كل من شاهد الفيديو الذي تم تداوله أخيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصادر عن فريق مكافحة الإرهاب بأمن العاصمة اليمنية عدن والمتضمن عملية رصد ومنع إرهابي من تفجير نفسه في الهدف الذي كان يريد الوصول إليه، كل من شاهد ذلك الفيديو حمد الله وأثنى على الجهد الذي بذله فريق مكافحة الإرهاب الذي كان متابعاً للإرهابي وراصداً لتحركاته منذ اللحظة الأولى.
لمن لم يشاهد ذلك الفيديو – وهو لا يصلح لذوي القلوب الضعيفة – فإن محتواه يتلخص في أن شخصاً كان قد باع نفسه وارتدى حزاماً ناسفاً وتخفى في زي عسكري ظل يسير على رصيف متجهاً إلى الهدف الذي كان مطلوباً تفجير نفسه فيه، لكنه كان مرصوداً بناء على معلومات استخباراتية دقيقة تم الحصول عليها. المتابع للمشهد في السيارة التي تم منها تصوير الحادثة أبلغ المكلف بتنفيذ عملية منع الإرهابي من تفجير نفسه بأن «الهدف» قد وصل. الإرهابي مستمر في سيره من دون أن يلتفت كي لا يثير الشبهات بينما الرجل المكلف بمنعه كان يرتدي ثياب عامل نظافة ومنهمكاً في عمله، ثم عندما مر الإرهابي بجانبه وتأكد تماماً من أنه ملغم «يبدو أنه كان يحمل جهازاً تصدر منه ذبذبات يتأكد بواسطته من ارتداء الهدف حزاماً ناسفاً» أطلق على رأسه من الخلف رصاصة أسقطته على الأرض وظل ينزف بغزارة بينما سارع اثنان من أفراد فريق مكافحة الإرهاب إلى نزع الحزام الناسف من وسطه وإبعاده عن المكان ثم حمله مضرجاً بدمائه ووضعه – كما الذبيحة – في سيارة «بيكب».
مشهد مليء بالدم والعنف لكنه يفرح كل من يشاهده لأن الإرهابي صار هو الضحية ولم يتمكن من تنفيذ العملية التي كان يمكن أن تودي بعشرات الضحايا. تماماً عكس ما أظهره الفيديو الذي تضمن تسجيلاً لإحدى العمليتين الانتحاريتين التي تمكن الإرهابي من تنفيذها في مصر، حيث أظهر المشهد الإرهابي وهو يحاول الدخول إلى المكان بعيداً عن جهاز التفتيش فيمنعه المسؤول فيتجه إلى الجهاز الذي يصدر صوتاً يؤكد أن الشخص يحمل ما يمنعه من المرور عبر الجهاز فيعود خطوة إلى الوراء ثم يتقدم من جديد ويفجر نفسه. من شاهد هذا الفيديو تعاطف مع الضحايا وضحك من بلاهة الشخص الذي أنهى حياته بظلم الآخرين وقتلهم باعتقاد باطل وتوهم بأنه إنما يقوم بعمل يدخله الجنة من أوسع أبوابها.
في كل يوم وفي أكثر من بلد يتم اكتشاف إرهابيين يحاولون تفجير أنفسهم حيث أمروا من قبل أسيادهم، ويتم أيضاً اكتشاف قنابل تم زرعها في أماكن معينة وسيارات مفخخة، ولكن في كل يوم أيضاً وفي أكثر من بلد ينجح الإرهابيون في تنفيذ عملياتهم حتى وصل الحال إلى أن يتمكنوا خلال الأسبوع الماضي من قتل عدد كبير من الأبرياء في العديد من الدول «التفجير الانتحاري في مترو أنفاق سان بطرسبورج في روسيا أودى بحياة 14 شخصاً، تفجير تكريت في العراق أودى بحياة 31 شخصاً، العملية الإرهابية في ستوكهولم بالسويد أسفرت عن قتل أربعة أشخاص على الأقل دهساً بشاحنة، وفي لاهور بباكستان قتل ستة أشخاص كانوا في مهمة عمل، وفي طنطا والإسكندرية بمصر فقد نحو خمسين شخصاً حياتهم في تفجيرين انتحاريين بكنيستين، وفي الصومال وسوريا واليمن وليبيا وغيرها فقد كثيرون حياتهم نتيجة عمليات إرهابية».
قتل مجاني لا يمكن تصوره، الإرهابيون الجناة يقررون قتل أنفسهم بهذه الطريقة البشعة، والأبرياء المجني عليهم تنتهي حياتهم في لحظة وتنتهي معهم حياة أحبابهم الذين لا يهنأ لهم عيش بعدهم. لو أن قصصاً تضمنتها هذه الحوادث قبل «تحليل» العمليات الانتحارية واعتبارها «أعمالاً بطولية» لما صدقها أحد ولضحك الجميع من كتابها.
{{ article.visit_count }}
لمن لم يشاهد ذلك الفيديو – وهو لا يصلح لذوي القلوب الضعيفة – فإن محتواه يتلخص في أن شخصاً كان قد باع نفسه وارتدى حزاماً ناسفاً وتخفى في زي عسكري ظل يسير على رصيف متجهاً إلى الهدف الذي كان مطلوباً تفجير نفسه فيه، لكنه كان مرصوداً بناء على معلومات استخباراتية دقيقة تم الحصول عليها. المتابع للمشهد في السيارة التي تم منها تصوير الحادثة أبلغ المكلف بتنفيذ عملية منع الإرهابي من تفجير نفسه بأن «الهدف» قد وصل. الإرهابي مستمر في سيره من دون أن يلتفت كي لا يثير الشبهات بينما الرجل المكلف بمنعه كان يرتدي ثياب عامل نظافة ومنهمكاً في عمله، ثم عندما مر الإرهابي بجانبه وتأكد تماماً من أنه ملغم «يبدو أنه كان يحمل جهازاً تصدر منه ذبذبات يتأكد بواسطته من ارتداء الهدف حزاماً ناسفاً» أطلق على رأسه من الخلف رصاصة أسقطته على الأرض وظل ينزف بغزارة بينما سارع اثنان من أفراد فريق مكافحة الإرهاب إلى نزع الحزام الناسف من وسطه وإبعاده عن المكان ثم حمله مضرجاً بدمائه ووضعه – كما الذبيحة – في سيارة «بيكب».
مشهد مليء بالدم والعنف لكنه يفرح كل من يشاهده لأن الإرهابي صار هو الضحية ولم يتمكن من تنفيذ العملية التي كان يمكن أن تودي بعشرات الضحايا. تماماً عكس ما أظهره الفيديو الذي تضمن تسجيلاً لإحدى العمليتين الانتحاريتين التي تمكن الإرهابي من تنفيذها في مصر، حيث أظهر المشهد الإرهابي وهو يحاول الدخول إلى المكان بعيداً عن جهاز التفتيش فيمنعه المسؤول فيتجه إلى الجهاز الذي يصدر صوتاً يؤكد أن الشخص يحمل ما يمنعه من المرور عبر الجهاز فيعود خطوة إلى الوراء ثم يتقدم من جديد ويفجر نفسه. من شاهد هذا الفيديو تعاطف مع الضحايا وضحك من بلاهة الشخص الذي أنهى حياته بظلم الآخرين وقتلهم باعتقاد باطل وتوهم بأنه إنما يقوم بعمل يدخله الجنة من أوسع أبوابها.
في كل يوم وفي أكثر من بلد يتم اكتشاف إرهابيين يحاولون تفجير أنفسهم حيث أمروا من قبل أسيادهم، ويتم أيضاً اكتشاف قنابل تم زرعها في أماكن معينة وسيارات مفخخة، ولكن في كل يوم أيضاً وفي أكثر من بلد ينجح الإرهابيون في تنفيذ عملياتهم حتى وصل الحال إلى أن يتمكنوا خلال الأسبوع الماضي من قتل عدد كبير من الأبرياء في العديد من الدول «التفجير الانتحاري في مترو أنفاق سان بطرسبورج في روسيا أودى بحياة 14 شخصاً، تفجير تكريت في العراق أودى بحياة 31 شخصاً، العملية الإرهابية في ستوكهولم بالسويد أسفرت عن قتل أربعة أشخاص على الأقل دهساً بشاحنة، وفي لاهور بباكستان قتل ستة أشخاص كانوا في مهمة عمل، وفي طنطا والإسكندرية بمصر فقد نحو خمسين شخصاً حياتهم في تفجيرين انتحاريين بكنيستين، وفي الصومال وسوريا واليمن وليبيا وغيرها فقد كثيرون حياتهم نتيجة عمليات إرهابية».
قتل مجاني لا يمكن تصوره، الإرهابيون الجناة يقررون قتل أنفسهم بهذه الطريقة البشعة، والأبرياء المجني عليهم تنتهي حياتهم في لحظة وتنتهي معهم حياة أحبابهم الذين لا يهنأ لهم عيش بعدهم. لو أن قصصاً تضمنتها هذه الحوادث قبل «تحليل» العمليات الانتحارية واعتبارها «أعمالاً بطولية» لما صدقها أحد ولضحك الجميع من كتابها.