الصلف في اللغة هو التكبر والعجرفة والادعاء بما هو فوق القدر عجباً وتكبراً، وهو حسب القواميس اللغوية «تمدُّحٌ باطِل، مُجاوَزةُ المَرْءِ قَدْرَ ما هو عليه وادِّعاؤه فوق ذلك إِعْجاباً وتكبُّراً»، فيقال عن الشخص الذي يقوم بذلك «كان ذا صَلَفٍ لا يُطاق». وبالتأكيد ليس أفضل من هذه المفردة يمكن الاستعانة بها لوصف ما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الأول من مارس الجاري لصحيفة «اعتماد» التي تصدر في طهران وادعاؤه بأنه «ليست هناك دولة في العالم تجرؤ على الدخول في مواجهة مع إيران» وقوله إن «نفوذ وقوة إيران لا تضران أحداً»، وكذلك «ليس أمن المنطقة بصورة عامة مهم بالنسبة لنا فقط، بل أمن دولها كلها أيضاً»، وهو ما يفهم منه وجود خطة عمل معتمدة تسمح إيران معها لنفسها التدخل في الشؤون الداخلية لكل دول المنطقة بذريعة أن بعض ما يجري فيها يؤثر على أمن إيران وأمن المنطقة.
بناء على هذا يمكن التيقن من أن قول ظريف «إن إيران تنشد الاستقرار في كل دول المنطقة» إنما يريد منه توصيل رسالة مفادها بأن على دول المنطقة لو أرادت أن تنعم بالاستقرار فإن عليها التسليم لإيران التي «لا تجرؤ أي دولة على الدخول في مواجهة معها»، وأن ما تقوم به إيران في اليمن إنما يصب في هذا الاتجاه وأنه ليس تدخلاً في هذا البلد العربي ولا مشاركة في الحرب الدائرة هناك وإنما هو «لوقفها في خضم التوتر والقلق الذي ينتاب الجميع من استمرارها». تأكيداً لكل ذلك قال ظريف لتلك الصحيفة «رؤيتنا هي أن هذه المنطقة بحاجة إلى التعاون والتناغم، ومن المؤكد أنه في منطقة غير آمنة لن نحظى نحن أيضاً بالأمن»، ولا تفسير لكلمة التناغم هنا سوى أن تضع دول مجلس التعاون يدها في يد إيران وتتعاون معها ليتحقق الاستقرار في المنطقة! هل يوجد أكثر من هكذا صلف في العالم كله؟
قبل حين أجرى بعض المتخصصين في الشأن السعودي والخليجي مقارنة بين ما تمتلكه إيران من أسلحة وما تقوم به من تطوير لمنظومة الصواريخ التي لا تزال مستمرة في الحديث عنها وبين ما تمتلكه السعودية من أسلحة حديثة متطورة، المقارنة التي تم الحديث عنها عبر إحدى الفضائيات خلصت إلى نتيجة مفادها أن ما يتوفر لدى إيران لا يساوي شيئاً أمام ما يتوفر لدى السعودية ودول مجلس التعاون، وهذا يؤكد أن ما قاله ظريف يدخل في باب التكبر والعجرفة والادعاء بما هو فوق قدر إيران عجباً وتكبراً. فإذا كانت ما تمتلكه إيران لا يساوي شيئاً أمام ما تمتلكه السعودية فكيف لا يمكن للولايات المتحدة مثلاً أن «تجرؤ» على الدخول في مواجهة مع إيران؟
مشكلة إيران أنها تمكنت من إقناع نفسها بأنها الدولة الأقوى في المنطقة وأنه لا يمكن لأي تحالف تقيمه دول التعاون مجتمعة أو منفردة مع أي دولة في العالم بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا أن تواجه إيران التي تمتلك كل هذا القدر من الأسلحة وتقوم بكل هذا التطوير في منظومة صواريخها وتقترب من امتلاك القنبلة النووية، ومشكلتها أنها صارت تعتقد أنه يمكنها – طالما أنها اقتنعت بما حاولت إقناع نفسها به – أن توهم دول التعاون بأنها الأقوى وأنها الحامي وأن بالتعاون مع إيران فقط يمكن لها وللمنطقة أن تستقر.
تمكن إيران من إقناع نفسها وإقناع كل مهووس بها ومصدق لادعاءاتها بهذه الأفكار جعلها تتحدث بثقة وفر جواد ظريف المثال عليها بما قاله لتلك الصحيفة الإيرانية. لعل من المهم ملاحظة أن ما قاله ظريف جاء بعد التحرك الدبلوماسي الأخير في المنطقة.
{{ article.visit_count }}
بناء على هذا يمكن التيقن من أن قول ظريف «إن إيران تنشد الاستقرار في كل دول المنطقة» إنما يريد منه توصيل رسالة مفادها بأن على دول المنطقة لو أرادت أن تنعم بالاستقرار فإن عليها التسليم لإيران التي «لا تجرؤ أي دولة على الدخول في مواجهة معها»، وأن ما تقوم به إيران في اليمن إنما يصب في هذا الاتجاه وأنه ليس تدخلاً في هذا البلد العربي ولا مشاركة في الحرب الدائرة هناك وإنما هو «لوقفها في خضم التوتر والقلق الذي ينتاب الجميع من استمرارها». تأكيداً لكل ذلك قال ظريف لتلك الصحيفة «رؤيتنا هي أن هذه المنطقة بحاجة إلى التعاون والتناغم، ومن المؤكد أنه في منطقة غير آمنة لن نحظى نحن أيضاً بالأمن»، ولا تفسير لكلمة التناغم هنا سوى أن تضع دول مجلس التعاون يدها في يد إيران وتتعاون معها ليتحقق الاستقرار في المنطقة! هل يوجد أكثر من هكذا صلف في العالم كله؟
قبل حين أجرى بعض المتخصصين في الشأن السعودي والخليجي مقارنة بين ما تمتلكه إيران من أسلحة وما تقوم به من تطوير لمنظومة الصواريخ التي لا تزال مستمرة في الحديث عنها وبين ما تمتلكه السعودية من أسلحة حديثة متطورة، المقارنة التي تم الحديث عنها عبر إحدى الفضائيات خلصت إلى نتيجة مفادها أن ما يتوفر لدى إيران لا يساوي شيئاً أمام ما يتوفر لدى السعودية ودول مجلس التعاون، وهذا يؤكد أن ما قاله ظريف يدخل في باب التكبر والعجرفة والادعاء بما هو فوق قدر إيران عجباً وتكبراً. فإذا كانت ما تمتلكه إيران لا يساوي شيئاً أمام ما تمتلكه السعودية فكيف لا يمكن للولايات المتحدة مثلاً أن «تجرؤ» على الدخول في مواجهة مع إيران؟
مشكلة إيران أنها تمكنت من إقناع نفسها بأنها الدولة الأقوى في المنطقة وأنه لا يمكن لأي تحالف تقيمه دول التعاون مجتمعة أو منفردة مع أي دولة في العالم بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا أن تواجه إيران التي تمتلك كل هذا القدر من الأسلحة وتقوم بكل هذا التطوير في منظومة صواريخها وتقترب من امتلاك القنبلة النووية، ومشكلتها أنها صارت تعتقد أنه يمكنها – طالما أنها اقتنعت بما حاولت إقناع نفسها به – أن توهم دول التعاون بأنها الأقوى وأنها الحامي وأن بالتعاون مع إيران فقط يمكن لها وللمنطقة أن تستقر.
تمكن إيران من إقناع نفسها وإقناع كل مهووس بها ومصدق لادعاءاتها بهذه الأفكار جعلها تتحدث بثقة وفر جواد ظريف المثال عليها بما قاله لتلك الصحيفة الإيرانية. لعل من المهم ملاحظة أن ما قاله ظريف جاء بعد التحرك الدبلوماسي الأخير في المنطقة.