يستمر حوار المنامة منذ عام 2004 في لعب دور بارز كمنصة تجمع صناع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة الأمن الإقليمي والدولي. واختيار العاصمة البحرينية لهذا المؤتمر لم يكن صدفة، إذ أراد منظموه أن تكون المنامة نقطة التقاء للأفكار والحلول في منطقة تعيش تحولات سياسية وأمنية مستمرة.

نسخة هذا العام، التي انعقدت بين 31 أكتوبر و2 نوفمبر 2025، ركزت على ملفات حرجة تشمل التحولات السياسية في بلاد الشام، وأمن الطاقة، والتحديات السيبرانية، ومستقبل الردع النووي، مع ربط واضح بين الأمن والتنمية الاقتصادية المستدامة، ما يعكس وعياً متزايداً بالدور المتداخل للسياسة والاقتصاد في حفظ الاستقرار.

وشهد المؤتمر حضوراً واسعاً من مختلف دول العالم، بما يعكس أهميته كمنصة لتبادل الخبرات وصياغة تفاهمات جديدة حول التهديدات الإقليمية والدولية. وكان سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة خلال افتتاح المؤتمر حريصاً على التأكيد على دور البحرين كمنصة للحوار البنّاء وتعزيز السلم والاستقرار الإقليميين.

يظل «حوار المنامة» رمزاً لرؤية البحرين مهد الحضارات، وبلد السلم، وبلد الدانات والحوارات البنّاءة، ويؤكد أن الحوار والتفاهم هما السبيل الأنجع لمواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم. هذه الرؤية تجعل من المنامة مساحة ديناميكية يتلاقى فيها الرأي والممارسة لصياغة سياسات أمنية متوازنة ومستقبل أكثر استقراراً للشرق الأوسط.