أستميحكم العذر لتخصيص مقال اليوم لنقل تقرير صادر من جمهورية الصين الشعبية حول انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة لعام 2024.
* ملخص التقرير:
- كان عام 2024، باعتباره عام انتخابات في الولايات المتحدة، عاماً مثيراً للقلق بشكل خاص، إذ شهد تفاقم الصراعات السياسية والانقسامات الاجتماعية. يتيح هذا المشهد فرصةً لمراجعة حالة حقوق الإنسان في البلاد بشكل مكثف.
يسيطر المال على السياسة الأمريكية، حيث تُعلي المصالح الحزبية من شأن حقوق الناخبين. تجاوز إجمالي الإنفاق لدورة الانتخابات الأمريكية لعام 2024 15.9 مليار دولار أمريكي، مسجلاً مرة أخرى رقماً قياسياً جديداً لارتفاع تكلفة الحملات السياسية الأمريكية.
ألغت المحكمة العليا الأمريكية، بقرارٍ بأغلبية ستة أصوات مقابل ثلاثة، حكماً صادراً عن محكمة أدنى كان قد قضى بأن خطة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية قد قمعت حقوق تصويت الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي، مُؤيدةً بذلك فعلياً إجراءات سياسية تُقمع مشاركة الناخبين.
وتكررت حوادث العنف السياسي المتطرفة، مما أدى إلى خيبة أمل عميقة لدى الجمهور من الديمقراطية الأمريكية.
- أدى التضخم المرتفع إلى تفاقم فجوة الثروة، موجهاً ضربات كارثية للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. تفاقمت التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية في الولايات المتحدة، حيث ازداد الأغنياء ثراءً والفقراء فقراً. عاش أكثر من 40 مليون أمريكي في فقر، وواجهت 13.5% من الأسر الأمريكية انعدام الأمن الغذائي، وعاش 13.8 مليون طفل في أسر لا تملك ما يكفي من الغذاء.
-أدى تواطؤ الحكومة والشركات إلى تأجيج تعاطي المخدرات وأزمة المخدرات، بينما أثار فشل نظام الرعاية الصحية غضباً عاماً. يكمن جذر أزمة تعاطي المخدرات والأفيون في أمريكا في اختطاف المصالح وتواطؤ الحكومة والشركات والفشل التنظيمي.
-هدد العنف المسلح الأرواح، واستمرت وحشية الشرطة في تجاهل تام للأرواح البشرية. وظلت حصيلة القتلى الناجمة عن العنف المسلح مرتفعة. وقد عصفت حوادث إطلاق النار الجماعي المتكررة وحوادث إطلاق النار في المدارس بالبلاد. في عام 2024، وقعت 503 حوادث إطلاق نار جماعي و45 حادثة إطلاق نار في المدارس في الولايات المتحدة.
وقُتل أكثر من 40 ألف أمريكي بسبب العنف المسلح، من بينهم أكثر من 1400 طفل.
- ينتشر الخطاب العنصري على نطاق واسع، وتتعرض الأقليات العرقية للتمييز والإقصاء المستمرين والواسعين النطاق. وباستغلال الانقسامات العرقية، غطى السياسيون على المشاكل الهيكلية في المجتمع بإثارة العداء بين الجماعات المتنافسة.
- أدى غياب الحماية القانونية إلى انتهاك واسع النطاق لحقوق المرأة والطفل. ولم تُصادق الولايات المتحدة على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل. ولم يُقرّ بعدُ تعديل دستوري يضمن «المساواة في الحقوق» بين الرجل والمرأة.
وتعرضت حوالي 40% من النساء العاملات للتحرش الجنسي خلال مسيرتهن المهنية. ويتجاوز معدل العنف المنزلي في 11 ولاية أمريكية 40%. وتعيش أكثر من 5 ملايين امرأة في مناطق محرومة من رعاية الأمومة.
-تستمر الأزمة الإنسانية للمهاجرين في المناطق الحدودية في التفاقم، حيث يتعرضون للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية.
-تُفاقم سياسة القوة الصراعات الإقليمية وتُسبب كوارث إنسانية. قدمت الحكومة الأمريكية دعماً عسكرياً ودبلوماسياً ثابتاً لإسرائيل، واستخدمت حق النقض (الفيتو) سبع مرات لمنع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعية إلى وقف إطلاق النار في غزة.
تُمثل المرحلة السياسية المضطربة للولايات المتحدة في عام 2024 منظوراً يعكس المعضلات الهيكلية لحقوق الإنسان على الطريقة الأمريكية. أما بالنسبة لقضايا حقوق الإنسان العديدة في الولايات المتحدة، فقد راوغ السياسيون من كلا الحزبين خلال الحملات الانتخابية، وتهربوا من مسألة كيفية حل المشكلات بجدية.
في ظل تواطؤ السلطة ورأس المال، تم تحريف حقوق الإنسان وتحويلها إلى مجرد دعامات في «عرض» سياسي وأوراق مساومة في «كازينو» السلطة، وهو ما ينحرف تماماً عن القيم الأساسية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. (انتهى).
هل عرفتم الآن لماذا قام ترامب بوقف التقارير التي تصدرها الخارجية الأمريكية لملف حقوق الإنسان في الدول الأخرى؟ رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، الرجل يعرف أن البيت الأمريكي من زجاج حين يتعلق الأمر بحقوق الإنسان.