تعليقاً على الزيارة التي قام بها أخيراً وزير الخارجية الكويتي إلى طهران حاملاً رسالة من سمو أمير دولة الكويت إلى الرئيس الإيراني تتعلق بالعلاقات بين إيران ودول مجلس التعاون، كتب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت البروفيسور عبد الله الشايجي في حسابه على «تويتر» سلسلة تغريدات عبر من خلالها عن الأمل في أن تتعاطى طهران مع هذه الخطوة بجدية تنتج موجباً يعود خيره على المنطقة، لكنه أكد أيضاً أن «الخلاف مع إيران يتجاوز التدخل في شؤوننا الداخلية والخلايا النائمة واحتلال جزر الإمارات وغاز حقل الدرة مع الكويت والتدخل في البحرين»، إلى «خلاف إستراتيجي بيننا كخليجيين ومعظم العرب»، وأن هذا الخلاف «تحول بسبب سياسات إيران في حربنا الباردة لمواجهة عقائدية وطائفية».
القصة إذن ليست في منع إيران نفسها من التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، وليست في استمرارها احتلال جزر الإمارات، وغيرها من أمور يمكن وضع حد لها لو أن إيران قررت في لحظة الانحياز إلى العقل والمنطق ونظرت إلى المستقبل وإلى مصلحة المنطقة، القصة أكبر من هذا، فبسبب السياسات غير الواعية والمتهورة لإيران طوال العقود الأربعة الأخيرة انجرت المنطقة بأكملها إلى مواجهة عقائدية وطائفية، حتى وصل الحال إلى أن صارت تعلن بوضوح أنها حامي حمى الشيعة في المنطقة وأنها تنحاز إلى المنتمين إلى هذا المذهب مظلومين أو ظالمين.
نحن إذن أمام حصاد خطأ إستراتيجي وقعت فيه إيران التي اندفعت فور وصول النظام الحالي إلى سدة الحكم فأعلنت من دون تفكير أنها ستقوم بتصدير الثورة إلى دول الخليج العربي، وهو ما يعني باختصار أنها تريد القضاء على كل الأنظمة الحاكمة في دول مجلس التعاون واستبدالها بأنظمة موالية لها أو إدارتها بنفسها!
بإمكان إيران أن تعلن انسحابها من الجزر الثلاث التي احتلتها وتسليمها إلى الإمارات، وبإمكان إيران أن تحل مشكلة حقل الدرة مع الكويت، وبإمكانها أن توقف عمليات تهريب الأسلحة إلى دول المجلس، وتتوقف عن التدخل في شؤون البحرين والسعودية، وبإمكانها أن تفعل الكثير غير هذا، وبإمكانها أن تحل الكثير من المشكلات المادية بينها وبين دول المجلس، لكنها لن تستطيع أبداً إصلاح الشرخ الذي أوجدته في العلاقة بينها وبين كامل دول المنطقة، فعندما تصل الأمور إلى العقائد والطوائف فإن الكلام يكون «غير»، وعندما تصل الأمور إلى التهديد بقلب أنظمة الحكم يكون الكلام «غير» أيضاً.
الشرخ الذي تسببت فيه إيران وزاد من حدته تدخلها في سوريا والعراق واليمن لا يمكن للسياسيين أن يجبروه، فهذا من الأمور غير القابلة للانتهاء من خلال التفاهم والتوافق واتخاذ القرارات السياسية المراعية لمصلحة الدول، وهو ما عناه الشايجي بالضبط، فأي خلاف يكون قابلاً للحل ما لم يصل إلى حد المواجهة العقائدية والطائفية، دون أن يعني أن هذا الأمر مستحيل، فالمعنى هو أنه يحتاج إلى وقت طويل جداً كي يصير من الماضي. هذا طبعاً لو أن إيران قررت التراجع عن أحلامها والتوقف عن مواصلة تنفيذ مخططاتها الرامية إلى السيطرة على المنطقة وتسيدها ونشر التشيع الذي من أجله وصلت إلى نيجيريا.
الرد الإيراني الذي تداولته وكالات الأنباء على رسالة سمو أمير دولة الكويت كان أن إيران مع كل ما يخفف التوتر في المنطقة وأن «طهران ترحب بإزالة الخلافات في إطار الحوار والعقلانية» وأن «أزمات المنطقة لا يمكن أن تحل عسكرياً»، لكن الأكيد هو أن إيران لن تسهم في تخفيف التوتر ولن تقبل إلا بالحوار الذي تريده هي وستستمر في محاولاتها لحل أزمات المنطقة عسكرياً، وسيستمر الشرخ الذي تسببت فيه في الاتساع.
القصة إذن ليست في منع إيران نفسها من التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، وليست في استمرارها احتلال جزر الإمارات، وغيرها من أمور يمكن وضع حد لها لو أن إيران قررت في لحظة الانحياز إلى العقل والمنطق ونظرت إلى المستقبل وإلى مصلحة المنطقة، القصة أكبر من هذا، فبسبب السياسات غير الواعية والمتهورة لإيران طوال العقود الأربعة الأخيرة انجرت المنطقة بأكملها إلى مواجهة عقائدية وطائفية، حتى وصل الحال إلى أن صارت تعلن بوضوح أنها حامي حمى الشيعة في المنطقة وأنها تنحاز إلى المنتمين إلى هذا المذهب مظلومين أو ظالمين.
نحن إذن أمام حصاد خطأ إستراتيجي وقعت فيه إيران التي اندفعت فور وصول النظام الحالي إلى سدة الحكم فأعلنت من دون تفكير أنها ستقوم بتصدير الثورة إلى دول الخليج العربي، وهو ما يعني باختصار أنها تريد القضاء على كل الأنظمة الحاكمة في دول مجلس التعاون واستبدالها بأنظمة موالية لها أو إدارتها بنفسها!
بإمكان إيران أن تعلن انسحابها من الجزر الثلاث التي احتلتها وتسليمها إلى الإمارات، وبإمكان إيران أن تحل مشكلة حقل الدرة مع الكويت، وبإمكانها أن توقف عمليات تهريب الأسلحة إلى دول المجلس، وتتوقف عن التدخل في شؤون البحرين والسعودية، وبإمكانها أن تفعل الكثير غير هذا، وبإمكانها أن تحل الكثير من المشكلات المادية بينها وبين دول المجلس، لكنها لن تستطيع أبداً إصلاح الشرخ الذي أوجدته في العلاقة بينها وبين كامل دول المنطقة، فعندما تصل الأمور إلى العقائد والطوائف فإن الكلام يكون «غير»، وعندما تصل الأمور إلى التهديد بقلب أنظمة الحكم يكون الكلام «غير» أيضاً.
الشرخ الذي تسببت فيه إيران وزاد من حدته تدخلها في سوريا والعراق واليمن لا يمكن للسياسيين أن يجبروه، فهذا من الأمور غير القابلة للانتهاء من خلال التفاهم والتوافق واتخاذ القرارات السياسية المراعية لمصلحة الدول، وهو ما عناه الشايجي بالضبط، فأي خلاف يكون قابلاً للحل ما لم يصل إلى حد المواجهة العقائدية والطائفية، دون أن يعني أن هذا الأمر مستحيل، فالمعنى هو أنه يحتاج إلى وقت طويل جداً كي يصير من الماضي. هذا طبعاً لو أن إيران قررت التراجع عن أحلامها والتوقف عن مواصلة تنفيذ مخططاتها الرامية إلى السيطرة على المنطقة وتسيدها ونشر التشيع الذي من أجله وصلت إلى نيجيريا.
الرد الإيراني الذي تداولته وكالات الأنباء على رسالة سمو أمير دولة الكويت كان أن إيران مع كل ما يخفف التوتر في المنطقة وأن «طهران ترحب بإزالة الخلافات في إطار الحوار والعقلانية» وأن «أزمات المنطقة لا يمكن أن تحل عسكرياً»، لكن الأكيد هو أن إيران لن تسهم في تخفيف التوتر ولن تقبل إلا بالحوار الذي تريده هي وستستمر في محاولاتها لحل أزمات المنطقة عسكرياً، وسيستمر الشرخ الذي تسببت فيه في الاتساع.