على مدار عقدين من الزمن تتجه أنظار العالم تجاه مملكة البحرين التي تستضيف اليوم وعلى مدى ثلاثة أيام منتدى "حوار المنامة" الذي يعد واحداً من أبرز المنتديات الأمنية السنوية في المنطقة والعالم، حيث يلتقي فيه القادة والمسؤولون الحكوميون والعسكريون القادمون من أكثر من 70 دولة، فنجاح المنتدى وتطوره على مدار الأعوام الماضية لم يأتِ من فراغ بل جاء بفضل الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الأمر الذي جعل مملكة البحرين محطة وقبلة للمؤتمرات والملتقيات المهمة على المستوى الإقليمي والعالمي.
وتنعقد هذه القمة الأمنية المهمة التي أصبحت جزءاً أساسياً من الأجندة الدبلوماسية والأمنية في المنطقة، بالتزامن مع الصراعات القائمة وما تشهده سوريا من أحداث عسكرية متسارعة بل ودراماتيكية ستلقي بظلالها وبل ستعيد التوازنات للمنطقة، بالإضافة إلى التداعيات الإنسانية الناتجة عن هذه الصراعات والحروب التي شهدتها منطقتنا العربية في كل من السودان واليمن وغزة ولبنان وفي العالم أيضاً من حرب مازالت مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، وبالتالي فإن المنتدى يشكل فرصة لإجراء محادثات صريحة ومنفتحة حول تحديات الأمن الإقليمي.
ولتسليط الضوء بشكل أكبر لابد من استعراض أبرز الموضوعات التي ستكون على أجندة منتدى "حوار المنامة" في نسخته العشرين، ومن أبرزها كعناوين رئيسة لجلسات المنتدى في يومه الثاني "فن إدارة شؤون الدولة في عالم متعدد الأقطاب" و"الاستجابات السياسية والعسكرية للصراع"، بالإضافة إلى "المبادرات العربية للسلام الإقليمي"، وفي يومه الثالث والأخير يناقش المنتدى في جلساته "التفاعل بين الأمن العالمي وأمن الشرق الأوسط" و"أولويات تحديث الدفاع" و"إلى أين يتجه التعاون الاستراتيجي الإقليمي".
نعود مرة أخرى للتأكيد بأن هذا المنتدى بالذات يأتي في توقيت حرج في ظل تزايد التوترات الإقليمية وتعقد الملفات الدولية، تزداد أهمية تعزيز الحوار وصياغة حلول مبتكرة للمشكلات الأمنية، الأمر الذي يجعل الحاجة إلى تعزيز الحوار والتفاهم أكثر إلحاحاً عن السابق، خصوصاً في ظل تكهنات باندلاع حرب عالمية ثالثة مدمرة نرى إرهاصاتها هنا وهناك، بالذات في منطقة الشرق الأوسط وما فيه من احتقان سياسي وعسكري ستؤدي إلى انقسام القوى الكبرى إلى معسكرين وقد يقع ما لا يحمد عقباه من حرب نووية شاملة ستكون آثارها وخيمة على العالم.
همسة
منتدى "حوار المنامة" ليس مجرد حدث سنوي، بل أضحى منصة لرسم ملامح المستقبل الأمني للمنطقة، ويبقى الأمل أن تثمر نقاشات المنتدى عن رؤى وسياسات فاعلة تخدم الأمن والسلام العالميين.
@ghazi.alghurairi