقرة عينها «حزب الله». وإيران بتدخلها في سوريا فإنها تحمي مشروعها الأيديولوجي للمنطقة، بينما ليس لروسيا أي مشروع أيديولوجي وما تطمح إليه هي سوريا مستقرة بأقل كلفة ممكنة لتحتضن القواعد العسكرية الروسية. ويجب ألا ننسى أهمية سوريا بالنسبة للروس فهي منفذ الدب الروسي الوحيد على البحر المتوسط.
وقد أنقذ الروس الأسد حين كان في حكم المنتهي. فالأسد وبالرغم من مساعدة إيران والميليشيات التابعة لها كانت سيطرته لا تتعدى 15 % من أراضي البلاد، لكن دخول الروس قلب المعادلة. وذلك ليس حباً فيه وفي نظامه، ولكن رأها بوتين فرصة سانحة حتى تجد روسيا دوراً لنفسها في المنطقة، وذلك في ظل انكفاء وتقاعس الإدارة الأمريكية السابقة عن الإمساك بزمام الأمور وإيجاد حل للأزمة السورية، ومحاربة الإرهاب كانت الحجة المناسبة لبوتين لتبرير تدخله في سوريا.
ولكن الآن وبعد أن وجد الروس لأنفسهم موطئ قدم في سوريا وقد حصلوا منه على القواعد والعقود التجارية التي يريدونها، لم يعد الأسد سوى ورقة يساومون عليها المجتمع الدولي والمعارضة السورية. والروس بدخولهم سوريا سحبوا البساط من تحت أقدام الإيرانيين الحلفاء الأساسيين للنظام. والأسد حين يصرح أن «العالم سيرضخ لانتصاراته» فهو واهم. فالفصائل التابعة له قليلة وهو اليوم تحت رحمة الروس الذين يعون أن الأسد لا يمكنه حكم سوريا بعد اليوم. والسؤال، ما ميزان القوى بين روسيا وإيران على أرض سوريا؟ وهل ستواجه إيران روسيا إذا ما اضطرت؟ وما هو موقف المجتمع الدولي، هل سيرغم إيران وميليشياتها على الانسحاب من سوريا؟ كل هذه الأسئلة ربما توضح ما هو مستقبل الأسد؟