يعتبر اليوم الوطني لنا كشعب مخلص لتراب هذا الوطن من أهم المناسبات الوطنية في الثقافة والهوية البحرينية، حيث يعكس القيم المشتركة للوحدة والفخر ويمثل وقتاً للتأمل في الإنجازات التي تحققت. لا يمثل هذا اليوم ذكرى استقلال البحرين فحسب، بل يمثل أيضاً رحلتنا كشعب نحو التقدم والوحدة والثراء الثقافي. إنها مناسبة نستحضر فيها الماضي والاحتفال بالحاضر والتطلع إلى مستقبل مزدهر تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه.
يعد تاريخ البحرين نسيجاً من التراث الغني واللحظات المحورية. من دورها كمركز تجاري مزدهر في العصور القديمة إلى إنجازاتها الحديثة، كانت البحرين منذ فترة طويلة منارة للتقدم في المنطقة.
لعبت قيادة جلالة الملك المعظم دوراً حاسماً في بناء المجتمع خلال فترات التغيير والتنمية.
إن التزامه بتعزيز مجتمع مستقر ومزدهر واضح في المبادرات المختلفة التي تهدف إلى تعزيز الرفاهية الاجتماعية والنمو الاقتصادي. هذه النظرة الثاقبة هي منارة أمل تنير الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً لجميع البحرينيين.
حققت البحرين خطوات ملحوظة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية. وقد اكتسبت مبادرات المملكة في التحول الرقمي والإصلاح الاقتصادي وتمكين المرأة إشادة دولية.
إن مستشفى الملك حمد الجامعي المتطور، وتحديث مطار البحرين الدولي، والتقدم المحرز في مجال الطاقة المتجددة ليست سوى أمثلة قليلة على نهج البحرين التقدمي.
كما تكمن إحدى أعظم نقاط القوة في البحرين في تنوعها. فالمملكة هي موطن لنسيج غني من الثقافات، التي تساهم جميعها في هويتها الفريدة. واليوم الوطني هو احتفال بهذا التنوع. إنه تذكير بأنه على الرغم من خلفياتنا المتنوعة، فإننا جميعاً جزء من نفس الأمة، ومرتبطون بقيم وتطلعات مشتركة.
مع تطلع البحرين إلى المستقبل، يظل الالتزام بالتنمية المستدامة أولوية. تواصل الحكومة الموقرة الاستثمار في المبادرات التي تعزز النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية والمساواة الاجتماعية. لا يعالج هذا النهج التقدمي التحديات الحالية فحسب، بل يضع الأساس أيضاً للأجيال القادمة، مما يضمن بقاء البحرين دولة مزدهرة.
مع احتفالنا باليوم الوطني، من الضروري أن نفكر في رحلة البحرين. لم يكن المسار دائماً سلساً، وقد نشأت تحديات على طول الطريق. ومع ذلك، فإن حكمة جلالة الملك المعظم ومرونة الشعب البحريني كانت دائماً هي حجر الزاوية. يمدنا هذا اليوم بالقوة التي نمتلكها كشعب - قوة متجذرة في تاريخنا ورؤيتنا وأهدافنا الجماعية.
الخلاصة
إن العيد الوطني لمملكة البحرين ليس مجرد احتفال؛ بل هو تأكيد على هويتنا وقيمنا وتطلعاتنا. وبينما نتأمل تاريخنا ونحتضن الحاضر، فلنلتزم ببناء مستقبل موحد ومزدهر. إن الرحلة القادمة هي رحلة تعاون وعمل وأمل. وسنواصل معاً الاحتفاء بإرث أولئك الذين سبقونا وتمهيد الطريق للأجيال القادمة. نتضرع إلى الله سبحانه وتعالى، أن يعيد هذا اليوم على وطننا بمزيد من الرخاء والطمأنينة لتواصل البحرين مسيرتها في التقدم، جيلاً بعد جيل، وهي تجسّد آمالنا وطموحنا من أجل الأفضل لمستقبل مملكتنا الغالية.