للنائب: جميل ملا حسن

ما أبهى اللحظات، حين يلتقي القائدُ بأبنائه، ويأنسُ بحديثهم، ويُصغي لحكاياتهم، ويُشاركهم طموحاتهم وآمالهم، ويبارك إنجازاتهم ويزهو بنجاحهم!

هكذا كان اللقاءُ حين دخل جلالةُ الملك المعظم، رعاه الله وأيده، مدينة الشباب، لا بموكبٍ مهيب، بل بقلبٍ قريب، ولا بكلماتٍ رسمية، بل بابتسامةٍ أبوية، وحديثٍ يروي القلوبَ دفئًا وحنانًا.

ما كانت زيارةً بروتوكولية، بل كانت لحظةً إنسانية، جلسةً عائلية، بين أبٍ وأبنائه وبناته، يصافحهم واحدًا واحدًا، ويبتسم لكل شابٍ وشابة، يسألهم عن أحلامهم،ويشجعهم على تحقيقها، يستمع لإنجازاتهم، ويُكبر فيهم عزائمهم، ويُثني على تجاربهم.

أراد جلالته أن يُشعر كل شابٍ أن له صوتًا مسموعًا، وفكرًا مرفوعًا، وأنه شريكٌ في صناعة المستقبل، لا متفرجٌ على المشهد. جلس بينهم، لا كقائدٍ يوجّه، بل كأبٍ يحتضن، يتعلّم منهم كما يتعلمون منه، يفتح لهم الأبواب، ويعزز فيهم الأمل والأحلام.

رسالة الملك كانت بليغةً في معانيها، عميقةً في أبعادها: أن البحرين بشبابها تنهض، وبسواعدهم تعلو، وأن القيادة ليست انفصالًا عن الشعب، بل امتدادٌ له، وحِرصٌ على تمكينه ودعمه في كل مرحلةٍ من مراحل البناء.

يا جلالة الملك، لستَ فقط قائدًا، بل أبًا نفاخرُ به الأمم، وراعيًا نلوذُ به في المحن، وصوتًا يبعث فينا الطمأنينة، ونورًا نهتدي به في دروب الحياة.

شكرًا لأنك معنا، شكرًا لأنك قريبٌ من أحلامنا، حاضرٌ في طموحاتنا، مؤمنٌ بقدراتنا.

نعم، نحن محظوظون بقائدٍ مثلكم، حفظكم الله، وأدام عزّكم، وأطال في عمركم، وأبقاكم لنا ذخرًا وفخرًا.