قول حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لدى وصوله الخميس الماضي إلى الرياض «تلبية لدعوة كريمة تلقاها جلالته من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور الحفل الختامي لمهرجان الملك عبد العزيز للإبل»، قوله «وإنها لمناسبة لأن نجدد تقديرنا لما يوليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من اهتمام بالغ لتعزيز العلاقات الأخوية المشتركة وما يبذله من جهود رائدة وعمل متواصل في تدعيم المسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطوير العمل العربي المشترك والدفاع عن قضايا أمتنا الإسلامية» وتأكيد جلالته على أن كل هذه «شواهد بينة على ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من مكانة عالية وما تضطلع به من دور قيادي في هذه المرحلة الفاصلة التي تفرض تقوية الصف ووحدة الموقف وتكامل الرؤى، كي نتغلب جميعاً على تحديات المرحلة وصعوباتها ونصل سوياً إلى ما فيه خير وازدهار شعوبنا»، قول جلالته هذا يعني باختصار أن «السعودية هي عمود الخيمة الخليجية والعربية، وأن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى كافة»، وهو ما يردده باستمرار قادة دول التعاون المطلعون على تفاصيل الدور السعودي في تحقيق الأمن والأمان لكل الشعوب الخليجية والعربية، والمقدرون له، وهو ما يردده باستمرار أيضاً المسؤولون على اختلافهم بدول التعاون، فـ«المملكة العربية السعودية هي عمود الخيمة في مسيرة دول الخليج العربي التنموية والسياسية» كما كتب أخيراً وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الدكتور أنور قرقاش في حسابه على «تويتر».

العمود هو ما يتحمل قوة ضغط البناء في أي منشأة، وفي اللغة، العمود هو «السيد الذي يعتمد عليه في الأُمور»، وكل هذه صفات تنطبق على الشقيقة الكبرى وعلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يمتلك الكاريزما التي ملخصها أنه «السيد الذي يعتمد عليه في الأمور كافة» والذي وفر بحكمته وحنكته وقدرته على اتخاذ القرار المثال العملي يوم أن أعلن عن «عاصفة الحزم» لاستعادة الشرعية في اليمن ممن سرقها ومناصرة ودعم الشعب اليمني الذي عانى بسبب الحماقة التي ارتكبها الحوثيون الذين زين لهم الشيطان أعمالهم وأوهمهم أنهم قادرون على اختطاف الدولة في سويعات.

السعودية هي عمود الخيمة، من دونها لا يكون للخيمة قيمة بل لا يكون لها وجود. فالسعودية هي الأساس، وخادم الحرمين الشريفين هو رجل المرحلة والقائد الذي يحظى بتأييد ودعم جميع قادة «التعاون» بل جميع القادة العرب الذين يعرفون جيداً ما يريده حفظه الله لهذه الأمة التي عانت كثيراً وطويلاً وحان الوقت لتسترد كرامتها ومكانتها وتعود كما كانت سيداً وقائداً.

تصريح جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه لدى وصوله إلى الرياض لم يكن حديث مجاملة ولكنه كان تأكيداً لحقيقة واقعة ووصفاً لحالة تعيشها الأمة العربية وأملاً توفر لها عنوانه الملك سلمان بن عبد العزيز، ابن القائد الذي أسس المملكة العربية السعودية وصنع مجداً وحضارة ووفر مثالاً عملياً على قدرة الإنسان المخلص لشعبه على قيادة الأمة في الظروف الصعبة.

من دون السعودية يتعرض الخليج العربي إلى الكثير من الويلات والمآسي، هذا ما تقوله شعوب الخليج العربي كافة ويؤكده الواقع، والحقيقة الأكيدة هي أنه لولا أن إيران - على سبيل المثال - تعلم جيداً أن السعودية لن تضيع دقيقة واحدة في حال تعرض أي من دول مجلس التعاون لتصرف إيراني أحمق، ولولا تأكدها من أن قائد «عاصفة الحزم» سيزمجر على الفور لفعلت الكثير مما لا يزال الموهومون بتجربتها الفاشلة يعتقدون أنها يمكن أن تفعله.