مشوار منتخب كرة القدم البحريني في كأس الخليج العربي الـ26 حقق ما هو أكبر من الفوز بالبطولة. فهذا المشوار الناجح والذي عايشناه لحظة بلحظة أشعل الروح الوطنية في الإنسان البحريني من مختلف المناطق والأطياف وجمع أهل البحرين حول الراية الحمراء والبيضاء في أيام تاريخية رائعة لن تنسى.
الأيام السعيدة الماضية نقلت لنا مشاهد تثبت لحمة وطنية متينة وتعافياً مجتمعياً في أعلى درجاته، ففي فجر يوم الجمعة الثالث من يناير 2025، على سبيل المثال، نقلت السوشيال ميديا تجمّعاً يضمّ آلافاً من الناس من قرية داركليب ينتظرون دورهم للحصول على تذكرة بكل لهفة وشوق للذهاب إلى الكويت لمؤازرة منتخب بلادهم في حالة جميلة تفيض بالوطنية.
في نفس اليوم نقلت لنا السوشيال ميديا أيضاً لقطات لحشود تواجدت في سوق المباركية الكويتي تحمل أعلام البحرين وتتوشّح اللونين الأحمر والأبيض، جاءت من سترة والرفاع وجدحفص والبديع وسماهيج والحد، وغيرها من مُدن وقرى البحرين لتشجّع المنتخب وتقف خلفه.
وفي الرابع من يناير 2025 اكتسحت الجماهير البحرينية مدرجات استاد جابر الأحمد ورسمت لوحةً متناسقةً جميلةً مكوناتها الموزاييك البحريني المتنوع، وكلها هتفت بصوت واحد «تبين عيني لك عيوني» و«أووه أووه بحريني» حباً في البحرين ومنتخبها المبدع.
ما أجملها من لحظات عاشتها البحرين في هذا المشوار المُبهر وما أروعها من لحمة وطنية شهدتها المدرجات والشوارع والميادين تعكس الروح البحرينية الحقيقية والأصيلة.
والحمد لله على هذا التكاتف الذي طالما تمنيناه والذي يُعلن عن بدء صفحة جديدة في التاريخ البحريني الحديث عنوانها الترابط بين مكونات المجتمع والالتفاف بحب حول كل ما هو بحريني بغض النظر عن أي أمر آخر.
وبمناسبة عودة هذه الروح المباركة أدامها الله علينا نحن أهل البحرين، أتقدم بالشكر الجزيل والكبير لأبطال المنتخب أصحاب المهارة العالية والأداء الرجولي المميّز على تحقيقهم كأس الخليج العربي الـ٢٦ بجدارة واستحقاق وعلى جعل أبناء الوطن يلتفون بكل فخر واعتزاز حولهم. وعسى أن نرى أبناء البحرين الغالين في أعلى المراتب دائماً، فدار أبوسلمان تستحق كل تفوق وإنجاز.