فواز العبدالله

نفرح جميعاً كبحرينيين عندما تتواجد شخصيات وطنية على قوائم عالمية تمثل النجاح وتحقيق الأهداف وقوة الشخصية والنقلات النوعية في مجال تخصصاتهم، الأمر الذي يعكس كفاءة الرواد البحرينيين وأبناء الوطن في مختلف المجالات والتخصصات، القائمة الأخيرة لـ«فوربس» اشتملت على 3 شخصيات من البحرين اثنان منهم من الكوادر الوطنية، بينما الثالث يرأس أكبر وأعرق الشركات الوطنية في ذات المجال وهي «طيران الخليج»، وهو ما يؤكد على حسن الاختيار والنية في تصحيح المسار.

عودة على ذي بدء، فإن الجانب السياحي يعد من ركائز تنوع مصادر الدخل في ظل الرغبة الحقيقية في عدم الاعتماد بشكل أساسي على النفط كمصدر وحيد للدخل، ومن هنا تكمن أهمية هذا القطاع ووجوب حمل ملفه من قبل شخصيات طموحة ومؤهلة وقادرة على النهوض به وتطويره وخلق سياحة فعلية وواقعية تستهدف المواطنين والمقيمين وكذلك زوار المملكة من مختلف دول العالم في آن واحد، لذا فإن صراع الوقت مع التخطيط العلمي الحديث في ظل وجود الشغف الحقيقي والفعلي جلها كانت الهم الذي يؤرق من سيتولى حمل هذا الملف، وهو ما أجادته سارة بوحجي الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض عبر أجندة وضعتها وحققتها في زمن قياسي صارعت من خلاله الوقت، وحملت هم هذا القطاع وأجادت إدارته، ففي قطاع تنافسي دولي كالسياحة من الصعب أن تصل إلى أهدافك في غضون عام واحد فقط، إلا إذا كانت هناك خلية من النحل تعمل الليل بالنهار لضمان نجاح الاستراتيجية، وهو فريق العمل الذي اختارته سارة بوحجي ليكون عونها وأسلحتها في رفع علم المملكة على الخارطة السياحية الدولية.

إن التواجد على القوائم الإقليمية والعالمية التي يضعها الخبراء والمختصون ليس في غاية السهولة، فهو نتاج مقاييس واشتراطات دقيقة جداً، تتخللها أسماء لشخصيات عالمية عملت بنجاح في مجال تخصصها، وأسهمت في تحقيق الإبداع الشمولي بدرجات عالية مكنت من خلالها تلك الأسماء من التربع على عرش المقدمة عبر تلك القوائم، فمن الخطأ أن نفهم من قائمة «فوربس» الشرق الأوسط أن مهمتها الاختيار فقط، فهناك ما بعد الاختيار والمتمثل في المردود الفعلي الذي سيعمل على لفت انتباه كبرى شركات السياحة للبحرين؛ وبالتالي زيادة عدد السياح والزوار مما سينتج مردوداً اقتصادياً كبيراً نتائجه زيادة الضخ في هذا القطاع لزيادة حجم العائد المباشر وغير المباشر.

القطاع الفندقي في البحرين يعتبر من أعرق القطاعات في المنطقة، ومروا عليه العديد من الشخصيات الوطنية والأجنبية، ولكن عدداً منهم من ترك بصمة بارزة، ومنهم أحمد جناحي الذي حقق النجاح خلال فترة وجيزة من توليه منصب الرئيس التنفيذي، ومن هنا يتوجب علينا زيادة الاستثمار في العناصر والكوادر الوطنية التي تثبت يوماً بعد يوم على قدرتها وكفاءتها في التخطيط والتنفيذ وصولاً إلى النجاح، فوجود هاتين الشخصيتين على رأس قائمة «فوربس» ليس من باب الصدفة أو الحظ، بل هو ثمرة الإخلاص في العطاء وإيجاد الاستراتيجية الواضحة والمدروسة.

سارة بوحجي وأحمد جناحي شخصيات ملهمة وقدوات بارزة في مجالاتهم، نتمنى بالفعل أن تكون القوائم القادمة تحمل أسماء وطنية في تخصصات أخرى، وهذا بالفعل ما نراهن عليه كبحرينيين واثقين من عطاء أبناء الوطن وحرصهم على إبراز البحرين كمثال حي على النجاح والتطور بقيادة أبنائها من الجنسين.