من التصريحات اللافتة للمترشحين لمنصب رئيس الجمهورية في إيران تصريحان أحدهما لإبراهيم رئيسي والآخر لمحمد باقر قاليباف، وكلاهما يصب في الخانة نفسها، فهما «يتعهدان» بخلق فرص للعاطلين ودفع مخصصات البطالة لهم حتى يجدوا الوظيفة المناسبة. والأكيد أن المترشحين الأربعة الآخرين يسعون إلى الاستفادة من هذه القصة أيضاً، فهم يعلمون جيداً أن العاطلين عن العمل في إيران تكفيهم الكلمة التي توفر لهم شيئاً من الأمل بأنهم قد يجدوا الوظيفة التي يحصلون من خلالها على لقمة تقيم أودهم.
«معالجة البطالة وخلق فرص العمل» هو «الجوكر» الذي يمكن أن يكسب أياً من المترشحين الستة لو تمكن من توظيفه جيداً ومن تنزيله في الوقت المناسب، وكلهم على يقين من أن أحداً لن يطالبهم في حالة فوزهم بالوفاء بتعهدهم، يكفي أن عدد العاطلين كبير جداً، وهذا عذر جيد يمكن الاستفادة منه في حالة أن البعض أصر على تذكير الفائز بالرئاسة به.
بوضوح قال قاليباف إنه «يتعهد بخلق فرص العمل لـ «كافة العاطلين» الباحثين عن العمل في حال فوزه في الانتخابات» وأنه «سيقوم بدفع مخصصات البطالة للعاطلين عن العمل». ليس هذا فحسب وإنما قال أيضاً إن المخصصات ستدفع إلى الأشخاص البالغين منهم «18 عاماً وما فوق» من الذين «لا يملكون وظيفة أو فقدوا وظائفهم». ولإضفاء شيء من البهارات على الموضوع انتقد قاليباف الحكم فقال إن «منتقدي مشروعه قارنوه ببرامجهم ومشاريعهم البالية العائدة إلى ما قبل خمسة عقود» وإنه يعتبرهم «محقين لأنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف في أربع سنوات في ظل أسلوب الإدارة الحالي».
أما إبراهيم رئيسي الذي يستفيد أيضا من صفة «حجة الإسلام والمسلمين» فشدد على «ضرورة خلق مليون إلى مليون وخمسمائة ألف وظيفة سنوياً» واهتم بالترويج لنفسه من خلال القول بأن بالإمكان خلق فرص عمل متناسبة مع كرامة الشباب».
مراجعة سريعة لما قاله المترشحون لهذا المنصب في كل الانتخابات السابقة يتبين معها أن كل المترشحين عزفوا على الوتر نفسه وأغروا العاطلين ووعدوهم بما لا يستطيعون الوفاء به وأنهم عندما فازوا بالمنصب بلعوا كل ما قالوه ووقفوا في وجه كل من ذكرهم وطالب بالوظيفة.
طبعا لا يمكن أن يلام المترشح لمثل هذا المنصب عندما يفكر في هذا الاتجاه ويسعى إلى الاستفادة من هذه القصة، فهدفه واضح ومن حقه أن يستفيد من كل ما يمكن أن يعينه على كسب أكبر عدد من الأصوات. لكن بالطبع أيضا لا يمكن أن يلام المترشح لو فاز ولم يف بوعده لأن الواقع يقول إن أعداد العاطلين عن العمل والباحثين عن أي وظيفة في إيران كبير جداً وفي تزايد رهيب ولا يمكن لأي برنامج حكومي أن ينجح في خلق الفرص لكل هذا العدد المهول، أما السبب فهو أن أغلب ثروة إيران تذهب إلى «خلق فرص للشيطنة والتدخل في شئون الآخرين»، وإلا فإن ثروة هذه البلاد كبيرة جداً ولو خصص نصفها فقط لحل المشكلات الداخلية ومنها البطالة لتم حلها منذ زمن بعيد.
ما تتمناه دول المنطقة من أي مترشح يفوز في الانتخابات الإيرانية هو أن يضع نصب عينيه حقيقة أن الأوضاع في المنطقة وفي إيران لا يمكن أن تستقر طالما استمرت القيادة الإيرانية في أسلوبها المتمثل في التدخل في شؤون جيرانها، وأن بإمكان الشعب الإيراني أن يأكل الشهد لو أن قيادته حرصت على تحسين وتطوير علاقاتها بدول مجلس التعاون وتحررت من تلك الأحلام التي تسيطر عليها وتزين لها. الجغرافيا لا التاريخ هي التي يمكن أن تخلص إيران من كل مشكلاتها الداخلية. إنقاذ إيران وتحسين مستقبل شعبها بيد دول مجلس التعاون.
«معالجة البطالة وخلق فرص العمل» هو «الجوكر» الذي يمكن أن يكسب أياً من المترشحين الستة لو تمكن من توظيفه جيداً ومن تنزيله في الوقت المناسب، وكلهم على يقين من أن أحداً لن يطالبهم في حالة فوزهم بالوفاء بتعهدهم، يكفي أن عدد العاطلين كبير جداً، وهذا عذر جيد يمكن الاستفادة منه في حالة أن البعض أصر على تذكير الفائز بالرئاسة به.
بوضوح قال قاليباف إنه «يتعهد بخلق فرص العمل لـ «كافة العاطلين» الباحثين عن العمل في حال فوزه في الانتخابات» وأنه «سيقوم بدفع مخصصات البطالة للعاطلين عن العمل». ليس هذا فحسب وإنما قال أيضاً إن المخصصات ستدفع إلى الأشخاص البالغين منهم «18 عاماً وما فوق» من الذين «لا يملكون وظيفة أو فقدوا وظائفهم». ولإضفاء شيء من البهارات على الموضوع انتقد قاليباف الحكم فقال إن «منتقدي مشروعه قارنوه ببرامجهم ومشاريعهم البالية العائدة إلى ما قبل خمسة عقود» وإنه يعتبرهم «محقين لأنه لا يمكن تحقيق هذا الهدف في أربع سنوات في ظل أسلوب الإدارة الحالي».
أما إبراهيم رئيسي الذي يستفيد أيضا من صفة «حجة الإسلام والمسلمين» فشدد على «ضرورة خلق مليون إلى مليون وخمسمائة ألف وظيفة سنوياً» واهتم بالترويج لنفسه من خلال القول بأن بالإمكان خلق فرص عمل متناسبة مع كرامة الشباب».
مراجعة سريعة لما قاله المترشحون لهذا المنصب في كل الانتخابات السابقة يتبين معها أن كل المترشحين عزفوا على الوتر نفسه وأغروا العاطلين ووعدوهم بما لا يستطيعون الوفاء به وأنهم عندما فازوا بالمنصب بلعوا كل ما قالوه ووقفوا في وجه كل من ذكرهم وطالب بالوظيفة.
طبعا لا يمكن أن يلام المترشح لمثل هذا المنصب عندما يفكر في هذا الاتجاه ويسعى إلى الاستفادة من هذه القصة، فهدفه واضح ومن حقه أن يستفيد من كل ما يمكن أن يعينه على كسب أكبر عدد من الأصوات. لكن بالطبع أيضا لا يمكن أن يلام المترشح لو فاز ولم يف بوعده لأن الواقع يقول إن أعداد العاطلين عن العمل والباحثين عن أي وظيفة في إيران كبير جداً وفي تزايد رهيب ولا يمكن لأي برنامج حكومي أن ينجح في خلق الفرص لكل هذا العدد المهول، أما السبب فهو أن أغلب ثروة إيران تذهب إلى «خلق فرص للشيطنة والتدخل في شئون الآخرين»، وإلا فإن ثروة هذه البلاد كبيرة جداً ولو خصص نصفها فقط لحل المشكلات الداخلية ومنها البطالة لتم حلها منذ زمن بعيد.
ما تتمناه دول المنطقة من أي مترشح يفوز في الانتخابات الإيرانية هو أن يضع نصب عينيه حقيقة أن الأوضاع في المنطقة وفي إيران لا يمكن أن تستقر طالما استمرت القيادة الإيرانية في أسلوبها المتمثل في التدخل في شؤون جيرانها، وأن بإمكان الشعب الإيراني أن يأكل الشهد لو أن قيادته حرصت على تحسين وتطوير علاقاتها بدول مجلس التعاون وتحررت من تلك الأحلام التي تسيطر عليها وتزين لها. الجغرافيا لا التاريخ هي التي يمكن أن تخلص إيران من كل مشكلاتها الداخلية. إنقاذ إيران وتحسين مستقبل شعبها بيد دول مجلس التعاون.