هيفاء عدوان

بعد نقاش وجدال مطوّل، وكتابة عشرات الأعمدة والمقالات ومناقشات معمّقة من قِبل مسؤولين وشخصيات اقتصادية ومجتمعية؛ حسم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء موضوع دعم الكهرباء والماء، بالتأكيد على استمرار دعم المواطنين في المسكن الأول، وليس هذا فحسب، بل وجّه سموه إلى تعزيز البرامج الداعمة لمحدودي الدخل بما يُسهم في تحسين مستوى معيشتهم وزيادة مدخولهم.

توجيه سموه يؤكد ما توليه الحكومة من حرص واهتمام بحاجات المواطنين، إضافة إلى التأكيد بأن موضوع دعم الكهرباء والماء ليس مجرد بند مالي في الموازنة، بل هو خيار وطني واستثمار في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ورسالة واضحة مفادها أن المواطن لايزال في قلب المعادلة، ومحور التنمية وغايتها الأولى.

فحين يشعر المواطن بأن سقف بيته محمي، وأن أساسيات حياته اليومية ليست مهددة بتقلبات الأسعار أو ضغوط المعيشة، فإنه يصبح أكثر قدرة على الإنتاج، وأكثر استعداداً للعطاء، وأهدأ نفسياً في مواجهة تحديات الحياة، إلى جانب أن دعم الكهرباء والماء يمثل صمام أمان اجتماعي، يحفظ كرامة الأسرة، ويمنحها الطمأنينة التي تحتاجها لتفكر بالمستقبل.

توجيه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يعكس بوضوح رؤية أبي البحرين وقائدها، جلالة الملك المعظم، الذي يؤكد دائماً أن المواطن هو جوهر المشروع الإصلاحي ومحوره الأساس، رؤية ترى في المواطن ثروة وطنية حقيقية، ومنها انطلقت السياسات الاجتماعية التي توازن بين الإمكانات المتاحة والاحتياجات الفعلية، دون شعارات أو مزايدات.

وتأتي متابعة الحكومة لتعيد التأكيد أن هذه الرؤية على رأس أولوياتها، فالتوجيهات الصادرة من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء تعبّر عن فهم عميق لطبيعة المجتمع، ولأهمية هذه الشريحة المتوسطة بوصفها العمود الفقري للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وفي الوقت نفسه، يأتي التشديد الواضح على حماية المال العام، ومنع الهدر، وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، ليؤكد أن الدولة لا تدير ملفاتها بعاطفة، بل بعقلانية ومسؤولية، فالدعم الحقيقي هو الذي يصل لمن يحتاجه فعلاً، دون إساءة استخدام، ودون تحميل الخزينة أعباء غير مبررة، وبما يتوافق مع الإمكانات المالية للدولة واستدامة مواردها.

في النهاية؛ فإن استمرار دعم الكهرباء والماء، وتعزيز برامج دعم محدودي الدخل، تمثل تعبيراً صادقاً عن فلسفة حكم ترى أن الاستقرار يبدأ من البيت، وأن التنمية لا تقاس بالأرقام فقط، بل بقدرة المواطن على أن يعيش بكرامة، ويعمل بأمل، ويشارك بثقة في بناء وطنه.

وحين يكون المواطن هو الهدف.. يكون الوطن هو الرابح الأكبر.