أتساءل لِمَ لا تعبأ وتتأثر الإدارات الأمريكية المتتالية على السلطة، ديمقراطية كانت أو جمهورية بمعاناة الفلسطينيين كما يتأثر بقية العالم وكما يتأثر حتى شعبها بكل فئاته حتى اليهود منهم!
لِمَ تصدق السردية الإسرائيلية حول حربها على الإرهاب وقابلة أن تسمح بقتل عشرات الآلاف من المدنيين وأغلبهم أطفال مقابل هدف لمائة أو مائتين من حماس؟
وللمفارقة كنت أقرأ تقريراً نشره موقع «مجلس العلاقات الخارجية» الأمريكي يتحدث عن الإرث الذي استلمه دونالد ترامب من الرئيس السابق عن ضحايا أوباما من المدنيين الأبرياء في الغارات التي أذن بها الرئيس أوباما في حملته على الإرهاب والتي مات فيها 324 بريئاً يعتبرون في عرف العقيدة العسكرية الأمريكية أنهم ضحايا من القتل المسموح به إن كان هدفك النبيل أهم منهم وهو في حالة أوباما «القضاء على الإرهاب».
إذ أسفرت الغارات الـ 542 التي أذن بها أوباما عن مقتل ما يُقدر بـ3797 شخصاً، من بينهم 324 مدنياً. وكما نُقل عنه قوله لكبار مساعديه عام 2011: «اتضح أنني بارع جداً في قتل الناس. لم أكن أعلم أن هذه ستكون من نقاط قوتي».
هذا العدد لواحدة من الدول التي أذن فيها أوباما باستخدام طائرات الدرونز إذ يذكر التقرير:
«مع تولي دونالد ترامب منصبه اليوم، يرث برنامجاً للقتل المستهدف شكّل حجر الزاوية في استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب على مدى السنوات الثمان الماضية.
ففي 23 يناير/كانون الثاني 2009، أي بعد ثلاثة أيام فقط من توليه الرئاسة، أذن الرئيس أوباما بأول عمل عسكري فعال له: غارتان بطائرات بدون طيار، بفارق ثلاث ساعات، في وزيرستان، باكستان، أسفرتا عن مقتل ما يصل إلى عشرين مدنياً، بعد فترتين رئاسيتين و540 غارة جوية، يغادر أوباما البيت الأبيض بعد أن وسّع بشكل كبير وطبّق استخدام الطائرات بدون طيار المسلحة في عمليات مكافحة الإرهاب والدعم الجوي القريب في بيئات غير ميدانية - وهي اليمن وباكستان والصومال.
طوال فترة رئاسته، كتبتُ كثيراً عن إرث أوباما كرئيسٍ للطائرات بدون طيار، بما في ذلك تقارير عن كيفية إصلاح الولايات المتحدة لسياسات الضربات بدون طيار، وما هي فوائد نقل ضربات الطائرات بدون طيار التابعة لوكالة المخابرات المركزية إلى البنتاغون، و(مع سارة كريبس) كيفية الحد من انتشار الطائرات بدون طيار المسلحة. يستحق الرئيس أوباما الثناء لمجرد اعترافه بوجود برنامج القتل المستهدف (وهو أمر لم يفعله سلفه)، ولزيادة الشفافية في العمليات الداخلية التي يُزعم أنها وجهت تفويض الضربات بطائرات بدون طيار. ومع ذلك، تُركت العديد من الإصلاحات اللازمة دون تنفيذ - ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم وجود أي ضغط من أعضاء الكونجرس، الذين كانوا، باستثناءات قليلة، أكبر المشجعين لضربات الطائرات بدون طيار..»، (انتهى).
أما الصحافة الاستقصائية الأمريكية فإنها تقدر عدد القتلى من تلك الضربات في باكستان وحدها من 2,515 إلى 3,796 من بينهم يتراوح عدد المدنيين الذين ماتوا بالخطأ لتواجدهم في ذلك الموقع بين 174 إلى 352 ومن بينهم 44 – 73 طفلاً
طبعاً الأرقام الباكستانية أكبر بكثير وهناك الأرقام اليمنية والصومالية.
في واحدة من الغارات كانت عام 2006 كان الهدف شخصاً واحداً إرهابياً إنما أسفرت الغارة عن قتل 94 شخصاً لا ذنب لهم!!
سيأتي يوم ستعترف فيه الولايات المتحدة بخطئها كما فعلت بريطانيا بالأمس إنما يبدو أنها تحتاج إلى المزيد من أرقام قتلى الخطأ!!.