لاحظت، في رحلاتي مع الناقلة الوطنية «طيران الخليج» تزايداً ملحوظاً في أعداد المسافرين الذين يختارون الترانزيت عبر البحرين، ليس فقط إلى الوجهات الشهيرة في آسيا، بل أيضاً إلى عدة مدن في أوروبا، هذا التزايد يُعدّ مؤشراً إيجابياً يستحق الإشادة، حيث يعكس الجهود المستمرة لطيران الخليج في تحسين خدماتها وتوسيع شبكة وجهاتها.
«طيران الخليج» تسير بخطى واعدة في مجال خدمات الترانزيت، حيث حقّقت إنجازات ملحوظة في جذب أعداد كبيرة من المسافرين الذين يمرّون عبر مركزها الرئيس في البحرين، فهي تستغل موقعها الاستراتيجي كحلقة وصل بين الشرق والغرب، مما يسمح لها بتقديم خيارات متعدّدة للمسافرين الذين يرغبون في الربط بين وجهات مختلفة، ويبدو أن الناقلة الوطنية وضعت استراتيجيات تسويقية ذكية تساهم في إظهار مزايا الترانزيت عبر البحرين، مما يزيد من جاذبيتها لتشجيع المسافرين من مختلف الدول على اختيارها.
سياحة الترانزيت من أهم عناصر صناعة الطيران، فهي بمثابة جسر يجمع بين الوجهات المختلفة، فهذه السياحة تنشط من الاقتصاد المحلي وتعزّز من ثقافة البلد وتوسّع دائرة تأثير شركات الطيران وتنافسها في سوق الطيران العالمي وتعزيز العلاقات التجارية وتحالفاتها وتحسين معدل إشغال المقاعد على الطائرة، هي ليست مجرّد توقّف عابر في المطار، بل لمزيد من النمو السياحي كما أسلفت في كثير من مقالاتي السابقة حول أهمية سياحة الترانزيت، وهذا واضح لبعض شركات الطيران في كثير من الدول الإقليمية التي تستفيد بشكل كبير من نظام الترانزيت حتى تم تصنيفها بأنها نموذج مهم للسياحة بشكل آخر، وقد حققت نجاحاً ملحوظاً بفضل استراتيجية الترانزيت لزيادة إيراداتها.
يجب ألا ننسى بأن هناك أيضاً عوامل عدة تجعل من شركة طيران معيّنة محبّبة لدى مسافر الترانزيت، منها الخدمات المتميزة، مثل الوجبات الفاخرة على متن الطائرة، ووسائل الراحة، أيضاً استخدام التكنولوجيا الحديثة لأنظمة الحجز، واستراتيجية التسويق الخارجي لجذب المسافرين، أيضاً مرونة الجداول الزمنية التي تجعل المسافر يختار أفضل الأوقات للوصول إلى الوجهة التي يريدها.
في ظل هذا الاتجاه الإيجابي، يبدو أن هناك مستقبلاً واعداً للناقلة الوطنية طيران الخليج لنظام الترانزيت، مع إمكانية تحقيق مزيد من النجاح والنمو في صناعة الطيران العالمي، وهذا دائماً ما نرجوه بأن تكون طيران الخليج علامة تجارية متميزة في الخدمات التي تقدمها للمسافر أينما يكون.