سوسن الشاعر

مظاهرة في تل أبيب قامت بها مجموعة من الإخوان المسلمين من عرب إسرائيل قادها رئيس اتحاد أئمة المساجد الشيخ نضال أبو شيخة... يا سلام ما هذه الجرأة والله يستحقون منا التصفيق أن تجهر بهذا الرأي، وتعلنه في عقر دار خصمك، فإنك تستحق وسام الشجاعة، فقد آن الأوان أن تبيض جماعة الإخوان المسلمين صفحتها، وتعيد مصداقيتها التي هدرت وضاعت، نعم لينطق العرب الإسرائيليون ليعبروا عن رأيهم العالم كله قال كلمته، وقرعوا الأواني والقدور والصواني، ولم نرَ صورة واحدة لعرب إسرائيل وهم الذين بالتأكيد فقدوا أحداً من أقربائهم في تلك الهمجية والوحشية الإسرائيلية.

لقد تحرك ستمائة مسؤول إسرائيلي سابق، وكتبوا رسالة لترامب يناشدونه التدخل لوقف جنون بنيامين نتنياهو وعرب إسرائيل لم ينطق أحد منهم وخاصة الإخوان المسلمين ولهم كيان معترف به في إسرائيل فلابد أن يناصروا حماس وجماعتها.

هاهي المظاهرة العربية الإخوانية تسير داخل إسرائيل.. لكن ما هذا؟ إنهم يرفعون العلم الإسرائيلي.. لا بأس ربما أرادوا حرقه فيما بعد.. ها هم يمرون من أمام وزارة الدفاع الإسرائيلية، ولكنهم لا يقفون عندها.. أين سيتظاهرون إذاً؟ها هم وقفوا إنما أمام السفارة المصرية، ويهتفون ضد مصر، ويلوحون بالعلم الإسرائيلي!!

هناك شيء ما غلط في الموضوع يا جماعة، اعتقدنا أن المظاهرة ستكون ضد المسؤولين الإسرائيليين على الأقل، إذ لم تكن ضد إسرائيل، عن الأشخاص المسؤولين عن قتل أكثر من 100 ألف فلسطيني، وتجويع البقية، كيف تحملون علمهم، وزارة الدفاع التي تخطيتموها هي التي اعتقدنا أنكم ستقفون أمامها، تحول الأمر إلى مسخرة فعلاً وأمر عبثي بمعنى الكلمة، حين كان احتجاجكم على مصر، لم يكن ليلفت الانتباه إلا لكونه مضحكاً وهزلياً وعبثياً.

ولأننا توقعنا أن يتبرأ منه المعنيون بالأمر في جماعة الإخوان المسلمين المركزية أو فلولهم في تركيا مثلاً، لأنه موقف مخزٍ، ولا يشرف، ولكن ويا للهول على طريقة يوسف وهبي، أيده أعضاء المركز الرئيسي للإخوان المسلمين!!

محمد إلهامي المقيم في تركيا أحد قياديي الجماعة يصف تلك المهزلة، فيقول إنهم قاموا بعمل جيد، وزاد على ذلك، فقال لو أن إسرائيل تحتل سيناء سيكون أيضاً عملاً جيداً؛ لأن ذلك يعني أن النظام المصري سقط!!

تخيلوا يتمنى هزيمة الجيش المصري وسقوط النظام المصري؛ لأن تلك غايته أياً كانت الوسيلة حتى لو احتلها الإسرائيلي.. هل بقي شرف؟ هل بقيت كرامة!!

كلما قلنا هذا هو الدرك الأسفل الذي ممكن أن تصل إليه أي عقلية، وأنت ترى حجم الانحطاط والاستعداد للتخلي عن أي قيمة أخلاقية مقابل تحقيق أهدافك، ومكيافيلية تفوق في حماسها لغايتها حتى برر لك أي وسيلة مهما كانت قذرة لتحقيق غايتها، تفاجئك التيارات المتأسلمة شيعية كانت أم سنية بأن هناك دركاً أسفل منه، درك يستباح فيه ما لا يستباح لا ديناً ولا عرفاً ولا منطقاً.

أخزاكم الله جميعاً أكثر مما أنتم فيه.