أثبتت ليالي المحرق أن البحرين قادرة على المنافسة سياحياً وبقوة لو أننا استثمرنا مكامن قوتنا واستثمرنا في ما نملكه من أصول، وفي المحرق الأصول هي احتفاظنا ببيوتنا ودواعيسنا وفنوننا وفلكلورنا ونكهاتنا الأصلية كما هي حقيقية، وليست مصطنعة والأهم الأهم احتفظنا بإنساننا البحريني المحرقي العريق الذي هو من يستقبل ضيوف المحرق بشخصه، المحرق التي فتحت بيوتها تهلي وترحب وتبتسم وتغني وتدعو الزوار لشرب القهوة وأكل ما تيسر من قدوع عند أبواب بيوتهم، وفتحوا الأبواب لمن يريد أن يدخل هذه هي رأس مالنا وأصولنا ومحط استثمارنا وتميزنا، ولن تجد مثلها في كل دول المنطقة.
نحن ترتيبنا الخامسة عربياً لدينا 11.1 مليون زائر من بعدنا مصر 13 مليون زائر، تخيلوا نحن نقترب من مصر تلك قفزات نوعية كبيرة ومازال بإمكاننا أن نكسب المزيد، ومن بعد مصر تأتي المغرب 13.1 مليون، ثم السعودية 20.3 مليون بما فيهم الحجاج، ثم المرتبة الأولى لدولة الإمارات 25.8 مليون زائر.
عوائد السياحة في البحرين هذه السنة حققت مليار دولار زيادة عن العام السابق؛ بسبب الاهتمام بأصولنا السياحية زيادة في المواقع التاريخية ومواقع سياحية ومجمعات تجارية وفعاليات ترفيهية.
البحرين تحتاج أن تستثمر في السياحة، وتعتبرها من القطاعات الواعدة لزيادة مواردنا البديلة عن النفط، لا تستهينوا بإمكانياتنا السياحية.
احتفالات الأعياد البحرينية هذه السنة في الأسبوعين الأوليين جذبت أعداداً كبيرة فاقت توقعاتنا، والجهد الذي بذل من أجل إخراجها بهذه الصورة (ولم تنتهِ بعد) من المؤسف أن مدتها 30 يوماً فقط في السنة؟ هذا الجهد لموسم لا لشهر، موسم الرياض مثلاً يمتد من أكتوبر إلى مارس خمسة أشهر هي أقل فترة تتناسب مع الجهد الذي بذل في الإعداد لهذه الفعاليات أن يستمر خاصة وأن أجمل فترات الجو الحلو في هذه الأشهر القادمة.
لو استمرت هذه الفعاليات موسمية تبدأ بنوفمبر إلى أبريل، فستتضاعف الأعداد خاصة وأن الجو سيكون في صفنا الأربعة أشهر القادمة.
كل من أتى من الزوار خليجيين أو عرباً أو أجانب انبهر وأقل وصف سمعته أنه «خيال» كأنهم يمشون في التاريخ بتقنية الثلاث اتجاهات (3 دي) البيوت كما هي والناس كما هي ورائحة البخور والطيب كما هي ونكهة الطعام كما هي والمحرقيون كما هم إنك لا تحتاج إلى بناء مواقع تصوير ولا تحتاج إلى ممثلين وكومبارس أنت تمشي بين التاريخ حياً.
هل هذا كله أعطيه فرصة 30 يوماً فقط؟
حرام حرام حرام، لا أقل من موسم المحرق أربعة أشهر.
(لا تقولون ميزانية) هذا استثمار مضمون العوائد بعض مما يصرف على أنشطة أخرى بإمكانه أن يمد ليالي المحرق حتى شهر أبريل، وعلى الأقل هذه الاحتفالية فيها مردود يزيد عن مردود تلك الأنشطة أضعاف يعود على الأفراد بشكل مباشر ولخزينة الدولة أيضاً، (خلو) الناس تستانس وتحتفل بنجاحاتها.