رسائل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان

بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، الموجهة لموظفي الحكومة أصبحت سمة مميزة لنمط قيادي متجدد.

هذه الرسائل، التي تتزامن غالباً مع مناسبات وطنية أو محطات مفصلية في مسيرة العمل الحكومي، تجسد رؤية سموه في تعزيز روح الفريق (فريق البحرين)، وتؤكد أهمية الدور الذي يؤديه كل موظف في بناء منظومة حكومية فعالة ومتطورة.

منذ بداية جائحة كورونا، حين خاطب سموه الكوادر الحكومية برسائل تشجيعية أثّرت إيجاباً في معنويات الموظفين خلال فترة صعبة، وحتى اليوم مع إطلاق النسخة السابعة من مسابقة الابتكار الحكومي «فكرة»، يتجدد هذا النهج القائم على التقدير والتحفيز، ويعكس فلسفة تواصل مباشر تهدف إلى تعزيز الثقة بين القيادة والموظف.

ما يميز هذا النوع من التواصل أنه لا يقتصر على الإشادة أو التوجيه، بل يتعداه إلى بناء علاقة مستمرة بين القيادة والصفوف الأمامية للعمل الحكومي. فرسائل سموه التي تصل عبر البريد الإلكتروني الرسمي إلى جميع الموظفين تُعدّ وسيلة عصرية تُشعر الموظف بأنه جزء لا يتجزأ من فريق العمل الوطني، وبأن صوته وأفكاره محل اهتمام وتقدير.

وهنا، لا يمكن إغفال الأثر التحفيزي العميق لهذه المبادرة؛ فأن تصل كلمات شكر ودعوة للمشاركة من رأس الحكومة مباشرة، فإن ذلك يعزز الدافع الذاتي لدى الموظفين، ويشجعهم على الابتكار والمبادرة. هي رسالة غير مباشرة بأن كل فكرة، مهما بدت بسيطة، قد تكون أساساً لتغيير حقيقي في منظومة العمل.

جاءت دعوة سموه للمشاركة في النسخة السابعة من «فكرة» لتؤكد أهمية تمكين الموظف من المساهمة في تطوير العمل الحكومي من خلال اقتراح حلول واقعية وفعالة. هذه المنصة الوطنية أظهرت في دوراتها السابقة كمّاً من الطاقات الإبداعية التي تستحق أن تُحتضن وتُدعم، ما يعكس ثراء العنصر البشري في المؤسسات الحكومية حين تتوفر له بيئة محفزة.

تجربة «فكرة» لا تقتصر على تقديم حلول فنية أو إدارية، بل هي نموذج لتمكين الموظف كعنصر مشارك في صناعة القرار وتطوير السياسات. هذا التوجه الحديث في إدارة الموارد البشرية الحكومية يعزز من مفهوم «الموظف الشريك»، ويُمهّد لتحوّل ثقافي في بيئة العمل، يكون فيه كل فرد جزءاً من منظومة التفكير الجماعي والابتكار المؤسسي. وهي خطوة تعكس التحول من الإدارة التقليدية إلى القيادة التشاركية التي ترتكز على الإنسان كأهم موارد الدولة.

رسائل سموه أراها كتعبير صادق عن نهج قيادي يرى في التواصل المستمر أحد مفاتيح النجاح في العمل الحكومي. وهو نموذج يحتذى به في بناء الثقة، وتعزيز بيئة العمل، وتحفيز الطاقات الكامنة نحو مزيد من التميز والعطاء.

حفظ الله سموه، فهو يقدم نموذجاً قيادياً مؤثراً لكل من يتولى المسؤولية ويريد أن يكمل بكفاءة واقتدار، ويكون قريباً من الناس.