اليومان الماضيان كانا مختلفَين في عالم الصحافة البحرينية. عقارب الساعة مرّت على لحظات استثنائية، حفرت في الذاكرة مشاهد لا تُنسى، جمعت بين الماضي العريق، والحاضر المشرق، والمستقبل الواعد.

فبمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيس جمعية الصحفيين البحرينية، عاشت الصحافة الوطنية احتفالاً يليق بمسيرتها، واحتفاءً كبيراً من أعلى مراتب الدولة، سيسجله التاريخ بأحرف من نور.

ففي قصر الصافرية العامر، كان اللقاء الأجمل، حيث أبى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، إلا أن يشارك الصحفيين فرحتهم بيوبيلهم الفضي، باستقبال مجلس إدارة الجمعية ورؤساء التحرير، في لحظة تجسد التقدير الملكي العميق لدور الصحافة البحرينية.

مهما تكررت اللقاءات مع جلالته، فإن لكل لقاء وهجه ووقعه الخاص، لكن ما لا يتغير هو حديثه الأبوي، وكلماته التي تنبع من القلب، وتؤكد دائماً على أهمية الدور الوطني للصحافة، في الإضاءة على قضايا الوطن والمواطن، وتعزيز الوعي والانتماء.

كان لقاء الصافرية لقاءً بالوطن من خلال قائده؛ مليئاً بالمحبة والدفء، مشحوناً بالوفاء والتقدير. أشاد فيه جلالته بدور الصحفيين منذ التأسيس وحتى اليوم، مثنياً على الكوادر الشابة البحرينية التي أثبتت كفاءتها، وواكبت التطورات المهنية والتقنية، وحملت راية الكلمة بكل أمانة ومسؤولية.

وكعادته، تحدث جلالته بعفويته الصادقة، وشاركنا ذكرياته وتفاصيله، التي حملت من الحكمة ما يغذي الفكر، ومن المحبة ما يروي القلب، مؤكداً على أهمية توثيق الإنجازات الوطنية، لتتحول إلى تاريخ ناصع تنتقل دلالاته من جيل إلى جيل.

وقبل هذا اللقاء الملكي، كانت لحظة وفاء أخرى، حين رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفل تكريم مؤسسي جمعية الصحفيين، وفاءً لجيل وضع اللبنة الأولى لبيت الصحافة.

واكتمل المشهد، بتكريم سموه للفائزين بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، في احتفالية وطنية جسدت قيمة الكلمة ودورها في بناء الوعي.

إنها أيام فارقة في عمر الصحافة البحرينية، تجدد فيها العهد مع الوطن، وتؤكد أن الصحافة باقية، ومكانها محفوظ بدعم جلالة الملك وولي عهده الأمين، في قلب المشروع الوطني، حاضرة بقوة الكلمة، وصدق الانتماء، وروح المسؤولية.