تصدّرت سيدة أفريقية تعرف باسم المنقذة وسائل الإعلام المحلية أنها تدير شبكة لتهريب العاملات من منازل كفلائهن وتتكفل بإيوائهن بهدف إيجاد عمل لهن كعاملات في المنازل بنظام الساعات أو تشغيلهن بنظام الشهر للعوائل التي تطلب عاملة دون كفيل، وبذلك تتحصل المنقذة مبالغ مالية منهم ومن العاملات الهاربات، فالمنقذة لا تدير شبكة لتهريب العاملات فقط، بل مكتباً لتوظيف العاملات في الوقت نفسه، ويا لها من سخرية.
المنقذة تمّ القبض والحكم عليها، ولكن أين تكمن المشكلة وكيف يمكن معالجة مثل هذه القضايا التي تمسّ الشارع البحريني في الوقت الذي يحتاج الكفيل البحريني أو حتى المقيم مزيداً من القوانين الرادعة حتى تَحدّ من ظاهرة هروب العاملات من منازل كفلائهن من غير وجه حق.
هذه القضايا جداً شائكة ولها أبعاد متعددة وغالباً لا تكون منصفة للكفيل، الجهات المعنية تعمل عاكفة وبكل ما أوتيت من جهد للحفاظ على حقوق العمال وتُعبّد لهم طريق التيسير والتسهيل، وكأن الموطن متوحش يمسك عصا وساطوراً لتعذيب العاملات والعمال بلا رفق ولا شفقة لذلك يهربن، فكثرة هذه القوانين لصالح العمال تضعف من القوانين التي تنصف الكفيل، فللطرفين حقوق وواجبات يجب التوفيق بينهما، بأي شرع يدفع الكفيل أموالاً طائلة لجلب عامل أو عاملة لا تقل عن ألف دينار أو تزيد -والله العالم كيف جمعها الكفيل بيزة على بيزة-، تتبدّد وتضيع بلحظة تلك الأموال بعد هروب العاملة بعد شهر، وكثيراً ما تهرب العاملة بعد ثلاثة شهور -وضاعت فلوسك يا صابر- وعندما يطالب الكفيل بتلك الأموال لا يجد الجهة التي تنصفه، بينما هناك جهات كثيرة تنصف العاملة ويتمّ إرجاع جميع حقوقها وتسفيرها على وجه السرعة باسم القانون.
السفارات الموجودة، لا تتناءى عن مناصرة مواطنيها العمال في كل الأحوال حتى في حال هروبهم من غير وجه حق، وهنا لابد من أن تتعاون تلك السفارات مع الجهات المعنية حتى تنصف المواطن بإرجاع حقوقه المالية في حال هروب العاملة أو إضرابها عن العمل. يجب على المعنيين وضع قوانين تجعل السفارة تتكفل عن هروب مواطنيها بكل المصاريف وبذلك سوف تَحدّ من مسلسل هروب العمال من كفلائهم.
كلمة من القلب
أموال المواطن هي من كده وتعبه يجب الحفاظ عليها، ولولا الحاجة لاستقدام عاملة أو عامل ما دفع الكفيل ما لديه من أجل خدمتهم في البيوت. على المُشرّع البحريني واجبٌ في أن يضع قوانين عادلة للطرفين، العامل والكفيل، والله لو أن البحريني يجمع أمواله بالسهل ما كتبت مقالي هذا.