مرّ أسبوع على إعلان إسرائيل هدنة لوقف إطلاق النار من العيار الثقيل «المؤقت والمشروط» الذي طال كافة الأراضي اللبنانية من الشمال مروراً بالبقاع من ثم ببيروت العاصمة وحتى الجنوب. العدوان الذي يعرف في رزنامة الشعب اللبناني بـ«عدوان أيلول 2024» واستمر ما يقارب 80 يوماً، وهذا العدوان جاء بسبب ما تسمى بوحدة الساحات وعبثية أذرع إيران في المنطقة، وذراعها الأساسي في لبنان.مجمل الخسائر المادية نتيجة العدوان الإسرائيلي قدرت قيمتها بمليار دولار أمريكي ويزيد، نزح أكثر من مليون شخص من منطقته قاصداً مكاناً في أنحاء لبنان لعله يكون آمناً، عدا عن لجوء مئات الآلاف من العائلات إلى سوريا والعراق عبر الحدود البرية قبل أن تقطع بفضل الغارات الإسرائيلية. كما أن العدوان كان نتيجته وفاة آلاف المدنيين، والحالات المصابة الحرجة والعديدة ولا يزال قسماً منها راسياً في المستشفيات التي هي أيضا تعاني من شح المستلزمات الطبية والأطباء والممرضين وتحتاج إلى معين يعينها.وإزاء كل هذا الخراب والدمار والحالات الإنسانية الصعبة، انتفضت الدول التي تحب لبنان بشعبه الحر وبسيادته التي يفترض أن تكون مستقلة بضخ الإعانات دون انتظار كلمة شكر، وعلى رأسها دول مجلس التعاون الخليجي، صاحبت المواقف الثابتة قولاً وفعلاً، ولكن التقدير شيئٌ جميل.. من باب تطبيق المثل اللبناني الشهير»من يراني بعين، اشوفه بالاثنين» سقط سهواً من خطاب النصر لأمين عام الحزب، أن يشكر على سبيل الحقيقة لا المثل دولة الإمارات الشقيقة التي نفذت حملة بعنوان «الإمارات معك يا لبنان» وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أرسلت طائرات مساعدات طبية إغاثية كما أنها أعلنت عن تقديم حزمة مساعدات إغاثية إلى الشعب اللبناني بقيمة 100 مليون دولار، وكذلك جسر الإغاثة السعودي، إضافة إلى مصر والأردن وكندا. وخلال مؤتمر دعم لبنان الذي اجريّ في باريس بحضور أكثر من 70 دولة ومنظمة عالمية حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في كلمته الختامية: ”لقد جمعنا مجتمعين 800 مليون دولار كمساعدات إنسانية و200 مليون دولار لقوات الأمن، أي حوالي مليار دولار“.ومع كل هذا فقد اختص خطاب الشكر بمن يستحقه من وجهة نظره دول محور المقاومة كما يجب أن يسميها ومعهم الحوثي الإرهابي، مستثنياً الدول التي قدمت الدعم المنقطع النظير.مع العلم أن الدول التي قامت بفعل تقديم المنح العيني أو المادي، هي غير ملزومة فشعبها أَولى وأحق.. وما تم تقديمه ليس من «فائض» وإنما من باب «الدعم والمساعدة والمحبة». فلكل الدول المانحة في السابق والحاضر من القلب لكم شكرا، وهذه حقيقة يرددها أبناء الشعب اللبناني الأصيل، الذين يعتزون بعروبتهم، ودعم الأشقاء والأصدقاء لهم.