لا يكاد يمر يوم حتى نرى أحد الشباب يطلق أفكاراً مبتكرة ومشاريع ريادية تثري الاقتصاد الوطني وتعكس قدرات أبناء البحرين الإبداعية، وبالتأكيد فإن ما يتمتع به هؤلاء الشباب من طموح ومعرفة وروح التحدي يجعل من البحرين أرضاً خصبة للابتكار وريادة الأعمال، وهو ما تجلى بوضوح خلال الاحتفاء بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال لعام 2025، الذي شهدته المملكة عبر فعالية استثنائية أقامها صندوق العمل «تمكين».
تحت مظلة هذا الأسبوع العالمي، عرضت تجارب عدد من المؤسسات البحرينية التي نجحت في النمو والتوسع محلياً وإقليمياً، ليكون المشهد نموذجاً حياً على ما يمكن أن يقدمه رواد الأعمال الشباب من حلول مبتكرة ومشاريع مستدامة، حيث تضمنت الفعالية حلقات نقاشية شارك فيها نخبة من المستثمرين ورواد الأعمال والخبراء، وتم استعراض أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الناشئة، وسبل التغلب عليها لتحقيق النجاح والنمو في الأسواق المحلية والإقليمية، مع التأكيد على أن الابتكار والتميز هما مفتاح التنافسية المستدامة.
الإنجازات التي حققتها هذه الشركات البحرينية، والتي توسعت لتصبح مؤسسات رائدة إقليمياً وعالمياً، لم تكن لتتحقق لولا دعم الدولة ورؤيتها الواضحة لتعزيز ريادة الأعمال، إضافة إلى الجهود المستمرة لصندوق العمل «تمكين» الذي يوفر الدعم اللازم للمؤسسات الناشئة، من برامج تطويرية، وتسهيلات تمويلية، وفرص تدريبية، لتعزيز منظومة ريادة الأعمال الوطنية.
وليس هذا فحسب، بل إن البحرين تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للابتكار، وهو ما تجلى في إطلاق وزارة الصناعة والتجارة الاستراتيجية الوطنية للابتكار (2025 – 2035)، التي تمثل خارطة طريق لتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة والإبداع، وتستهدف الاستراتيجية بناء منظومة شاملة للابتكار تشمل التعليم، والبحث العلمي، وبراءات الاختراع، والتقنيات المستقبلية، مع توفير فرص تدريبية لمئات الشباب البحرينيين، بما يعكس الالتزام الوطني بتمكين الكفاءات والمواهب.
إن ربط الابتكار بريادة الأعمال لا يقتصر على المشاريع الفردية فحسب، بل يمتد ليشمل الأطر القانونية والتنظيمية والدعم المؤسسي الذي يعزز بيئة خصبة لتمكين الشباب وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة، وفي هذا السياق، تأتي مبادرات مثل الأسبوع العالمي لريادة الأعمال لتسليط الضوء على قصص النجاح، ومشاركة الخبرات، وتحفيز المزيد من الشباب على الانطلاق في عالم الأعمال، مما يعزز مكانة البحرين كمركز إقليمي للإبداع والابتكار.
ما نراه اليوم من مشاريع بحرينية ناشئة ناجحة على الصعيدين المحلي والإقليمي، وما نراه في المبادرات الوطنية الداعمة للابتكار، تؤكد أن البحرين تمتلك عناصر القوة اللازمة لريادة الأعمال؛ شباب مبدع، رؤية وطنية واضحة، ودعم مؤسسي مستمر، هذه العناصر مجتمعة تجعل البحرين نموذجاً يحتذى به في تعزيز الابتكار وتمكين الكفاءات، ليصبح رياديو الأعمال البحرينيون بحق سفراء للإبداع والتطوير على المستويين الإقليمي والدولي.