العلاقات بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لن تتغير إلا إلى الأحسن. هذه حقيقة ستتأكد قريباً، وليس صحيحاً أبداً القول إن العلاقات بين الطرفين تأثرت أو ستتأثر بسبب دعم دول «التعاون» لمنافسة ترامب في الانتخابات الأمريكية هيلاري كيلينتون وأن ترامب لن ينسى هذا الأمر لدول «التعاون»، فهذا أمر غير وارد في العلاقات بين الدول، مثلما أنه غير وارد انقياد كلينتون لدول «التعاون»، لو أنها فازت في الانتخابات بسبب دعمها لها، لأن هذا أيضاً غير وارد في العلاقات بين الدول. الوارد هو أن الانتخابات انتهت وأفرزت رئيساً لم يتوقع الأمريكيون أنفسهم فوزه على منافسته القوية والتي تمتلك خبرة واسعة في المجالين الدبلوماسي والسياسي، والوارد أن النظام في الولايات المتحدة لا يتيح للرئيس فرض رأيه ومواقفه الشخصية والتصرف كحاكم مطلق، أي أن رئيس الولايات المتحدة يعمل ما تراه الإدارة الأمريكية في مصلحة أمريكا وليس ما هو في مصلحته أو ما يراه ويشفي غليله.
ولأن إيران تدرك جيداً أن العلاقات بين دول «التعاون» والولايات المتحدة لن تتأثر لا بسبب هذا الموضوع ولا لأي سبب آخر، لذا فإنها لن تغير سياساتها في المنطقة، وستظل تناصب العداء لجيرانها وستستمر في محاولات إيجاد مكان لها في الحضن الأمريكي، لعلها تتمكن ذات يوم من تسيد المنطقة. هذا باختصار تفسير ما قاله وزير خارجية المملكة العربية السعودية الدكتور عادل الجبير في المؤتمر الصحافي الذي عقده أخيراً في الرياض مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيرولت.
إيران، كما قال الجبير «تزرع الخلايا الإرهابية في السعودية وفي دول المنطقة وإن عليها أن تغير سياساتها وتلتزم بالقوانين الدولية وحسن الجوار، وإن دول التعاون حاولت إقامة علاقات جيدة معها إلا أنها تتمادى في التدخلات». والأكيد أنها لن تغير من سياساتها ولن يتغير شيء بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الكويتي إلى طهران وقد استبشر بها الكثيرون خيراً خصوصاً أن الأخبار تحدثت عن أنه يزورها كممثل لدول مجلس التعاون وليس لدولة الكويت.
من دون انتظار نتائج هذه الزيارة، يمكن القول إن الوزير الكويتي حصل على كمية من الكلام الجميل والمعسول، وعلى الكثير من الوعود بتغيير إيران لسياساتها في المنطقة، والتأكيد على أنها لا تريد معاداة أحد، وأنها تريد خير المنطقة وخير دولها وأنها تحترم كل الأنظمة في هذه الدول، وأنها لا تقبل على جيرانها وتحبهم وتعزهم وتتمنى لهم الخير دائماً، وأنها تقف سداً منيعاً ضد كل من يحاول الاعتداء عليها، وستقول بالفم الملآن إن «يدها ممدودة إلى دول التعاون»! لكن الأكيد أن شيئاً من كل هذا لن يتوفر على أرض الواقع، فلا السياسات الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون ستتغير، ولا تدخلها في شؤون جيرانها سينتهي، ولن يقل نشاطها الإعلامي وغير الإعلامي الذي تستهدف به هذه الدول. أبداً لن يتغير أي شيء، فإيران ستستمر في مواقفها وتعنتها وسعيها إلى تحقيق أحلامها التي لا يمكن أن تتحقق، وستظل تراهن على تأثر العلاقة بين دول المجلس والولايات المتحدة، وستظل تعتقد أن أي تغير في الساحة السورية والعراقية واليمنية سيكون في صالحها وسيقوي موقفها وسيضعف موقف دول مجلس التعاون وخصوصاً السعودية.
مشكلة إيران أنها شبت على التدخل في شؤون الآخرين، ولأن من شب على شيء شاب عليه، لذا فإن توقع توقفها عن ممارسة هذا الفعل القبيح أمر غير واقعي ويعبر عن سذاجة، تماماً مثلما أنه يعبر عن سذاجة القول إن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول التعاون ستتأثر سلباً في عهد ترامب.
{{ article.visit_count }}
ولأن إيران تدرك جيداً أن العلاقات بين دول «التعاون» والولايات المتحدة لن تتأثر لا بسبب هذا الموضوع ولا لأي سبب آخر، لذا فإنها لن تغير سياساتها في المنطقة، وستظل تناصب العداء لجيرانها وستستمر في محاولات إيجاد مكان لها في الحضن الأمريكي، لعلها تتمكن ذات يوم من تسيد المنطقة. هذا باختصار تفسير ما قاله وزير خارجية المملكة العربية السعودية الدكتور عادل الجبير في المؤتمر الصحافي الذي عقده أخيراً في الرياض مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيرولت.
إيران، كما قال الجبير «تزرع الخلايا الإرهابية في السعودية وفي دول المنطقة وإن عليها أن تغير سياساتها وتلتزم بالقوانين الدولية وحسن الجوار، وإن دول التعاون حاولت إقامة علاقات جيدة معها إلا أنها تتمادى في التدخلات». والأكيد أنها لن تغير من سياساتها ولن يتغير شيء بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الكويتي إلى طهران وقد استبشر بها الكثيرون خيراً خصوصاً أن الأخبار تحدثت عن أنه يزورها كممثل لدول مجلس التعاون وليس لدولة الكويت.
من دون انتظار نتائج هذه الزيارة، يمكن القول إن الوزير الكويتي حصل على كمية من الكلام الجميل والمعسول، وعلى الكثير من الوعود بتغيير إيران لسياساتها في المنطقة، والتأكيد على أنها لا تريد معاداة أحد، وأنها تريد خير المنطقة وخير دولها وأنها تحترم كل الأنظمة في هذه الدول، وأنها لا تقبل على جيرانها وتحبهم وتعزهم وتتمنى لهم الخير دائماً، وأنها تقف سداً منيعاً ضد كل من يحاول الاعتداء عليها، وستقول بالفم الملآن إن «يدها ممدودة إلى دول التعاون»! لكن الأكيد أن شيئاً من كل هذا لن يتوفر على أرض الواقع، فلا السياسات الإيرانية تجاه دول مجلس التعاون ستتغير، ولا تدخلها في شؤون جيرانها سينتهي، ولن يقل نشاطها الإعلامي وغير الإعلامي الذي تستهدف به هذه الدول. أبداً لن يتغير أي شيء، فإيران ستستمر في مواقفها وتعنتها وسعيها إلى تحقيق أحلامها التي لا يمكن أن تتحقق، وستظل تراهن على تأثر العلاقة بين دول المجلس والولايات المتحدة، وستظل تعتقد أن أي تغير في الساحة السورية والعراقية واليمنية سيكون في صالحها وسيقوي موقفها وسيضعف موقف دول مجلس التعاون وخصوصاً السعودية.
مشكلة إيران أنها شبت على التدخل في شؤون الآخرين، ولأن من شب على شيء شاب عليه، لذا فإن توقع توقفها عن ممارسة هذا الفعل القبيح أمر غير واقعي ويعبر عن سذاجة، تماماً مثلما أنه يعبر عن سذاجة القول إن العلاقات بين الولايات المتحدة ودول التعاون ستتأثر سلباً في عهد ترامب.