الحرب ضد «الدولة الوطنية» وخاصة دول مجلس التعاون؛ لأنها الأكثر صموداً مقابل مشروع تفتيت الشرق الأوسط، حرب شعواء شديدة ليس ميدانها الأرض فحسب!إذ تتعرض الدول الصامدة كدول مجلس التعاون ومعها دول العهد الجديد (سوريا ولبنان) لحرب (مجالها الهاتف) الموجود في يد كل فرد، إذ أصبح هو الوسيلة الأمثل لتحريك الجموع ولخلق البلبلة ولتوجيه الرأي العام، ولحشد وتجنيد الشباب، وللتحريض ولبث الخوف والقلق وكذلك لخلق الحاجز بين المواطن والدولة، وبين شعوب مجلس التعاون ودول الصمود ضد الغزو الإسرائيلي والإيراني.الأمر ليس عبث أفراد، بل هو عمل ممنهج بغرف عمليات ومواجهة لن ننجح في التصدي لها، وكل دولة من دول مجلس التعاون تعمل بمفردها فالحرب موجهة لكل دول المجلس.مقال الزميل طارق الحميد بالأمس في الشرق الأوسط أورد معلومات من «مصادر خاصة» تستدعي التحرك المؤسسي لدول المجلس بغرفة عمليات مشتركة تجعل من الرد والاستباق والتصحيح والتنبيه مهمة دفاعية كبيرة ولها أولوية في هذه المرحلة لمواجهة هذه الهجمة الشرسة علينا.إذ كتب الزميل طارق الحميد «وعلى خلفية أزمة السويداء في سوريا، وبحسب مصادر خاصة، ووفقاً لرصد متخصص، فإن هناك نحو 10 آلاف معرف يتم إنشاؤها يومياً على «X»، (تويتر سابقاً)، في العراق ولبنان وإيران من أجل تأجيج الأوضاع في سوريا.250 ألف حساب سابق تعمل على التحريض ضد سوريا بشكل مستمر وانطلاقاً من لبنان وحده. وهو ما كتبته قبل أيام على «X». ومن خلال المتابعة اليومية المتخصصة أستطيع أن أؤكد وجود جغرافيات أخرى.لكن بعض الدول أعلاه، وبحسب مصادر مطلعة، لديها مقرات متخصصة لإدارة تلك الحملات، وأبرزها كان في الضاحية الجنوبية، وهو ما سمعته من مصادر عدة، ومنها إيرانية، وكانت تعرف بغرفة بيروت حيث تدير جل حملات التضليل بالمنطقة.والأمر لا يقف على الأطراف أعلاه بإدارة حملات التضليل بالمنطقة، فهناك الجماعة الأخطر في التضليل، ومنذ عقود، وهي جماعة الإخوان المسلمين، التي مارست التضليل بكل أنواعه، وعبر كل المناشط، والمجالات.والأمر نفسه فعلته «القاعدة» و«داعش»، ومن هم على شاكلتهما من الشق الشيعي، ومثلهم أنظمة معادية لمفهوم الدولة في المنطقة، ومناصرة للتأجيج الطائفي، وكل ما من شأنه نشر الفتن.وعليه، فقد آن الأوان اليوم للتصدي لهذا التضليل عبر عمل مؤسساتي، ويجب أن تبدأ به دول مجلس التعاون الخليجي لكون مجلسها هو الفاعل، والمنظم، والمستهدف، وكذلك حلفاؤه. فعندما تأثرت أوروبا، وقبلها الولايات المتحدة بعمليات التضليل والأخبار المزيفة هبوا للتصدي لذلك.واليوم حري بنا أن نتحرك مؤسساتياً للتصدي لهذا الخطر، وليس بتكميم الأفواه، وإنما عبر مشروع توعوي، ومؤسسات رادعة، لحملات التضليل الخطرة على الأمن والاقتصاد، وقبل كل ذلك السلم الأهلي» انتهى.الحرب على العهد اللبناني الجديد والعهد السوري الجديد هي ذات الحرب على الدولة الخليجية بشكل عام هي حرب على مشروع أمني عربي تتبناه دول الخليج، وتسانده بشدة للتخلص من النفوذ الأجنبي وبالأخص الإيراني، لذا فإن ما يدار في غرف العمليات الإلكترونية مستهدفاً جميع المواطنين في الدول المستقرة حرب بمعنى الكلمة، وليس وصفاً مجازياً، وتفعيل ميثاق مجلس التعاون الدفاعي الأمني ضرورة ملحة، فهو ينطبق على هذه الحالة تماماً، وعليه فإن أجهزة مجلس التعاون الأمنية والدفاعية مطالبة أن تصنع مقابلها غرفة عمليات خليجية بالتعاون مع أجهزة الأمن اللبناني والسوري مشتركة تسخر إمكانيات دولنا للتصدي لها ومواجهتها وبسرعة ولمساعدة الدول التي تحتاج لمساندة ومساعدة، وتلك عملية لا تقل أهميتها عن عملية إعادة الإعمار فيها.