قبل 25 عاماً كانت أفراح البحرين مختلفة عما هي عليه اليوم، والذي عاش شبابه أو حتى طفولته في تلك المرحلة، يعلم تماماً أن الأعياد والفرحة مختلفة كلياً عن نظيرتها اليوم.
قد يجد بعض الناس في الماضي ذكرياته التي يجمعها ليقارن مع واقعه اليوم، لكن ما لا يمكن الاختلاف عليه، هو أننا اليوم تقدمنا كثيراً، وحققنا إنجازات عظيمة حتى لم يكن لأحد أن يتخيلها، فمَن كان يتوقع قبل ربع قرن أن تطلق البحرين قمراً صناعياً؟، ومَن كان يتوقع أن تصل البحرين إلى هذه المكانة الدولية المرموقة؟ هل كان أحد يتخيل بناء مدن جديدة؟، لقد كانت حدودنا في المحرق عند محطة بترول الحد، واليوم هناك مدينة شاملة ومتكاملة تدعى «شرق الحد».
مثلها مدينة حمد ومدينة سلمان ومدينة خليفة وديار المحرق وغيرها، وحتى التوسعات العمرانية الخاصة التي لا تحضرني الذاكرة لإيرادها في هذا المقال، إلا أنني أستحضر مقارنة سريعة فيما بين بداية العهد الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وما وصلنا إليه اليوم.
وعلى الرغم من التحديات التي لا تخلو أي دولة في العالم منها، إلا أننا أيضاً يمكن أن نقارن بين البحرين اليوم، وعشرات الدول الأخرى، ونفصّل كل محور من محاور المجتمعات، ثم نبحث في المقارنات، ولعلها أيضاً كثيرة ووفيرة، ونحن دوماً –رغم أننا بلد صغير– إلا أننا أيضاً بلد كبير بما حققه على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني والتقني والتاريخي.
لقد تقدمنا كثيراً، وحافظنا على تراثنا رغم ذلك، ولقد ارتقينا سياسياً على المستويين الإقليمي والدولي، وبقيت البحرين حاملة لواء التعايش والتسامح، وحققنا إنجازات اقتصادية مرموقة، لكنها لم تؤثر على إنسانيتنا كما يحدث في بعض دول العالم.
إننا يا شعوب الأرض نفخر اليوم بالاحتفال بالعيد الوطني، ونقدم لكم البحرين بأعيادها الوطنية الممزوجة بين عبق التاريخ والتراث، وبين التطور التكنولوجي ومواكبة العصر الحديث.
نحن يا شعوب العالم نعتبر أنفسنا من أسعد الشعوب، لأننا نعيش في هذه البلدة الطيبة وقيادتها الحكيمة الحنونة والحريصة دوماً على تحقيق تطلعات المواطن.
أيتها الشعوب من حولنا في الكرة الأرضية، نعلنكم أننا اليوم في أعلى قمة من قمم الفرح ببلدنا الجميلة والفخر بقيادتها الرشيدة، وندعوكم لتأخذوا من بلدنا الحكمة العظيمة في شتى المجالات، فنحن أهل البحرين.. أهل الخير والحب والإنسانية والتقدم والتمسك بالأصالة، وقيادتها الوطنية الوفية لأبنائها الذين لا يدخرون فعلاً من أفعال الولاء لهذا الوطن، إلا ويبادرون به.
في مناسبة العيد الوطني لمملكنا الغالية، وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، نتوجّه إلى المولى عزّ وجلّ بالدعاء أن يحفظ وطننا العزيز وقيادتنا الحكيمة، وأن يديم على البحرين نعمة الأمن والخير والازدهار. إن ما ننعم به اليوم من فرحٍ وتقدم هو ثمرة جهود مخلصة بذلتها قيادتنا الرشيدة. كل عامٍ والبحرين أكثر ازدهاراً، وكل عامٍ وقيادتنا المُلهمة بألف خير.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية