التميز والإبداع والابتكار حضور لا مثيل له عند المرأة البحرينية، وهذا ليس وليد اليوم، وإنما كان منذ بدايات القرن العشرين حيث بدأ التعليم النظامي بمملكة البحرين في العام 1928 عندما افتتحت أول مدرسة نظامية للبنات بالمحرق وكانت تحت مسمى مدرسة الهداية الخليفية للبنات ومن ثم تم تسميتها بمدرسة خديجة الكبرى، ومن هنا تبدأ النقلة النوعية ذات الأهمية في مسيرة المرأة البحرينية التي تحولت من خيال إلى واقع بالبحرين، حيث كانت بداياتها للدراسة والتعليم في البيوت، وعلى أيدي معلمات ملهمات تعلموا القرآن الكريم وعلموه (المطاوعة) وكانت مخرجات التعليم آنذاك بسيطة جداً ولكن هناك تعليم موجود ومستمر، ومن ثم استنسخت التجربة بعد تطورها وهي في مراحلها البدائية إلى منطقة الخليج العربي وبالتدريج.
يأتي ذلك من قيم وأخلاقيات تلك المهنة في تلك الحقبة من الزمن الجميل، بالرغم من أنها لاقت معارضة شديدة في بادئ الأمر، إلا أن أولياء الأمور بفطنتهم وحنكتهم وإصرار المرأة البحرينية على خوض التجربة التعليمية الجديدة من نوعها في ذلك الوقت.
وبعد ما قرأت وتعلمت وشاركت المرأة البحرينية فهي اليوم تتميز وتبدع وتبتكر، فبهذا الشعار تحتفل مملكة البحرين بيوم المرأة البحرينية الذي يوافق الأول من ديسمبر، وبذلك فإنها مرت بمحطات ليست بالسهلة عبر تاريخها الطويل، وسجلت من خلالها إنجازات تضاف لمملكة البحرين في جميع المجالات، والذي أبرز دورها الرائد محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً. تلك الرسالة أكدت للجميع التساوي في مجالات التربية والتعليم، وبينت بأن العلم والتعلم فرض عين على الجميع، وهي رسالة مجتمعية تؤكد صدقها وأمانتها وتفتنيها ونهوض المجتمع بها من خلال تسلحها بالعلم والتعليم منذ بدأ التعليم النظامي وحتى يومنا هذا.
ومن الدروس المستفادة التي مكنتها من تحقيق روح المسؤولية تجاه العلم والعطاء الذي ترك عظيم الأثر لديها ولدى المجتمع، الذي سارت عليه حتى أرست قواعد التميز والإبداع والابتكار في عصرنا هذا عصر التقنية الحديثة في عالم متجدد به متغيرات متسارعة جداً.
وأثبتت قدرتها على التغيير بكل جد واجتهاد نحو مستقبل باهر مرتبط بتقنية التعليم الرقمي الحديث. ولا ننسى دورها البارز في الأسرة وتربية الأجيال وهي جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهي من يغرس القيم والروح في الحياة بعطائها الذي لا ينتهي.
كل عام والمرأة البحرينية بألف خير، ومن هنا نخصها ونخص أهل التميز والإبداع والابتكار والتفوق من الكفاءات البحرينية العلمية وأهل الخبرات المهنية.
وإننا نقدر تلك الإنجازات والجهود وقوة الإرادة في مواجهة التحديات لتحقيق النجاح والانطلاق نحو مستقبل أفضل لمكاسب استراتيجية مستمدة من خبرات الرواد الأوائل الذين قدموا الدروس في التنمية المجتمعية والتي تلبي طموحات المستقبل.
شكراً سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم على كل ما حظيت به المرأة البحرينية في عهدكم الزاهر، كما نتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على رؤيته الثاقبة حول تمكين المرأة البحرينية في كل المجالات لبناء مجتمع قادر على الإبداع، وليكون لها دافعاً وحافزاً لمواصلة مسيرة التقدم والرقي في خدمة الوطن وقيادته والمواطن ورفع رايته.
والشكر موصول لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة على كل ما تقدمه للمرأة البحرينية الذي أوصلها إلى التميز والإبداع والابتكار.