هكذا هي العصابات تترك بصماتها وتحتفل بيومها في جريمة مضافة لجرائمها، وإذا ما حكمت العصابة دولة تأتي جرائمها لتضرب أكثر من عصفور في حجر واحد، آخر الأمثلة عملية اغتيال المعارض الإيراني سعيد كريميان.
يوم السبت الماضي اغتيل الإعلامي والمعارض الإيراني والمدير التنفيذي لمجموعة «جنرال إنترتينمينت آند ميديا»، المعروفة اختصاراً باسم «جيم»، سعيد كريميان في أحد أحياء إسطنبول الراقية أمام مكتبه، بعد أن هاجم ملثمون سيارته وأصابوه بـ27 طلقة، فيما وجهوا ثلاث رصاصات لصديقه الذي كان يرافقه رجل الأعمال الكويتي محمد متعب الشلاحي المطيري، ومع أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن هذه الجريمة، إلا أن أصابع الاتهام تتجه نحو الحرس الثوري الإيراني بحسب خبراء في الشأن الإيراني، وفي هذه العملية تضرب إيران أكثر من عصفور في حجر واحد، فالتوقيت والمكان والأشخاص والجهات، كلها أهداف ذات معنى.
أما التوقيت فكان فيما يعرف بيوم الحرس الثوري الإيراني، ويبدو أن هذا الجهاز الإجرامي أراد الاحتفال بيومه بهذه الجريمة، لكن الأهم من ذلك أن هذه العملية جاءت قبيل زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى الكويت في التاسع من الشهر الجاري، والتي من المقرر فيها أن يضع أمير الكويت والرئيس التركي حجر الأساس للمطار «2» الذي ستنفذه شركات تركية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقات اقتصادية أخرى، ومع أن هذه العملية الإجرامية التي راح ضحيتها مواطن كويتي لن توقف هذه الاتفاقات والمصالح الاقتصادية بين الكويت وتركيا، إلا أنها مزعجة وتسبب الإحراج للحكومة التركية، وأما المكان الذي اختير لتنفيذ العملية فهو إسطنبول التي أصبحت مقصداً سياحياً واستثمارياً لملايين البشر من الأوروبيين والعرب وغيرهم، وتكرار عمليات الاغتيال والتفجير فيها يعطي انطباعاً أن المدينة غير آمنة، وهذا يصب في صالح إيران التي ليس لها منافس إقليمي غير تركيا، كما تزامن مع الحدث عثور السلطات التركية على صاروخين من الصواريخ المضادة للدبابات إيرانية الصنع في ميناء زنغولدات. أما لماذا اغتيل سعيد كريميان دون غيره من المعارضين الإيرانيين الذين نعرفهم ونسمع لهم صوتاً أعلى من صوته، فذلك يعود إلى أن كريميان معارض استخدم الوسائل الناعمة في عمله، فالمجموعة الإعلامية التي يديرها فيها 17 محطة فضائية موجهة للداخل الإيراني وتخاطب المجتمع الإيراني بلغاته المختلفة، والأهم من ذلك أن قنواته متخصصة في مواد إعلامية مغايرة للتي يستخدمها المعارضون التقليديون فهي تقدم الأفلام والمسلسلات وبرامج المسابقات، وبذلك تمكنت من استقطاب عدد كبير من المتابعين داخل إيران كما استقطبت عدداً من الممثلين والمخرجين الإيرانيين، وإيران تعد هذا النوع من المعارضين أخطر من المعارضين الذين يهاجمونها بشكل مباشر وواضح وكثير من هؤلاء المعارضين خطابهم موجه للعالم العربي أو للناطقين باللغة العربية في إيران، أو موجه لفئة معينة في إيران، ولا ننسى أن إيران هيأت لإلصاق التهمة بمنظمة مجاهدي خلق من خلال الحديث إعلامياً عن علاقة كريميان التي ساءت في الفترة الأخيرة مع المنظمة، لتضرب بهذه العملية جهة أخرى وتتهم بها مجاهدي خلق، والواقع أن كريميان هو ابن المنظمة فهو من عائلة تنتمي بأكملها للمنظمة ووالده قتل في إحدى عملياتها ضد إيران، إلا أن كريميان اختار العمل المعارض بأسلوبه الخاص وليس بينه وبين المنظمة مشاكل تستدعي تصفيته، لكنه مكر الفرس.
يوم السبت الماضي اغتيل الإعلامي والمعارض الإيراني والمدير التنفيذي لمجموعة «جنرال إنترتينمينت آند ميديا»، المعروفة اختصاراً باسم «جيم»، سعيد كريميان في أحد أحياء إسطنبول الراقية أمام مكتبه، بعد أن هاجم ملثمون سيارته وأصابوه بـ27 طلقة، فيما وجهوا ثلاث رصاصات لصديقه الذي كان يرافقه رجل الأعمال الكويتي محمد متعب الشلاحي المطيري، ومع أن أي جهة لم تعلن مسؤوليتها عن هذه الجريمة، إلا أن أصابع الاتهام تتجه نحو الحرس الثوري الإيراني بحسب خبراء في الشأن الإيراني، وفي هذه العملية تضرب إيران أكثر من عصفور في حجر واحد، فالتوقيت والمكان والأشخاص والجهات، كلها أهداف ذات معنى.
أما التوقيت فكان فيما يعرف بيوم الحرس الثوري الإيراني، ويبدو أن هذا الجهاز الإجرامي أراد الاحتفال بيومه بهذه الجريمة، لكن الأهم من ذلك أن هذه العملية جاءت قبيل زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى الكويت في التاسع من الشهر الجاري، والتي من المقرر فيها أن يضع أمير الكويت والرئيس التركي حجر الأساس للمطار «2» الذي ستنفذه شركات تركية، بالإضافة إلى توقيع اتفاقات اقتصادية أخرى، ومع أن هذه العملية الإجرامية التي راح ضحيتها مواطن كويتي لن توقف هذه الاتفاقات والمصالح الاقتصادية بين الكويت وتركيا، إلا أنها مزعجة وتسبب الإحراج للحكومة التركية، وأما المكان الذي اختير لتنفيذ العملية فهو إسطنبول التي أصبحت مقصداً سياحياً واستثمارياً لملايين البشر من الأوروبيين والعرب وغيرهم، وتكرار عمليات الاغتيال والتفجير فيها يعطي انطباعاً أن المدينة غير آمنة، وهذا يصب في صالح إيران التي ليس لها منافس إقليمي غير تركيا، كما تزامن مع الحدث عثور السلطات التركية على صاروخين من الصواريخ المضادة للدبابات إيرانية الصنع في ميناء زنغولدات. أما لماذا اغتيل سعيد كريميان دون غيره من المعارضين الإيرانيين الذين نعرفهم ونسمع لهم صوتاً أعلى من صوته، فذلك يعود إلى أن كريميان معارض استخدم الوسائل الناعمة في عمله، فالمجموعة الإعلامية التي يديرها فيها 17 محطة فضائية موجهة للداخل الإيراني وتخاطب المجتمع الإيراني بلغاته المختلفة، والأهم من ذلك أن قنواته متخصصة في مواد إعلامية مغايرة للتي يستخدمها المعارضون التقليديون فهي تقدم الأفلام والمسلسلات وبرامج المسابقات، وبذلك تمكنت من استقطاب عدد كبير من المتابعين داخل إيران كما استقطبت عدداً من الممثلين والمخرجين الإيرانيين، وإيران تعد هذا النوع من المعارضين أخطر من المعارضين الذين يهاجمونها بشكل مباشر وواضح وكثير من هؤلاء المعارضين خطابهم موجه للعالم العربي أو للناطقين باللغة العربية في إيران، أو موجه لفئة معينة في إيران، ولا ننسى أن إيران هيأت لإلصاق التهمة بمنظمة مجاهدي خلق من خلال الحديث إعلامياً عن علاقة كريميان التي ساءت في الفترة الأخيرة مع المنظمة، لتضرب بهذه العملية جهة أخرى وتتهم بها مجاهدي خلق، والواقع أن كريميان هو ابن المنظمة فهو من عائلة تنتمي بأكملها للمنظمة ووالده قتل في إحدى عملياتها ضد إيران، إلا أن كريميان اختار العمل المعارض بأسلوبه الخاص وليس بينه وبين المنظمة مشاكل تستدعي تصفيته، لكنه مكر الفرس.