خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في غزة، تبدو جيدة ومعقولة، إذا ما سارت بالشكل المطلوب، من حيث التزام الطرفين المعنيين بتلك الخطة، وهما منظمة «حماس» وإسرائيل، وهذه الأخيرة يشك في نواياها، ولا يؤمن جانبها أبداً.

الرئيس الأمريكي مطالب بكبح جماح إسرائيل، إذا ما أراد أن تسير خطته بالشكل الصحيح، لأن إسرائيل لها تاريخ طويل من عدم الالتزام بأي اتفاقيات أو خطط أو معاهدات سلام تكون هي طرفاً فيها، بل إن حتى خطة ترامب هذه لم تلتزم إسرائيل بالبند الأول فيها، والمتعلق بوقف إطلاق النار، حيث واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، رغم دعوة ترامب إسرائيل لوقف القصف وبشكل فوري، لذلك فإن إسرائيل حتى وإن وافقت على الخطة، إلا أن ضمان استمرارها في تنفيذ بنودها أو مراحلها سيبقى موضع شك كبير، إلاّ إذا قدم ترامب بنفسه ضمانات، ولا أظنه يفعل.

في اعتقادي أن كسر إسرائيل لبنود خطة الرئيس الأمريكي وعدم الالتزام أو الاستمرار فيها هي مجرد مسألة وقت، حيث ستعاود إرهابها ضد قطاع غزة بمجرد استلام المحتجزين، وتحديداً الميتين منهم، الذين ستكون جثثهم دافعاً للانتقام لهم ولأهاليهم، الذين ربما سيوجهون لوماً كبيراً لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان مصمماً على قصف غزة، رغم علمه بأن «حماس» تحتجز المحتجزين في القطاع، وأن هؤلاء المحتجزين ماتوا جراء ذلك القصف، وبذلك استلموا جثث ذويهم بدموع الحزن، بدلاً من استقبالهم بالأحضان ودموع الفرح وهم على قيد الحياة، لولا رعونة نتنياهو.

لذلك فإن من المتوقع أن تخل حكومة إسرائيل بخطة الرئيس الأمريكي للسلام، ولن يكون دافع الانتقام للمحتجزين وأهاليهم ظاهراً بشكل علني، ولكن قد يكون هناك أعذار يختلقها نتنياهو وحكومته، وما أكثرها بالنسبة إليهم، خصوصاً وأن إسرائيل تدرك أنه لا يوجد ما، أو من يمنعها إن رغبت هي في كسر هذه الخطة، في أي وقت تشاء، ولن تستطيع الولايات المتحدة الوقوف ضدها بالتأكيد، بل على العكس ستجد مبررات لها بكل سهولة.

ولكن يبقى السؤال بشأن منظمة «حماس»، وبعد موافقتها على خطة ترامب، هل سترمي بكل أوراقها أمام هذه الخطة، أم أن هناك أوراقاً تحتفظ بها تبعاً للظروف؟، خاصة وأن عدم التزام إسرائيل بهذه الخطة وارد جداً في مرحلة ما من مراحل تنفيذها!

وحتى لا نكون متشائمين، فيمكن أن ننتظر ونرى كيف سينتهي الأمر بالنسبة لخطة ترامب، ثم قياس مدى نجاحها الفعلي في تحقيق الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة في ذلك، فربما تتوحد الجهود الدولية لإنجاح هذه الخطة وصولاً إلى إنهاء الحرب، ورفع المعاناة عن أهالي قطاع غزة.