في اليوم العالمي للغة العربية، والذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر، ظهر لي للمرة الثانية، تزامناً مع هذه المناسبة، مقطع فيديو نُشر السنة الماضية على إحدى منصات التواصل الإلكتروني، يظهر فيه سعادة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن مبارك جمعة وهو يتحدث عن الحروف الأبجدية بوصفها المدخل الأول لمسار التعليم، وبداية الوعي اللغوي لكل متعلم.
ورغم أن المقطع لا يتجاوز دقيقتين، إلا أنه يُشاهد وكأنه للمرة الأولى، ليس لغرابة المعلومة، بل لأسلوب الطرح الذي يعكس شخصية المربي قبل المسؤول؛ هدوء في السرد، وبساطة في الشرح، ومحبة واضحة في إيصال المعرفة دون تكلف.
لست هنا بصدد استعراض إنجازات الوزير في تطوير المنظومة التعليمية، أو تأهيل المعلمين، أو دعم المدارس، أو تكريم التميز الطلابي، فاختصار هذه المسيرة في مقال قصير قد يكون إجحافاً. ما يلفت الانتباه هو ذلك البعد الإنساني الذي يرافق حضوره في مختلف السياقات، سواء في الخطاب العام أو في النقاشات الرسمية، حيث تحضر الحُجّة، ويتقدّم المنطق، ويغيب الاستعلاء.
ويتجلى هذا الجانب الإنساني في مواقف عملية، كاتصاله الشخصي بالطالب البحريني الفائز في تحدي القراءة العربي لتهنئته، وما رافق ذلك من استقبال يليق بالإنجاز. مواقف بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في أثرها التربوي.
في زمن تتسارع فيه المؤشرات، يبقى التعليم بحاجة إلى من يؤمن بأن اللغة العربية ليست مادة دراسية فحسب، بل هوية تُبنى، وقيمة تُغرس، ورسالة تبدأ من الحرف.
فصدق من قال:
«باللغةِ نبني الوعيَ، وبالحرفِ تبدأُ الحكاية».