منتدى بوابة الخليج Gateway Gulf، الذي تستضيفه مملكة البحرين في الثاني والثالث من نوفمبر القادم، واحد من أهم الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية على مستوى المنطقة، ليس فقط لكونه ملتقى للنخبة من قادة الأعمال وصناع القرار والمستثمرين العالميين، بل لأنه يمثل منصة استراتيجية محورية تهدف إلى تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعزيز التكامل الإقليمي، وترسيخ مكانة دول الخليج كمركز عالمي جاذب للاستثمارات النوعية.

تكمن الأهمية الجوهرية للمنتدى في قدرته على جذب استثمارات ضخمة ونوعية للمنطقة، كما شهدت إحدى نسخه الأخيرة الإعلان عن صفقات واستثمارات تجاوزت قيمتها 12 مليار دولار، حتى بات هذا المنتدى ركيزة أساسية في جهود مجلس التنمية الاقتصادية لجذب المزيد من الاستثمارات النوعية.

حيث يوفر منتدى بوابة الخليج الفرصة لمملكة البحرين ودول الخليج لعرض فرص الاستثمار الواعدة في قطاعات المستقبل مثل التكنولوجيا المالية، والطاقة النظيفة، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية الذكية، وأيضاً يؤكد انعقاد المنتدى على أرض البحرين جاذبيتها كـ»بوابة استثمارية استراتيجية» في الخليج، بفضل بيئتها الاقتصادية المرنة، وإطارها التشريعي الداعم لنمو الأعمال، وبنيتها التحتية المتطورة.

وفي ظل سعي البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي لتنويع مصادر دخلها بعيداً عن النفط، يمثل المنتدى أداة فاعلة لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، كا يسلّط الضوء على القطاعات التي تساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وهو ما يتوافق مع الرؤى الاقتصادية الطموحة لدول المنطقة مثل رؤية البحرين الاقتصادية 2030 لتحقيق الاستدامة المالية والنمو طويل المدى.

لا تقتصر أهمية منتدى بوابة الخليج على الدولة المضيفة فحسب، بل يمتد تأثيره ليعزز الاقتصاد الخليجي ككل، فمنتدى بوابة الخليج يعمل كجسر يربط دول الخليج بالعالم، ويجمع الوزراء وكبار قادة الأعمال لاستكشاف سُبل التكامل الإقليمي في مجالات الابتكار التكنولوجي والاستثمارات المشتركة.

منتدى بوابة الخليج يوفر أيضاً منصة لمناقشة التحديات المشتركة التي تواجه المستثمرين والمنطقة (مثل التضخم والتوترات الجيوسياسية)، ويؤكد على أن التعاون المشترك هو مفتاح تجاوز هذه العقبات وتعزيز القدرة التنافسية الإقليمية والدولية، ولا يغفل المنتدى عن أهمية العنصر البشري ودوره في قيادة التنمية المستقبلية.

الدعم الإعلامي لمنتدى بوابة الخليج مهم جداً، لتعريف أوسع شريحة ممكنة من المستثمرين أفراداً ومؤسسات بالبيئة الاستثمارية الخصبة في مملكة البحرين التي تعتبر بوابة واسعة لأكبر الأسواق في المنطقة، السوق السعودي بشكل خاص، وأسواق دول الخليج عامة.

يمثل هذا الحدث أكثر من مجرد تجمع سنوي؛ إنه بمثابة حافز اقتصادي وفكري يعكس التزام دول المنطقة ببناء مستقبل مزدهر يقوم على الشراكة، والتنويع، والاستدامة، مما يعزز مكانتها كمركز ثقل اقتصادي لا غنى عنه على الخريطة العالمية.