في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد عسكري خطير بين إيران وإسرائيل واحتمالات تطور هذا الصراع إلى حرب إقليمية لا يحمد عقباها، تؤكد المملكة على نهجها الثابت باتباع الطرق الدبلوماسية والسلمية لحل الأزمات والخلافات الدولية، ودعم أواصر التعاون والتفاهم والتعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله خلال ترؤسه الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، الذي شهد مشاورات بشأن الوقوف على جاهزية أجهزة الدولة للاستجابة للتطورات التي يمكن أن تحدث جراء المستجدات الإقليمية والدولية وما يمكن أن ينجم عنها من توسيع لدائرة الصراع أو حدوث تسربات إشعاعية نتيجة الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل للمواقع النووية أو مراكز الأبحاث، أو انخراط جماعات أيديولوجية في الصراع القائم، وهو أمر يهدد الأمن والاستقرار الوطني والإقليمي والدولي، وهو ما يوجب ضرورة رفع درجة الاستعدادات ورفع الجاهزية لإدارة الطوارئ المدنية، سواء بالتأكيد على ضرورة توافر مخزون كافٍ من السلع الأساسية تغطي الاحتياجات لفترات مقبلة، والحرص على تفوق سلاسل الإمداد، وعلى المستوى الصحي ضمان وجود مخزون من الأدوية الهامة التي تتعلق بالأمراض المزمنة، مع استمرار توفير المياه، وعلى المستوى الأمني رفع جاهزية القوات الأمنية تحسباً لأي تطورات مع تفعيل المركز الوطني لإدارة الطوارئ المدنية.

وفي هذا الصدد حرص صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على الوقوف على جاهزية أنظمة الإنذار المبكر وضمان وصولها لكافة المواطنين، والرصد المستمر للمستويات الإشعاعية في سماء المملكة في كافة الأوقات، والجاهزية للتعامل مع أي حالات طارئة تتعلق بتسربات إشعاعية محيطة، مع وجود أكثر من ثلاثين مركز إيواء مفعلة وقت الحاجة، وتؤكد هذه المشاورات من قبل مجلس الوزراء على إدراك الحكومة بكافة مؤسساتها لتطورات الوضع الإقليمي، ووضع خطوات استباقية فعالية للتعامل مع السيناريوهات المحتملة التي قد تنجم عن تطورات الصراع أو توسعة.

إن بث الطمأنينة في النفوس مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع، أفراداً ومؤسسات، إعلاميين ومؤثرين. كما أن من واجبنا جميعاً تعزيز ثقة المواطنين والمقيمين في قدرة الدولة، دون الانجراف وراء تهويل لا يخدم إلا من يسعى لبث الشك وزعزعة الثقة العامة، وفي الوقت ذاته، فإن الدعوة للوعي والتأني في نشر الأخبار، والتحقق من مصادرها الرسمية، هو سلوك حضاري يجب أن يسود، وخاصة في ظل توفر منصات رسمية تُعنى بإيصال المعلومة الدقيقة أولاً بأول.

لقد برهنت البحرين على مدى العقود الماضية، أنها قادرة على إدارة الأزمات والتحديات باحترافية عالية، بفضل قيادة حكيمة وشعب واعٍ. ومن هنا، فإن من الواجب على كل فرد أن يكون عنصر طمأنينة لا مصدر تشويش، وأن يدرك أن الهدوء والثقة نهج الأنبياء وسلوك العقلاء، حفظ الله المملكة قيادةً وشعباً.