في لحظة تحمل كل معاني التضامن والإنسانية، اجتمع وزراء خارجية عدد من الدول العربية والغربية بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، في الرياض يوم 12 يناير 2025 لمناقشة مستقبل سوريا، التي عانت لسنوات من الحرب والدمار، هذه الاجتماعات لم تكن مجرد اجتماع سياسي، بل كانت نداءً عالمياً لإعادة بناء وطن جريح وإحياء أمل شعب صامد، ويعكس جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة في جمع الشركاء الدوليين لدعم سوريا في مرحلة جديدة من البناء والتنمية.

الرياض، برؤيتها القيادية، أكدت أن الأزمة السورية ليست مسؤولية طرف واحد، بل مسؤولية الجميع، وهذا ما شدد وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان مؤكداً على أهمية رفع العقوبات التي تزيد من معاناة السوريين، داعياً إلى الوقوف بجانبهم في إعادة بناء وطنهم واستعادة كرامتهم.

من جانبه، كان لافتاً دعوة وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إلى خطة عربية شاملة تعيد الحياة لسوريا ولبنان، بروح التعاون والتكامل، وهو ما يعكس السياسة اللبنانية في العهد الرئاسي الجديد، ولم يكن الدعم الدولي غائبًا، حيث أعلنت ألمانيا تقديم مساعدات إنسانية لتحسين حياة الملايين من السوريين الذين ينتظرون بصيص أمل.

اجتماعات الرياض كانت أكثر من حدث سياسي؛ كانت رسالة للعالم بأن الإنسانية هي ما يجمعنا. اليوم، سوريا ليست وحدها. الأيدي ممدودة والقلوب مفتوحة لبناء مستقبل يحمل الأمن والسلام لهذا الوطن العزيز وشعبه الأبي. الرياض أعادت للمنطقة روح التضامن، وجعلت من الأمل حقيقة. ونحن نتطلع أيضاً أن نشهد حلًا لفلسطين كما تحقق لسوريا ولبنان.