التصريح المنسوب للقائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد جعفري والذي انتشر أخيراً وقال فيه إن «المخططات المعادية للثورة الإسلامية من قبل الأعداء منيت بالفشل» أقحم فيه عنوة اسم الشقيقة الكبرى وبطريقة تدفع المتلقي إلى التفكير في اتجاه أنه تم إعداد التصريح بغية قول ذلك، وإلا فإن إيران تدرك جيداً أن السعودية لا تعاديها، وإن اختلفت معها فكرياً وسياسياً وفي كثير من الأمور والتوجهات والمواقف. ليس مقبولاً أبداً وضع السعودية في خانة واحدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تعتبرهما إيران عدوين لدودين لها وتصفهما بالشيطان الأكبر وتدعو إلى محوهما من الوجود (...)، فالسعودية بلد سلام ولا تعادي أحداً بما في ذلك إيران التي أساءت لها كثيراً، ويكفي في هذا الخصوص التذكير بالاعتداءات التي تعرضت لها السفارة والقنصلية والبعثة الدبلوماسية السعودية في إيران والتشهير اليومي بالمملكة عبر تلك الفضائيات «السوسة».
ما ينبغي أن تدركه إيران والمسيطرون على الحكم فيها أن من أخذ على عاتقه خدمة الحرمين الشريفين واعتز بهذه الصفة لا يمكن أن يعادي أي دولة في العالم -باستثناء إسرائيل طبعاً التي اغتصبت فلسطين وحقوق الفلسطينيين- فمن يخدم الحرمين الشريفين لا يرفع إلا راية السلام ولا يسعى إلا إلى نشر المحبة بين البشر. لهذا فإن إقحام جعفري اسم السعودية في الموضوع خطأ يفترض أن تتداركه إيران سريعاً، فالسعودية لا يمكن أن تكون في كفة تتوفر فيها إسرائيل ولا يمكن أن تقبل بمثل هذا التصنيف الذي أقل ما يقال عنه إنه سخيف.
نعم، هناك جهد وعمل تبذله السعودية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها لا يرضي بطبيعة الحال إيران، وهناك بالمقابل أيضاً جهد وعمل تبذله إيران في هذه الدول لا يرضي السعودية، لكن السعودية لم تعتبر إيران عدوة لها واكتفت باتخاذ موقف منها ومحاولة تغيير بعض قناعاتها ومواقفها السالبة بالعمل عبر القنوات الدبلوماسية، الساحة التي تمتلك فيها السعودية القدرة على تحقيق المكاسب والانتصارات.
لا السعودية ولا البحرين ولا أي دولة من دول مجلس التعاون تتعامل مع إيران من منطلق أنها عدو لها، فهذه الدول لا تعادي أحداً وتعتبر الاختلاف مع الآخر حقاً للجميع وترفض دائماً أن يكون سبباً في القطيعة النهائية مع المختلف معه. هذه الدول لا تريد من إيران سوى التوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية ومراجعة نفسها والتفكير بعقلانية وواقعية.
إن تصريحات كهذا التصريح المنسوب إلى جعفري يضر بإيران ولا ينفعها حيث من الطبيعي أن تنفر السعودية ومختلف دول مجلس التعاون منه وينفر منه كل ذي عقل وكل محب لهذه المنطقة ومحب للسلام، فهذا التصريح فيه من العدوانية ما يكفي للتدليل على أن إيران هي من ينبغي أن تصنف في تلك الخانة وليس غيرها.
على مدى أربعة عقود هي عمر تسلط الملالي على الشعب الإيراني جربت إيران طريق معاداة جيرانها وعلى الخصوص السعودية والبحرين، ولأنها فشلت ولم تحقق أياً من مآربها فإن الدعوة مفتوحة لها كي تجرب الطريق الآخر الذي يمكن عبره أن تأكل من فوقها ومن تحتها وأن يعيش الشعب الإيراني المغلوب على أمره أياماً يتأكد معها أن الحياة شيء مختلف عن هذا الذي يعيشه في بلاده.
لا بأس أن يقول قائد عام الحرس الثوري الإيراني أن هذا الطرف أو ذاك فشل في هذا الأمر أو ذاك، ولكن ألف بأس وبأس لو قال مثل ما هو منسوب إليه، فالسعودية بلد محبة وسلام، ترفع راية التوحيد وتدعو دائماً إلى الخير ولا يمكن أن تقبل بالانتماء إلى خانة تتواجد فيها إسرائيل، التي لا تصلها صواريخ إيران المطورة.
{{ article.visit_count }}
ما ينبغي أن تدركه إيران والمسيطرون على الحكم فيها أن من أخذ على عاتقه خدمة الحرمين الشريفين واعتز بهذه الصفة لا يمكن أن يعادي أي دولة في العالم -باستثناء إسرائيل طبعاً التي اغتصبت فلسطين وحقوق الفلسطينيين- فمن يخدم الحرمين الشريفين لا يرفع إلا راية السلام ولا يسعى إلا إلى نشر المحبة بين البشر. لهذا فإن إقحام جعفري اسم السعودية في الموضوع خطأ يفترض أن تتداركه إيران سريعاً، فالسعودية لا يمكن أن تكون في كفة تتوفر فيها إسرائيل ولا يمكن أن تقبل بمثل هذا التصنيف الذي أقل ما يقال عنه إنه سخيف.
نعم، هناك جهد وعمل تبذله السعودية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها لا يرضي بطبيعة الحال إيران، وهناك بالمقابل أيضاً جهد وعمل تبذله إيران في هذه الدول لا يرضي السعودية، لكن السعودية لم تعتبر إيران عدوة لها واكتفت باتخاذ موقف منها ومحاولة تغيير بعض قناعاتها ومواقفها السالبة بالعمل عبر القنوات الدبلوماسية، الساحة التي تمتلك فيها السعودية القدرة على تحقيق المكاسب والانتصارات.
لا السعودية ولا البحرين ولا أي دولة من دول مجلس التعاون تتعامل مع إيران من منطلق أنها عدو لها، فهذه الدول لا تعادي أحداً وتعتبر الاختلاف مع الآخر حقاً للجميع وترفض دائماً أن يكون سبباً في القطيعة النهائية مع المختلف معه. هذه الدول لا تريد من إيران سوى التوقف عن التدخل في شؤونها الداخلية ومراجعة نفسها والتفكير بعقلانية وواقعية.
إن تصريحات كهذا التصريح المنسوب إلى جعفري يضر بإيران ولا ينفعها حيث من الطبيعي أن تنفر السعودية ومختلف دول مجلس التعاون منه وينفر منه كل ذي عقل وكل محب لهذه المنطقة ومحب للسلام، فهذا التصريح فيه من العدوانية ما يكفي للتدليل على أن إيران هي من ينبغي أن تصنف في تلك الخانة وليس غيرها.
على مدى أربعة عقود هي عمر تسلط الملالي على الشعب الإيراني جربت إيران طريق معاداة جيرانها وعلى الخصوص السعودية والبحرين، ولأنها فشلت ولم تحقق أياً من مآربها فإن الدعوة مفتوحة لها كي تجرب الطريق الآخر الذي يمكن عبره أن تأكل من فوقها ومن تحتها وأن يعيش الشعب الإيراني المغلوب على أمره أياماً يتأكد معها أن الحياة شيء مختلف عن هذا الذي يعيشه في بلاده.
لا بأس أن يقول قائد عام الحرس الثوري الإيراني أن هذا الطرف أو ذاك فشل في هذا الأمر أو ذاك، ولكن ألف بأس وبأس لو قال مثل ما هو منسوب إليه، فالسعودية بلد محبة وسلام، ترفع راية التوحيد وتدعو دائماً إلى الخير ولا يمكن أن تقبل بالانتماء إلى خانة تتواجد فيها إسرائيل، التي لا تصلها صواريخ إيران المطورة.