مع ختام أعمال المنتدى العشرين للأمن الإقليمي "حوار المنامة 2024"، أثبتت مملكتنا الحبيبة مجدداً ودائماً بأن هذه الفعالية الدولية الهامة التي تحتضنها على أرضها سنوياً، تشكل نواة أو بداية لخطط وتفاهمات دولية مستقبلية، تتعلق بتعزيز الأمن الإقليمي والدولي، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من توترات وتصعيدات تؤرق الأمن وتهدد سلامة دول فيها.

وقد انعقد "حوار المنامة" هذا العام في ظل أحداث خطيرة تشهدها المنطقة، ربما بشكل لم يسبق لها مثيل، سواء في غزة الفلسطينية أو جنوب لبنان أو مؤخراً سوريا، التي سقط نظامها قبل أيام، وهو ما سيكون له تبعات وتطورات كبيرة على مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتأكيد فإن طاولات النقاش في حوار المنامة شهدت مناقشات ثرية وباستفاضة حول مستقبل سوريا، وكذلك غزة وجنوب لبنان، وتبادل من خلالها المعنيون وجهات النظر، لإيجاد سبل فاعلة ومؤثرة تدعم الأمن وتلم شمل السلام في دول قريبة من بعضها، تشهد توترات كبيرة وخطيرة تهدد سلامة شعوبها، وتُعيق تطور دولها.

وتميز منتدى "حوار المنامة" لهذا العام بتزامن انعقاده مع احتفال مملكة البحرين بالذكرى الخامسة والعشرين لتولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد، وأيضاً مرور عشرين عاماً على انعقاد هذا الحوار في المملكة، التي عملت ولا تزال طوال تلك الفترة على تعزيز لغة الحوار ومشاركة الجميع في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، فتحقيق الأمن يهيئ البيئة المثالية لدفع عجلة التنمية في مختلف دول العالم، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، خلال كلمة سموه في افتتاح المنتدى.

ولا شك في أن مخرجات "حوار المنامة" جاءت بعد نقاشات مستفيضة، وحوارات ومداولات كثيرة بين الدول المشاركة، بقصد الوصول إلى نقاط تفاهم مشتركة، تشكل بداية هامة لبناء استراتيجيات متطورة لحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهو ما عمل على تحقيقه "حوار المنامة" طوال سنوات انعقاده، لذلك نرى كثيراً من الدول تحرص على المشاركة في هذه الفعالية الدولية الهامة ، لتستمد منه الرؤى والأفكار، وتستنبط الخطط والاستراتيجيات الأمنية، وتعزز بمشاركتها في الحوارات والتفاهمات مع الآخرين، بما يساعدها على تحقيق الأمن وتعزيزه في المنطقة، والذي يعتبر دعامة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للمنطقة ولدول العالم.