أحرص خلال وجودي في سوريا حالياً في إجازتي السنوية على لقاء أكبر عدد ممكن من المسؤولين الحكوميين المعنيين بالملف الاقتصادي ورجال الأعمال ومسؤولي غرف التجارة والصناعة، وربما تكون العبارة المشتركة التي أسمعها منهم جميعاً: «أهلاً بالمستثمرين البحرينيين.. نحن هنا لتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم.. نرى استثمارات سعودية وإمارتية وكويتية وقطرية.. ونريد أيضاً رؤية استثمارات بحرينية».بالمقابل أتلقى العديد من الأسئلة من مستثمرين بحرينيين بشأن السوق السورية، وأعمل على تقديم كل الدعم والمساندة لهم، من خلال تقديم ما يلزم من معلومات مفيدة متوفرة لدي، ومن خلال ربطهم بنظرائهم في سوريا.وفي الواقع، كل ما أسمعه يشير إلى رغبة كبيرة في تدفق استثمارات بحرينية وازنة إلى سورية، خاصة في المجالات البنكية والمالية، والاتصالات، والإسكان، مع التركيز بشكل خاص على الرقمنة والفنتك والتحويلات المالية الفورية، والذي يمكن أن يشكل أساساً للتعاون بين البلدين من خلال الاستفادة من الخبرات البحرينية العريقة والمتراكمة في القطاع المالي والمصرفي، وتبادل التجارب والموارد وتدريب الكوادر السورية وتأهيلها.التقيت هنا أيضاً العديد من خبراء الاقتصاد، وجميع الإشارات الواردة منهم تؤكد أن سوريا بحاجة ماسة إلى كم كبير من الاستثمارات في مختلف القطاعات، وأن التحديات الأمنية هنا وهناك «تحت السيطرة»، وطبيعة في بلد عانى من حرب مدمرة لـ 14 عاماً متواصلة، وأن الدعم الدولي والخليجي لسورية مستمر، بل إن التنمية الاقتصادية هي مفتاح لتعزيز الاستقرار، لذلك تأتي الشركات العالمية إلى هنا بمباركة حكومات بلادها، خاصة وأن هناك إجماعاً على ضرورة إنهاء المعاناة السورية وتسريع تعافي هذا البلد المحوري في الشرق الأوسط.ولقد كانت باكورة الاستثمارات الخليجية في سوريا توقيع الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية في سوريا مذكرة تفاهم مع شركة موانئ دبي العالمية بقيمة 800 مليون دولار، كما جرى اتفاق قطري سوري وقعته وزارة الطاقة السورية مع تحالف شركات دولية تقوده قطر بقيمة 7 مليار دولا بهدف بناء 5 محطات للكهرباء بقدرة 5000 ميغاوات، بالإضافة إلى مشروع قطري صناعي في سوريا تنفذه شركة «بلدنا» القطرية بقيمة 250 مليون دولار لعمل مصانع لإنتاج الحليب ومشتقاته والعصائر، ومذكرة تفاهم أخرى وقعتها وزارة السياحة السورية مع ائتلاف شركات سعودية وقطرية بهدف تطوير وبناء منشآت سياحية في المناطق المتضررة بسوريا، فضلاً عن مشروعات بـ14 مليار دولار من بينها تطوير مطار دمشق الدولي بتمويل قطري وشراكة أمريكية بأربعة مليارات دولار، وغيرها الكثير.أمام هذا الإقبال من مختلف دول الخليج على الاستثمار في سوريا، أرى أن مسؤوليتي الشخصية تسهيل استكشاف الفرص الاستثمارية في سوريا أمام المستثمرين البحرينيين الباحثين عن تنمية أعمالهم، أفراداً وشركات، وترجمة رغباتهم وتطلعاتهم إلى مشروعات حقيقية رابحة، وأنا أشجع على استكشاف الفرص الاستثمارية في سوريا بسرعة تمهيداً لاقتناص عدد منها، وحجز مكان في السوق السوري.
استثمارات بحرينية في سوريا
خالد موسى
خالد موسى