ماذا يعني لنا كبحرينيين العيد الوطني البحريني هذه السنة أمام المحطات المفصلية الحاصلة والمتغيرات الإقليمية العديدة التي تموج بالمنطقة؟ وإن كنا نود أن نكون أكثر صراحة وتحديداً أمام سقوط النظام السوري وما كشفه هذا السقوط من مجازر ومآسٍ فظيعة للغاية لا يمكن لأي عقل بشري استيعابها أو هضم حتى فكرة العدد المهول للجرائم غير الإنسانية التي تمت والتي تدخل ضمن مفهوم جرائم حرب طيلة 54 سنة أي ما يتجاوز النصف قرن؟

عندما نتأمل الأخبار ونتصفح الصور ومقاطع الفيديو الأليمة جداً والقاتلة التي تندب بالروح وبنفس الوقت نستحضر محطتنا البحرينية وذكرى مرور 25 سنة على تولي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم أي مرور ربع قرن مع قائدنا وربان سفينتنا البحرينية ندرك أي نعمة نحن نحظى بها ونمتلكها فكثير من مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالكتابات التي تستحضر تاريخ حكامنا بدول الخليج العربي أمام تسرب فضائح جرائم النظام السابق الدموية وما كشفته قوات الدفاع المدني بوجود سجون سرية تحت الأرض والعديد أثنى على نعمة قادة الحكم لدينا وأننا نمتلك قادة عظماء قاموا بإدارة المشهد الأمني للحفاظ على استقرار المنطقة ومنحوا لشعوبهم حقوقهم وحرياتهم والأهم احترام كرامتهم الإنسانية كمواطنين وان كنا سنتكلم عن خصوصية المشهد البحريني فهناك الكثير ليحكى وليروى للأجيال الناشئة والقادمة، أمام احتفائنا بعيدنا الوطني البحريني المجيد وعيشنا لأجمل اللحظات الوطنية السعيدة، ولابد أن نستحضر هنا حقيقة تاريخية هامة جداً تحسب لقيادتنا الرشيدة فأمام موجات الرياح العاتية في هذه المنطقة كان لدينا قائد حكيم استطاع قيادة سفينتنا البحرينية بكل حنكة سياسية ونظرة ثاقبة والحفاظ على بحريننا من أن تتسرب بداخلها هذه الموجات المعادية وكانت لديه إدارة حكيمة في الحفاظ على تماسك النسيج الاجتماعي والداخل البحريني، لقد كان حكيماً للغاية في سياسته حليماً مع شعبه عطوفاً حتى مع أولئك المخطئين والمتجاوزين وقرينة كلامنا هذا العفو الملكي المستمر والإصلاحات الكبيرة التي قام بها وفتحه لكافة قنوات الحوار والتواصل والتعبير وإرساؤه لدولة القانون والمؤسسات، من الحقائق الهامة التي يجب الإشارة إليها أنه في البحرين ليس لدينا سجون سرية تحت الأرض ولا مغيبون ولا تعذيب وتجريد من أبسط مقومات حقوق الإنسان، عندما نردد مع الأغاني والقصائد الوطنية يعيش قائدنا حمد ويعيش ربان السفينة حمد فإن هذا الكلام مترجم كحاضر لنا طيلة 25 سنة عشناها ونحن ننعم بالأمن والأمان والاستقرار ونرغد بحقوقنا كمواطنين فيما يخص الحريات والحقوق، لقد تعلمنا الكثير، من ألف باء الديمقراطية وأبجديات النقد الوطني البناء مع قائدنا حفظه الله ورعاه من خلال الكثير من المحطات والمنعطفات ولامسنا الكثير من بصماته القيادية ونحن نندمج في مختلف المؤسسات ذات نشاط المجتمع المدني والإعلامي والشبابي، ولا ننسى أن سياسة جلالته تتسم دائماً بمنهجية الأبواب المفتوحة وجعل المواطن شريكاً أساسياً في عملية اتخاذ القرار من خلال العديد من المؤسسات الحقوقية والديمقراطية وأهمها البرلمان، خلاصة القول كل عام وبحريننا الحبيبة بألف خير ونعمة وأمان وهنيئاً لنا بحمد البحرين وهنيئاً للبحرين بالملك حمد.