الخطأ الذي يعيشه ذلك البعض ومن يقف وراءه مؤازراً ومسانداً هو أنهم يعتقدون أن من حقهم أن يسعوا إلى انتزاع السلطة لكن ليس من حق السلطة أن تدافع عن نفسها. هذه إشكالية من المهم أن يقوموا بمراجعتها لأن فهمهم القاصر لها يجعلهم يقدمون على أمور معروفة خواتيمها، إذ أن من الطبيعي أن تدافع السلطة عن بقائها بكل ما لديها من أدوات، تماما مثلما يدافع الموظف في أي مؤسسة أو شركة أو وزارة عن الكرسي الذي يشغله فيستنفر كل طاقاته فور أن يشعر أنه مهدد، فليس معقولاً أن يسلم لمن يهدده بهدوء وكأن الأمر لا يعنيه. هذه طبيعة البشر، وهذه ألف باء كل سلطة مهما صغرت.
هنا مثال مستفز. لو أن مسجداً تعود أن يؤم فيه رجل دين معين المصلين وصار معروفاً أنه محسوب عليه وأنه هو من «يحكمه»، ترى هل سيسكت عن رجل دين آخر يراه يعمل على إزاحته ليحل محله؟ الجواب الأكيد والمنطقي هو أنه سيعمل كل ما في وسعه لا ليمنع ذاك عن محاولاته فقط ولكن ليجعله ينسى الأمر تماماً، والأكيد أنه لن يتردد عن تأليب المصلين عليه وتوظيف كل ما يتوفر لديه من قدرات ووسائل لتحقيق هذا الأمر وضمان بقائه، وإلا يكون قد فرط في حقه. هل يوجد في البحرين رجل دين سلم «كرسي المسجد» لمن سعى إليه بطيب خاطر وبمجرد أنه أعلن عن رغبته في احتلاله؟
مثلما أن من حق أي مجموعة أن تسعى إلى الظفر بما ترغب الظفر به فإن من حق السلطة أيضاً أن تدافع عن نفسها وتوظف كل ما يتوفر لديها من أدوات لحماية نفسها. هذا هو الأمر الطبيعي. غير الطبيعي هو أن يعتقد من يسعى إلى السلطة أن على النظام الممسك بها أن يقف مكتوف اليدين يتفرج ويبتسم وينتظر ساعة إخراجه منها!
عندما يفكر ذلك البعض ومحرضوه بهذه الطريقة فهذا برهان على أنهم لا يدركون الأمور وأنهم ليسوا مؤهلين للقيام بهذا العمل، لهذا فإن كل ما يقولونه عبر وسائل إعلامهم لا يمكن تصنيفه إلا في باب «الولولة» ولا قيمة له. ما قيمة نشر أخبار من نوع أن السلطة فعلت كذا وقالت كذا؟ أليس من الطبيعي أن تفعل كذا وتقول كذا لتحمي نفسها ولتؤكد وجودها وقوتها؟
منطقاً، من حق السلطة أن تفعل كل ما يمكنها فعله لتمنع الآخر من مزاحمتها ووقف تهديده لها، ومع هذا فإن السلطة في البحرين لم تلجأ إلى ما تلجأ إليه السلطات في بلدان أخرى كثيرة ومنها إيران التي لا تتردد عن شنق كل من «ينوي» التحرك ضدها وليس من يقوم بالتحرك فقط، وهذا ما يؤكده الواقع، وتؤكده الأحداث في ذلك البلد وفي العديد من البلدان التي تشهد اليوم ألوان الدمار والخراب مثل سوريا التي بررت إيران كل سلوكيات السلطة فيها بما في ذلك تعديل الدستور ليشغل بشار الأسد مكان والده ويصبح رئيساً «منتخباً».
الفارق الذي جعل العالم كله يقف مع البحرين ويحترمها ويضعف ذلك البعض ومن معه من الساعين إلى الاستيلاء على السلطة هو أنها لم تلجأ إلى الأساليب التي اعتمدتها دول مثل إيران وسوريا لحماية نفسها وإنما اختارت القانون ليكون الفيصل في كل الأمور، بدليل كم القضايا التي تم تحويلها إلى النيابة العامة والمحاكم في السنوات الست الأخيرة والتي كان يمكن أن تحسمها السلطة بنفسها كونها سلطة ولأن من حقها أن تدافع عن نفسها لتبقى وتستمر. البحرين فعلت هذا رغم علمها وتأكدها من أن أحداً لن يحاسبها أو يلومها.
{{ article.visit_count }}
هنا مثال مستفز. لو أن مسجداً تعود أن يؤم فيه رجل دين معين المصلين وصار معروفاً أنه محسوب عليه وأنه هو من «يحكمه»، ترى هل سيسكت عن رجل دين آخر يراه يعمل على إزاحته ليحل محله؟ الجواب الأكيد والمنطقي هو أنه سيعمل كل ما في وسعه لا ليمنع ذاك عن محاولاته فقط ولكن ليجعله ينسى الأمر تماماً، والأكيد أنه لن يتردد عن تأليب المصلين عليه وتوظيف كل ما يتوفر لديه من قدرات ووسائل لتحقيق هذا الأمر وضمان بقائه، وإلا يكون قد فرط في حقه. هل يوجد في البحرين رجل دين سلم «كرسي المسجد» لمن سعى إليه بطيب خاطر وبمجرد أنه أعلن عن رغبته في احتلاله؟
مثلما أن من حق أي مجموعة أن تسعى إلى الظفر بما ترغب الظفر به فإن من حق السلطة أيضاً أن تدافع عن نفسها وتوظف كل ما يتوفر لديها من أدوات لحماية نفسها. هذا هو الأمر الطبيعي. غير الطبيعي هو أن يعتقد من يسعى إلى السلطة أن على النظام الممسك بها أن يقف مكتوف اليدين يتفرج ويبتسم وينتظر ساعة إخراجه منها!
عندما يفكر ذلك البعض ومحرضوه بهذه الطريقة فهذا برهان على أنهم لا يدركون الأمور وأنهم ليسوا مؤهلين للقيام بهذا العمل، لهذا فإن كل ما يقولونه عبر وسائل إعلامهم لا يمكن تصنيفه إلا في باب «الولولة» ولا قيمة له. ما قيمة نشر أخبار من نوع أن السلطة فعلت كذا وقالت كذا؟ أليس من الطبيعي أن تفعل كذا وتقول كذا لتحمي نفسها ولتؤكد وجودها وقوتها؟
منطقاً، من حق السلطة أن تفعل كل ما يمكنها فعله لتمنع الآخر من مزاحمتها ووقف تهديده لها، ومع هذا فإن السلطة في البحرين لم تلجأ إلى ما تلجأ إليه السلطات في بلدان أخرى كثيرة ومنها إيران التي لا تتردد عن شنق كل من «ينوي» التحرك ضدها وليس من يقوم بالتحرك فقط، وهذا ما يؤكده الواقع، وتؤكده الأحداث في ذلك البلد وفي العديد من البلدان التي تشهد اليوم ألوان الدمار والخراب مثل سوريا التي بررت إيران كل سلوكيات السلطة فيها بما في ذلك تعديل الدستور ليشغل بشار الأسد مكان والده ويصبح رئيساً «منتخباً».
الفارق الذي جعل العالم كله يقف مع البحرين ويحترمها ويضعف ذلك البعض ومن معه من الساعين إلى الاستيلاء على السلطة هو أنها لم تلجأ إلى الأساليب التي اعتمدتها دول مثل إيران وسوريا لحماية نفسها وإنما اختارت القانون ليكون الفيصل في كل الأمور، بدليل كم القضايا التي تم تحويلها إلى النيابة العامة والمحاكم في السنوات الست الأخيرة والتي كان يمكن أن تحسمها السلطة بنفسها كونها سلطة ولأن من حقها أن تدافع عن نفسها لتبقى وتستمر. البحرين فعلت هذا رغم علمها وتأكدها من أن أحداً لن يحاسبها أو يلومها.