ها قد بدأت إجازة فصل الصيف، وهي أطول إجازة في العام الدراسي، فمدة هذه الإجازة تصل إلى ستة أسابيع، ويقضي الطلبة الإجازة في برامج متنوعة، وهي بين برامج التسلية والترفيه كالسفر والرحلات، والتجوال في المجمعات، وبرامج تنمية القدرات مثل البرامج الرياضية أو برامج تنمية الذات، وبرامج تنمية المهارات، والبعض يقضي الإجازة في المنزل يعاني من الفراغ والملل.
وهنا يبرز دور أولياء الأمور في أهمية توجيه الأبناء لاستثمار وقت الإجازة الصيفية بالطريقة المثلى، وأرى أن العطلة الصيفية فرصة لتعويد الأبناء على الاعتماد على النفس في أمورهم الحياتية، فغالبية الأسر البحرينية تعتمد على الخادمة والسائق لقضاء احتياجاتها المنزلية، إلا أنه من الضروري أن يعتمد الأبناء على أنفسهم في عمل احتياجاتهم اليومية بالمنزل، فيتعلمون مهارة غسل الملابس وكيها، وتنظيف وترتيب غرفهم، والطبخ ، وغسل الأواني، وهنا تكمن أهمية تشجيع الأبناء وتجبيهم في تلك الأعمال، وكذلك تدريبهم عليها. فالظروف تتبدل فقد يعيش الفرد فترة بدون خادم أو خادمة، فيحتاج المرء للاعتماد على النفس لقضاء حوائجه في المنزل، لذا ومن الضروري أن يكتسب المهارات المنزلية الأساسية كمهارات التنظيف بأنواعها، والطبخ، وغسل الملابس، والترتيب. وهي مهارات تحتاج لتدريب وإتقان.
ولعل من المهارات الهامة والمعقدة مهارة، غسل الملابس وتجفيفها وكيها وإعادتها إلى مكانها مرتبة في الدولاب، تلك الرحلة التي تبدأ من خروج الملابس المتسخة من الغرفة إلى عودتها للدولاب تتطلب وقتاً ومهارات وخبرة، كأن يعرف كيفية فرز الملابس بأنواعها، فعزل الملابس البيضاء عن الملونة التي تخرج الألوان منها، والملونة الثابتة الألوان، والملابس التي يجب أن تغسل بلطف باليد وليس بالغسالة، والملابس التي تقبل التجفيف بآلة التجفيف، والملابس التي يجب أن تجفف في الهواء الطلق، والملابس التي يجب أن تكوى بالبخار، أو بالكي العادي، من هنا يجب أن يتعلم الأبناء أهمية قراءة طرق الغسيل والكي على البطاقات التي توضع على الملابس إما في ذيل الملابس أو خلفها، خاصة عند شراء الملابس. والأهم من هذا أن يتعود الأبناء أهمية حصر الملابس المتسخة وغسلها بدلاً من رميها على الأرض، وإطلاق ثورة الغضب عند الحاجة للبس ملابس معينة ويفاجأ بأنها متسخة، وما أكثر تكرار هذا المشهد لدى الشباب.
ولا يكتفي بتلك المهارة بل يجب تعويد الأبناء على مهارات كنس ومسح أرضيات المنزل بحسب نوعها إن كانت من السجاد، أو الرخام، أو البورسلين أو غيرها، وبالتالي أن يتعود على الالتزام بالحفاظ على غرفته منظمة ونظيفة، ومن المهارات الهامة مهارات العمل في المطبخ، كالطبخ، وغسل الأواني، وتنظيف المطبخ، ومن المهم أن يتدرب الأبناء على قواعد السلامة، وأساليب توفير الوقت والجهد أثناء العمل في المنزل.
فعلينا ألا نستخف ونتغاضى عن تعويد أبنائنا على الاعتماد على النفس في إدارة شؤون المنزل، فهي مهارات هامة لتسهيل أمور حياتهم، خاصة في حال عدم توفر الخدم لأي ظرف كان، فقد يكون لظرف السفر أو عدم توفر خادمة، فالعطلة الصيفة فرصة مناسبة لتعويد الأبناء للاعتماد على النفس فلا تفرطوا فيها.. ودمتم سالمين.